مع اقتراب الانتخابات.. الميسانيون يتطلعون إلى مجلس محافظة فعّال
ميسان: عبد الحسين بريسم/
أكد عدد من أكاديميي وإعلاميي محافظة ميسان على أهمية إجراء انتخابات مجالس المحافظات في موعدها لما فيه مصلحه الشعب والعمل على تغيير الواقع نحو الأفضل،
ولاسيما بعد أن اتضحت الحاجة إلى رقابة مجالس المحافظات ودورها بعد تغييبها لسنوات عدة، تحولت فيها معظم المحافظات إلى قطبية الجهة الواحدة هي الجهة التنفيذية، دون رقيب ولا حسيب.
يعتقد الكاتب (جمعة المالكي) من (مؤسسة الهدى للدراسات الستراتيجية) أن “مجالس المحافظات من الدوائر التشريعية والرقابية التي أقرها الدستور العراقي النافذ، على الرغم من انتقادها من قبل كثير من الجهات والمطالبة بإلغائها لكن لا توجد أية جهة لديها الصلاحية في إلغائها، سواء رئاسة الجمهورية أو مجلس النواب أو المحكمة الاتحادية.”
وأضاف أن “المعطيات في المحافظة تشير الى ارتفاع نسبة حضور الناخبين بسبب أعداد المرشحين وتوزيع الفائزين وفق قانون التمثيل النسبي، كذلك سيكون هناك حضور واضح لفئة الشباب الذين قد تكون لهم نسبة جيدة من الفائزين، أما عن التزوير فأعتقد بأن نسبته ستكون قليلة جداً بسبب الاعتماد على العد والفرز الإلكتروني واليدوي في المحطات وفي حالة عدم المطابقة يعتمد العد اليدوي. وقد يكون الأهم من كل ما ذكرناه هو وعي الجماهير التي ستشارك في الانتخابات، وهذا ما نعول عليه ونأمل به، لاختيار أعضاء مجلس المحافظة قادرين على الإسهام
في النهوض والبناء والقضاء على الفساد وسوء الإدارة.”
مشكلات وتحديات
من جهته.. يقول الإعلامي (حيدر السعد) إن “على أعضاء المجالس المحلية أن يخرجوا من دوامة التعقيب في الدوائر الحكومية من خلال المراجعات الشخصية على صغائر الأمور والتفكير الضيق بالامتيازات، وأن يفكروا بالنهوض بالواقع الخدمي والأمني والصحي والتربوي وتوفير السكن الملائم للمواطن الميساني، فضلاً عن تشجيع القطاع الخاص من أجل توفير فرص العمل وبالتالي القضاء على البطالة عبر إصدار قرارات ملزمة تخدم المحافظة، كذلك عليهم تخطي الإخفاقات في الدورات السابقة، وجعل مصلحة المواطن بالدرجة الأولى في أجندتهم.”
حلقة وصل
أما الإعلامي (ظاهر العقيلي) فيعتقد أن “انتخابات مجالس المحافظات المقبلة مهمة جداً، ولاسيما بعد أن عطلت لما يقارب الـ ٤ سنوات، إذ لم يمارس المواطن انتخابات المجالس منذ عشر سنوات.”
وحذر من أن “تغييب المجالس المتعمد هو ضد النظم الديمقراطية وضد القانون والدستور، فالمجالس دورها مهم وهي حلقة وصل بين المواطن والمسؤول، كما أن المواطن يعول على هذه الانتخابات بشكل كبير لإعادة روح الديمقراطية وحرية المواطن وإزالة ديكتاتورية المحافظين وإبعاد القرارات الارتجالية في جميع المجالات.”
حالة ناضجة
فيما يرى الصحفي (حيدر الحسيني) أن “الانتخابات من الممكن أن تؤسس حالة ناضجة من الوعي الانتخابي للجماهير من خلال دماء جديدة راغبة بالخدمة الفعلية لتغيير الشكل النمطي لمجال المحافظات الذي أخذ شكلاً يحمل الشيء الكثير من الرتابة، كما أننا نحتاج في هذه المرحلة الى أشخاص يعون التشريعات ويعلمون إلى أين يذهبون بقراراتهم في حالتي التشريع ومراقبة الأداء الحكومي.”
أهمية الممارسة الديمقراطية
أما المهندس الزراعي (ماجد نعمة الساعدي) فقد حذر من أن “عدم المشاركة لأي طرف من الأطراف الفاعلة يعكس عدم ثقة الشعب في نزاهة النظام، وعليه فإن الشعب الذي يعاني من سوء الخدمات المقدمة له وانعدام فرص الوظائف لشبابه، ستزداد عنده حتماً مشاعر الإحباط، وبالتالي ستدفعه إلى عدم جدوى المشاركة فيها، لكونه يدرك أن المشاركة في الانتخابات لن تغير واقعة، ولن تحقق له أحلامه بالعيش الرغيد.”
البيئة والمناخ
فيما قال الناشط البيئي (أحمد المغامر) إن “هناك الكثير من الوعود في تحسين الأوضاع في المحافظة بكل المجالات، ولكن نحن لدينا تجربة قريبة عندما أصابنا الجفاف بسبب شح المياه. وباعتباري ناشطاً بيئياً ومراقباً، فقد شهدت كيف هاجر الكثير من أبناء القرى والأرياف والأهوار وتركوا ديارهم بعد نفوق الكثير من مواشيهم بسبب الجفاف الذي خلف آثاراً صحية ونفسية في نفوسنا، لكننا لم نجد مسؤولاً يمسك بهذا الملف الحيوي ويحقق بعض مطالبنا العادلة. ونحن حذرنا من أن أهالي الأهوار والقرى فقدوا الثقة بالجميع، وقد يدفعهم ذلك الى عدم المشاركة في الانتخابات.”