ميسان تكافح التصحر بحملات التشجير
ميسان: عبد الحسين بريسم/
على مدى أسبوعين، استمرت أولى حملات التشجير الخريفية في ميسان في مسعى حكومي لمكافحة التصحر في المحافظة التي تعد ثاني أكبر المحافظات تأثراً بالاحتباس الحراري بعد محافظة ذي قار. الحملة جرت بمشاركة دوائر المحافظة وفريق المبادرة الوطنية لدعم الطاقة في ميسان وعدد من منظمات المجتمع المدني ومواطنين من مختلف شرائح المجتمع.
وأكد محافظ ميسان علي دواي أن “هذه الحملات تسهم في رفع الوعي البيئي لدى المواطنين، وأن لها انعكاسات إيجابية لخلق بيئة جميلة ومتنفس لهم، وذلك بزيادة المساحات الخضراء وزراعتها بالأزهار والورود والشتلات دائمة الخضرة، فضلاً عن دورها في دعم التواصل المجتمعي والسلم الأهلي والعمل الجماعي والتعاون من أجل بناء وإعمار وتطوير المحافظة.”
الحدائق العامة
يقول مدير بلدية العمارة نورس عبد الرضا إن “الحملة تشمل زراعة الجزرات الوسطية للشوارع والساحات الخضراء وإدامة الحدائق العامة والمتنزهات والحزام الأخضر واستحداث مناطق خضراء وحدائق جديدة.”
وأشار عبد الرضا الى أن الحملة تتضمن زراعة أكثر من (27000) شجرة وشتلة متنوعة الأصناف دائمة الخضرة، من بينها شتلات (كف مريم – ونبات الساحل– وأكاسيا حمراء – وست الحسن 250 – وشوك المسيح – وكالبتوز – وكاربس 750 – ونخيل عراقي 65).
من جانبها، أكدت زراعه ميسان على مشاركتها في حملة لزراعة مليون شجرة في المحافظة. ويقول رعد الدراجي، مدير إعلامها: “حسب توجيهات مديرية زراعة ميسان، شاركت شعبة زراعة علي الغربي بالعمل التطوعي لحملة التشجير ضمن فعاليات زراعة المليون شجرة، ووفرت بلدية علي الغربي أقفاصاً لحماية الشتلات ومنظومة ري بالتنقيط حسب الخطة الموضوعة لاستدامة وإكثار أشجار الألبيزيا في المنطقة، وجعلها (ظلة) نباتية لحماية المواطن من ارتفاع درجات الحرارة في الشوارع مستقبلاً.”
من جهتها، أكدت بيئة ميسان على أهمية تحسين البيئة من خلال عمليات التشجير في المحافظة. وأشارت الى أنها تعمل على بناء قدرات العاملين في أقسام التغيرات المناخية في مديريات البيئة بالمحافظات وتعزيز وثيقة البرنامج القطري للعراق وآليات تمويل صندوق المناخ الأخضر (GCF).
وقال الدكتور باسم محمد حبين مدير بيئة ميسان إن “مديريته كثفت أنشطتها لشرح الخطة الوطنية للتكيف والتخفيف، وتعزيز الاتفاقية الإطارية للتغيرات المناخية ووضع آليات وتنسيق العمل المناخي مع بناء قدرات كيانات الوصول المباشر وتعزيز برمجة تمويل المناخ لتدابير التخفيف الوطنية مع تحديد وتطوير المقترحات المتعلقة باستثمارات النمو الأخضر.”
رأي عام
ويشير الناشط البيئي جمعة المالكي الى أن “جفاف الأهوار واتساع مساحات التصحر وهجرة أهالي القرى المتاخمة للأهوار وتردي الوضع البيئي، كلها تدعو الى تسليط الضوء وبشكل موسع ومستمر لتشكيل رأي عام لغرض الضغط على الجهات الحكومية لتفادي ما يحصل في ميسان.” مبيناً أن عمليات التشجير ضعيفة ولا تفي بالغرض.
من جانب آخر، دعت النائبة رقية النوري رئيسة كتلة الرافدين في ميسان الى مزيد من التعاون بين الحكومتين الاتحادية والمحلية والوزارات المعنية لإنشاء حزام أخضر بعرض ٢ كم خارج مركز المحافظة وضرورة زراعة عدد كبير من الاشجار المنوعة لتدعيم الطاقة المتجددة وتوسيعها لأن الاحتباس الحراري والجفاف وقلة الأمطار أدت الى اتساع مساحة التصحر والجفاف في محافظة ميسان.
وطالبت النوري بتوفير التخصيصات المالية اللازمة لمشروع مكافحة التصحر والاتجاه نحو استخدام تقنيات الري الحديثة في الزراعة، وكذلك ضرورة الاستفادة من المؤسسات الأممية مثل المكتب البيئي لبرنامج الامم المتحدة (لغيا) وغيره من المؤسسات الدولية والمحلية ذات الخبرة.
وشدد الإعلامي ظاهر العقيلي على “التعاون الحكومي الجاد مع الفلاحين لزراعة المناطق البعيدة ضمن خطة عمل بإشراف وزارة الزراعة، وضرورة تشجيع ودعم المواطنين لزراعة الشتلات والأشجار أمام منازلهم وتنظيم حملات عمل شعبي لغرس الفسائل والأشجار وتشكيل لجنة خاصة بالمحافظة بعضوية ممثل عن دائرة الزراعة تتابع تنفيذ هذه الحملات ودعمها لجعل محافظتنا خضراء وجميلة.”