مطار كربلاء.. ينعش السياحة الدينية

980

 محمد حميد الصواف/

عشرات الآليات مختلفة الأحجام، تمزق بأصوات محركاتها سكون البادية المحاذية للطريق الرابط بين مدينتي كربلاء المقدسة والنجف الأشرف، والمدينتان تعدان من أبرز المدن الإسلامية.كربلاء باتت على موعد قريب من افتتاح مطارها الخاص، سيكون مرفأً لملايين الزوار الوافدين عليها من أصقاع الأرض كافة لزيارة مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام اللذين يتوسط مرقديهما المباركين مركز المحافظة.

المطار المفترض سيكون ميناء جوياً ضخماً ينافس مطار العاصمة العراقية بغداد بحسب الترجيحات، سيما أن كربلاء تستقبل الزائرين بأعداد مليونية من داخل وخارج العراق على مدار أيام السنة، خصوصاً من إيران وباكستان والهند وأذربيجان، إلى جانب الزوار الوافدين من دول الخليج العربي.

هذا الامتياز الاقتصادي بحسب المختصين جعل من مشروع المطار ضرورة لا غنى عنها، يختزل الوقت والجهد بالنسبة للمسافرين إلى كربلاء، ويعود بجدوى اقتصادية ممتازة للمدينة تحديداً، والعراق عموماً. حيث تشهد مدينة كربلاء فورة عمرانية غير مسبوقة تمثلت بأعمال التوسعة الكبرى التي تنفذ داخل وحول المراقد المقدسة إلى جانب عمليات تشييد فنادق رفيعة الطراز والأسواق والعديد من المشاريع الاستثمارية والتجارية بمختلف أنواعها.

الحركة السياحية

يقول غزوان العيساوي مسؤول إعلام مشروع المطار، “المشروع يعتبر مرفقاً اقتصادياً ناجحاً سيسهم في انتعاش الحركة السياحة الدينية بشكل أكبر يدر على المدينة الكثير من الأموال”.

الأمانة العامة للعتبة الحسينية بادرت إلى انجاز هذا المشروع بحسب قول العيساوي الذي أضاف أن “العتبة الحسينية استشعرت أهمية المشروع لذا فاتحت الحكومة العراقية التي وافقت بدورها على استثماره من قبل العتبة وتوليها تنفيذه”.

وتشرع شركة خيرات السبطين التابعة للعتبة الحسينية إضافة إلى شركة خاصة تعرف بمجموعة الرضا للاستثمار بتنفيذ المشروع، بعد أن تم وضع حجر الأساس في شهر كانون الثاني لسنة 2017. فيما تشارك بتنفيذ المشروع الواعد شركات عراقية وعربية وأجنبية منها شركة كوبر جيس البريطانية، واي ام تك الإماراتية دخلت أيضاً من ضمن الشركات المنخرطة بأعمال التشييد.

ويرجح العيساوي أن تبلغ الطاقة الاستيعابية للمطار بعد انجاز المرحلة الأولى مليوني مسافر سنوياً. مضيفاً “من المؤمل عند إكمال المطار بمراحله الثلاث قدرته على استقبال عشرين مليون مسافر سنوياً”.

وتبلغ مساحة المطار المفترض أكثر من خمسة وأربعين مليون متر مربع، ويبعد عن مركز مدينة كربلاء 30 كيلو متر وعن مدينة النجف 39 كيلو متر.

يذكر العيساوي أن المرحلة الأولى ستنجز خلال 24 شهراً، وستتضمن بناء قاعة التيرمنال بمساحة 36 ألف متر مربع ومدرج لهبوط الطائرات، اما المرحلة الثانية تتضمن بناء مدرج آخر وإكمال قاعة التيرمنال بمساحة 128 ألف متر مربع من ثلاثة طوابق، في حين سيبلغ المدرج مسافة أربعة كيلو متر ونصف وبعرض 250 متراً.

وتبلغ كلفة المشروع بحسب العتبة الحسينية المقدسة 500 مليون دولارـ فيما تبلغ تكلفة المرحلة الأولى منفردة 226 مليون دولار.

وأسوة ببقية المطارات الدولية سيتضمن مطار كربلاء الدولي بعد أن يرى النور العديد من المرافق الخدمية المفترضة، كخطوط النقل الخاص والعام ومرآب خاص بالمركبات الأهلية ومراكز التسوق.