موروث وطني يرتديه جميع العراقيين أفندية أربيل يحتفلون بيوم السدارة / الفيصلية البغدادية

211

أربيل – خالد إبراهيم/
يستذكر العراقيون السدارة التي كان يرتديها الآباء والأجداد، فهي تمثل موروثاً عريقاً ارتبط بالطبقات الاجتماعية الميسورة، فضلاً عن طبقة الموظفين والمدرسين والمعلمين. حيث كان الملك الفيصل الاول أول من أعتمرها ومن هنا وسمت بالفيصلية ، وتشكل السدارة جزءاً من تاريخ وحضارة البلد، ولهذا فإن مدينة أربيل خصصت يوماً للاحتفال بها، تخللته إقامة مراسم خاصة بمناسبة (يوم الأفندي)، وذلك من خلال إحياء هذه الشخصية.
تضمنت المراسم اقامة معرض خاص بالشخصيات العامة والمعلمين من جيل الأفندي ممن عاصروا وعاشوا في القرن الماضي، كذلك تقديم أغانٍ وأناشيد باللغات الكردية والعربية والتركمانية، وصور بـ (ستايل) الأفندي. وتحظى هذه الاحتفالية باهتمام وحضور جمع غفير من الشخصيات والمثقفين والأدباء والإعلاميين.
يقول (يحيى إبراهيم أربيلي)، الذي يعمل في مجال صياغة الذهب وأيضاً في مجال فن الخط العربي، إن “هذه المناسبة مختلفة ومميزة، إذ إنها تقام بمناسبة يوم الأفندي، وهي تعني يوم الثقافة ويوم العلوم ويوم المعرفة والتقدم والحضارة، ولهذا نحن أكدنا وشاركنا في هذه المناسبة، لأننا نهتم بهذه الأمور ونهتم ببلدنا، ونحب أن يعرف الجميع أننا نقدر هذه المناسبات الثقافية، ومدينة أربيل لديها حضارة عريقة وثقافة، كما أن لدينا شخصيات شاركت في بناء البلد وحضارته، ولهذا نحن حضرنا وأكدنا على أهمية هذه المناسبة لكي يعرف الجيل القادم أننا -كمثقفين- نهتم بهذه المناسبات.”
وأضاف أربيلي أن “اختيار يوم للأفندي والسدارة يعود الى قرار صدر كمرسوم ملكي عام 1933 بتاريخ الثاني من شباط، حين حدد هذا اليوم ليكون يوم الأفندي في العراق بأكمله. ولمدينة أربيل تاريخ عريق وطويل وثقافة، أسست وبنيت على يد الشخصيات والناس الذين عاشوا في البلد، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن محافظة أربيل، والعراق بشكل عام، يهتمان بالثقافة والحضارة، والتاريخ شاهد على ثقافتنا وحضارتنا.”
إحياء يوم لا نريده أن ينسى
فيما يقول (محمد عبد الله)، أحد المشاركين في هذه المناسبة: “نهدف من خلال هذه المناسبة الى جعل هذا اليوم حياً ومستمراً، ونحن نشارك فيه منذ سنوات، وهذه ليست السنة الأولى لمشاركتنا في هذه الاحتفالية، فقد شاركنا في الأعوام الماضية في محافظة بغداد، وفي محافظة أربيل نشارك سنوياً بهذه المناسبة والاحتفالية، يوم الأفندي، ونهدف الى إحياء واستمرار هذا اليوم احتفاء بيوم الأفندي، ونحرص على ألا تندثر هذه المناسبات، وأن نستمر بها اعتزازاً بتراثنا وحضارتنا العريقة، إذ كان آباؤنا وأجدادنا يضعون السدارة فوق رؤوسهم، وهي زي جميل ومميز ودليل على الرقي والثقافة والجمال والأناقة، وهذا بالنسبة الى جيل اليوم هو شيء جديد، ولكن نحن علينا أن نحيي هذا الموروث وهذه الثقافة كما فعل الآباء والأجداد.”
السدارة رمز يوحد العراقيين
وأكد عبد الله أن العراقيين جميعهم كانوا يرتدون السدارة والزي الكامل الذي يطلق عليه (زي الأفندي) من قبل الطلبة والموظفين والمدرسين والمعلمين وغالبية الفئات والشخصيات في المجتمع، فقد كانوا يضعون السدارة فوق رؤوسهم. وفي رأيي أن هذا شيء جديد من خلال الاحتفاء بمثل هذه المناسبات من أجل أن يعيش هذا الجيل ويتعرف على إرثه وموروثه وحضارته العريقة الضاربة في عمق التاريخ. ومدينة أربيل بكل مكوناتها وأطيافها من الكرد والتركمان والعرب والمسيحيين من الكلدان والآشوريين، وكل من يعيش في هذه المدينة كانوا جميعهم يرتدون هذه السدارة، وجمال هذه المناسبة أن كل المكونات تشارك وتحتفي بهذه الذكرى. وفي أربيل يجري الاحتفاء سنوياً بهذه الذكرى التي نتمنى أن يمتد الاحتفاء بها في كل المحافظات والمدن، وتظل أربيل تهتم بهذه المناسبة التي هي مناسبة عزيزة وجميلة.”