
متحف يضم أندر الأنتيكات والتراثيات مواطـــن مولع بجمع النفائس ومنها إنجيل عمره أكثر من 800 عام
سعد محسن خليل
لو قدر لك أن تزور مدينة أربيل، فلا بد لك أن تزور متحف (أنتيك أربيل)، الذي يقع في شارع التربية وسط المدينة. ويعد هذا المتحف، غير الحكومي، من أندر المتاحف التراثية في الشرق الأوسط، ويضم مقتنيات وتحفاً، تعود أزمانها إلى عقود من الزمن، تم تجميعها بجهد كبير من قبل المواطن خالص مصطفى، وهو مولع بجمع هذا النوع من التراثيات الثمينة التي لا تقدر بثمن.
وفي جولة داخل المتحف قال إن “هذه المقتنيات تضم نفائس غالية الثمن، تم جمعها وشراؤها من مختلف مدن العراق، لتكون متحفاً أثرياً خاصاً يسر الناظر، ويكشف للسائح الأجنبي جانباً من حضارة وادي الرافدين، ويعكس تراثها الفكري والفني.”
وأضاف أن “هذه التحف تعد عملة نادرة، وهي لا تقدر بثمن، واعتبرها جزءاً من كياني ووجودي كمواطن يفتخر بالتراث العراقي، وهي تمثل مقتنيات كانت تستخدم من قبل مختلف أطياف الشعب العراقي، بعربه وكرده وتركمانه، وكافة القوميات والأديان السماوية.”
قطع فنية
اصطحبنا ذلك المواطن، الذي تظهر عليه علامات الطيبة، في جولة داخل المتحف، وقال إن “المتحف يضم مختلف المقتنيات التراثية، وهو يعد أكبر متحف في العراق، تم تنظيمه على نفقتي الخاصة، ويضم (سماوراً) مصنوعاً من النحاس، يتكون من أربع قطع عمرها بحدود مئتي عام، ويعد قطعة فنية نادرة. إضافة الى قطع أثرية، منها (أراكيل) قديمة، ومزججات وفضيات وأكسسوارات نسائية ومسبحات من مختلف الأنواع، منها الكهرب والكهرمان والسندلوس، وهي مسبحات قديمة لا تقدر بثمن. كما يضم المتحف قطعاً نادرة من مختلف أنواع الأسلحة القديمة، ومن مناشئ مختلفة، تعود أزمانها إلى مئات خلت من السنين، إضافة إلى احتواء المتحف على تلسكوبات وبوصلات وعدسات ونواظير مدنية وعسكرية.”
أحجار كريمة
الشيء الأبرز احتواء المتحف على أحجار كريمة لا تقدر بثمن، وهناك جناح خاص للمذهّبات والفضيات، إضافة إلى احتواء المتحف على كاميرات تصوير قديمة، وأجهزة تسجيل وملحقاتها من الأغاني التراثية المسجلة لفنانين عراقيين وعرب وأجانب، ظهروا إبان العقود الماضية. كما يضم المتحف أجهزة راديو قديمة تعود تواريخ صناعتها إلى عقود من السنين خلت، إضافة إلى صناديق خشبية منقوشة، عليها نقوشات في غاية الروعة والجمال، ومزججة بالنحاس والأحجار الكريمة، إضافة إلى سجاد قديم تعود مناشئه لتركيا وإيران، ومنسوجات من الملابس التراثية، إضافة إلى الأواني المنزلية القديمة، بعض منها منقوشة عليها صور ملوك ورؤساء حكموا العراق خلال العقود الماضية، إضافة إلى احتواء المتحف على صور فوتوغرافية نادرة لشخصيات سياسية واجتماعية عراقية.
خزانة عثمانية
يحتوي المتحف ايضاً على حلي ومحابس نادرة محلاة بجواهر لا تقدر بثمن، إضافة إلى ساعات جدارية ويدوية تعود إلى العهد العثماني. كما توجد مجسمات لتماثيل مصنوعة من الخشب والسيراميك. ويضم المعرض أيضاً أكبر خزانة (قاصة) حديدية يعود تاريخ صنعها إلى أكثر من 300 عام مضت، أي في العهد العثماني. كما يضم المتحف صندوقاً قديماً من الخشب مطعماً بالأحجار الكريمة، ومزيناً بمعدن النحاس، وهو تحفة فنية تمثل دقة الصناعة العراقية في ذلك الوقت.
مخطوطات نادرة
يضم المتحف كتباً سماوية قديمة، مثل كتاب الإنجيل، يعود تاريخه إلى أكثر من 800 عام، وهو تحفه نادرة لا تقدر بثمن، إضافة إلى كتب سماوية أخرى، ككتاب التوراة والقرآن الكريم، من الكتب القديمة جداً. ويحتوي المتحف أيضاً على كتب ومخطوطات نادرة تم الحفاظ عليها من التلف، وهي ثروة قومية لا يمكن التفريط بها، إضافة إلى احتواء المتحف على نماذج مختلفة من العملة العراقية القديمة تعود تواريخ سباكتها وطبعها إلى عهود ماضية.
وختم صاحب المتحف خالص مصطفى حديثه بالقول إن “هذه المقتنيات، التي جرى شراؤها من مالي الخاص، تعد ثروة قومية لا تقدر بثمن.” وقال إنه يحرص على المحافظة عليها وعرضها أمام المواطن العراقي والعربي والأجنبي ليستنشق عبرها رحيق الماضي بكل ما يحمله من ألق، وهي في مجملها باقة ورد تفوح منها الروائح الطيبة لتعكس طيبة هذا الشعب وطبيعة تراثه وما كان يزخر به من نفائس ومقتنيات.