مطاعـــــم تقــــــدّم لحـــــــوم الحميــــــــــــــر.. حقيقة أم شائعات؟

142

مصطفى ناجي – تصوير / علي الغرباوي/
في ظل ارتفاع أسعار اللحوم، أصبحت لحوم الحمير تقدّم في المطاعم على أساس أنها لحوم أبقار او أغنام، ما ولّد حالة من الارباك لدى مستهلكي اللحوم وجعلهم يترددون بين تصديقها كشائعات او الإيمان بها كحقيقة فرضها واقع ارتفاع أسعار اللحوم منذ ما قبل الشهر الفضيل.
يقول مدير مركز بحوث السوق وحماية المستهلك الدكتور محمود عبد الله جاسم: إن “ظاهرة بيع لحوم الحمير ليست جديدة أو وليدة اللحظة وهي منتشرة منذ مدة ليست بالقصيرة وتظهر بين فترة وأخرى”.
تشابه ألوان اللحوم
وأضاف جاسم في تصريح لـ”الشبكة”، “يحاول بعض ضعاف النفوس بيع لحوم الحمير للناس كأنها لحوم أبقار وأغنام، مشيرا الى أن “الظاهرة ليست منتشرة في العراق فقط بل في دول كثيرة، وتعد نوعا من أنواع الغش الغذائي، بمعنى أن يباع لحم الحمير على أساس أنه لحم أبقار وأغنام نظرا لوجود تشابه في ألوان تلك اللحوم”.
أما بخصوص انتشارها بيّن جاسم “يقتصر على حالات لا ترقى الى أن تكون ظاهرة بسبب أن الكثير من العراقيين يؤمنون بأن الطعام ونظافته وسلامته أمانة يجب التقيّد بها، لكن الحالات قد تحدث في الاماكن التي تكون بعيدة عن الرقابة كالمطاعم الخارجية، وقليل من يستخدمون لحوم الحمير في مطاعمهم رغم ذلك”.
تجميع الحمير وبيعها
وتابع أنّ “ما حصل في مدينة الموصل قبل مدة، وعثور فرق الرقابة الصحية على مواطنين يجمعون الحمير بهدف ذبحها كما قيل لكنها لم تكن مذبوحة بل جُمِّعَتْ فقط، ولا اعتقد أن هذه الحالة متفشية الى حد كبير في مطاعم بغداد او بقية المطاعم في المحافظات”.
وبشأن عمل المركز وإقامته لحملات توعية بهذا الخصوص قال جاسم: إن “مركز بحوث السوق وحماية المستهلك ينظم جميع الحملات التوعوية التي تخص معالجة وتشخيص حالات الغش الغذائي ومن ضمنها لحوم الحمير، ودعا المواطنين الى شراء اللحم من أماكن معروفة وأناس ثقاة تم التعامل معهم مسبقا، وضرورة أن يتأكدوا من وجود الاختام الخاصة بالبيطرة والرقابة الصحية التي تؤكد صلاحية هذه اللحوم للاستهلاك البشري وخلوها من المخاطر كونها مفحوصة مختبريا”.
عادات تناول اللحم
وبشأن وجود عامل نفسي او ديني يمنع تناول لحوم الحمير قال جاسم: “بصورة عامة فإن التغذية تحكمها العادات الغذائية، أي بمعنى أن الشعوب لديها عادات في تناول نوعيات من اللحوم، فعلى سبيل المثال المسلمون الذين يعيشون في الدول الاسلامية قد لا يأكلون ما يأكله ساكنو آسيا أو أوروبا وأميركا، لذلك فعلى مستوى الدول العربية والمسلمة فإننا نرفض استهلاك او تناول لحوم الحمير، لكون عاداتنا الغذائية تمنعنا من استهلاك تلك اللحوم، إضافة الى أن القرآن الكريم حلل ركوب هذه الحيوانات فقط وليس أكلها”.
وبين جاسم أهمية “دور فرق الرقابة الصحية في متابعة جميع باعة اللحوم والقصابين، وأن تكثف الفرق الجوالة من جهودها في رقابة المطاعم أيضا لا سيما في هذه الفترة.
فرق الرقابة الصحية
من جهته قال عضو فريق دائرة الرقابة الصحية الدكتور قاسم محمد: إن “فرق الرقابة الصحية مستمرة في عملها في الكشف عن وجود حالات لانتشار لحوم الحمير في المطاعم، مؤكدا أن الفريق يتألف من ممثلين عن مجموعة من الدوائر كأمانة بغداد ووزارة البلديات إضافة الى وزارة الصحة”.
وأشار الى أن “العمل أحيانا لا ينجز بسبب عدم اكتمال نصاب الفريق او امتناع او غياب أحد ممثلي الجهات المذكورة ما يربك عملنا كرقابة صحية”.
وألمح الى أن “فرقنا شخّصت حالات جزر اللحوم في أماكن عامة غير مرخصة وحاسبت بعض المقصرين، في حين أن الاخرين يهربون عند تعرفهم على سياراتنا نظرا لكثرة تجوالنا في تلك المناطق، ويختفون لأيام معدودة عند شعورهم بأنَّنا يئسنا من محاسبتهم ليعودوا بعد فترة الى مزاولة ما كانوا يفعلونه”.
الصلاحية للاستخدام البشري
من جانبه قال حسين رزوقي، صاحب محل بيع اللحوم: إن “غالبية القصابين وأنا منهم نشتري لحومنا من المجازر المجازة واللحوم التي نشتريها مختومة بختم المجزرة ما يؤكد سلامتها وصلاحيتها للاستخدام البشري”.
وأضاف رزوقي لـ”الشبكة” إننا نسمع عن حالات لبيع لحوم الحمير الى المطاعم، لكننا لم نرها كحقيقة في الواقع”.
خلط اللحوم بالشحوم
بدوره قال علي حنين، صاحب مطعم لبيع المشويات: إن “اللحوم الموجودة في السوق تتوزع بين المحلي والمستورد، وإن سعر اللحم المحلي معروف وكذلك سعر المستورد”.
واضاف حنين لـ”الشبكة”، إن “بعض أصحاب المطاعم يقومون بخلط نسبة من اللحم والشحم المحلي مع اللحم المستورد ليضيف نكهة لمشوياته على أنها لحم عراقي خالص”، مؤكدا أنه “لم يشاهد حالة حقيقية ملموسة للحوم الحمير تقدمها المطاعم على أنها لحوم أبقار او غنم”.