“نبض بغداد”.. القشلة والسراي يتزينان بحلي التطوير بغداد

73

إياد عطية الخالدي/

افتتح رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني المرحلة الثانية من مشروع (نبض بغداد) لتأهيل بغداد القديمة، محور السراي-القشلة- باتجاه ساحة الميدان، بعد أن رفع وتيرة العمل بهذا المشروع الذي يكمل إعمار وتأهيل شارع المتنبي.
وتعد هذه المناطق التراثية جزءاً حيوياً من تاريخ البلاد، وتحتفظ أماكنها، التي شهدت أحداثاً مهمة، بكثير من القصص التي ارتبطت بنبض المدينة.
على الرغم من قدمها، إلا أنها مازالت تمثل نسغاً لحياتها اليومية، وهو أمر تسعى حكومة السوادني للحفاظ عليه بديمومة تغذيته وتطويره ليظل بالفعل أحد الشرايين الحيوية لبغداد.
إزالة التشوه البصري
وتمثل منطقة السراي أحد المراكز الثقافية التي تعج بروادها، ولا سيما أيام الجمع والمناسبات، إذ تشهد فعاليات ثقافية وفنية ومعارض ومنتديات وندوات تنظمها الجماعات الناشطة في هذه الحقول، وهي منطقة مكملة لشارع المتنبي، الذي شهد المرحلة الأولى من التطوير، الذي يعود إنشاؤه إلى العام 1832م وأطلق عليه هذا الاسم تيمناً بالشاعر أبي الطيب المتنبي (915 – 965م).
يقول المهندس الاستشاري للمشروع (محمد الصوفي) إن “الأعمال الهندسية والإنشائية التي أنجزت خلال المرحلة الثانية، عملت على إزالة التشوه البصري للمباني وترميمها، وإزالة الطبقة الجيرية للشارع الممتد بمحاذاة القشلة حتى ساحة الميدان، وتحويله إلى شارع للمشاة، وتوحيد واجهات البنايات، ووضع لافتات تعريفية، وتجهيز منطقتي القشلة والسراي بالإنارة الحديثة.” مضيفاً أن “عمليات التطوير حافظت على الهوية التراثية للموقعين التراثيين، وعلى شكلهما المعماري العريق، حيث جرى العمل وفقاً لقانون الآثار والتراث العراقي رقم 55، والمعايير العالمية لصيانة وترميم المواقع الآثارية والتراثية.
مبادرة تمكين
وشدد الصوفي على أن مشروع (نبض بغداد)، الذي انطلق من (مبادرة تمكين) بتمويل من رابطة المصارف العراقية، أسهم في إنقاذ العديد من المباني التاريخية لبغداد، التي تعد كنوزاً حضارية للعراقيين، إذ كانت تعاني الإهمال والتخريب، والكثير منها معرض للانهيارات والحرائق.
وأوضح أن “العمل شمل صيانة 16 بناية تراثية، أشهرها مبنى القشلة ووزارة الداخلية في العهد الملكي، وسجن السراي، ومسجد السليمانية، الذي يضم مئذنة النعمانية، ومرقد السفير الأول عثمان بن سعيد، كما شمل العمل بيت فاروق الألماني ومبنى مديرية الأوقاف الذي شيد عام 1929، كما أبرز العمل العناصر الفنية والمعمارية لهذه المباني.”
وأشار إلى أن “المشروع واجه بعض المعوقات، منها عدم وجود أرشيف رقمي، ما دفعنا إلى إجراء مسح ليزري للمنطقة قبل المباشرة بوضع الخطط الهندسية للتطوير.”
أيادٍ عراقية
وبيّن الصوفي أن “المشروع، بمرحلتيه، نفذ بأيادٍ وشركات عراقية، وحظيت الأعمال المنجزة في مرحلتيه، الأولى والثانية، بإشادة وتقدير عاليين على الصعيدين الرسمي والشعبي.”
ويأتي افتتاح هذا المشروع استكمالاً لمشاريع عديدة شهدتها بغداد، أضفت عليها لمسات جمالية وحضارية، فيما تستمر الحكومة في العمل بحزمة متعددة من المشاريع الحيوية للبنى التحتية، كالطرق والجسور والمجاري، وتشييد المتنزهات، والاهتمام بضفاف دجلة، وتطوير شوارع وأحياء العاصمة، من دون أن تغفل بث الحياة من جديد في أزقة المدينة القديمة، بتصاميم اشترك فيها فنانون ومطورون ومعماريون، حولت بغداد إلى واحدة من أهم ورشات العمل في المنطقة.
بث الجمال
وفي لقائه مع الفنانين التشكيليين، أكد دولة رئيس مجلس الوزراء على أهمية “بث الجمال والإبداع في الصروح العمرانية.” مشدداً على مشاركتهم في إعادة بغداد لتكون واحدة من أهم منارات الحضارة والثقافة في المنطقة.
يقول الفنان التشكيلي زياد حسام إن “الفنانين يتفاعلون مع التطورات المتسارعة في تجميل بغداد وتأهيلها، لتكون إحدى أجمل المدن في المنطقة.” مشيداً بالاهتمام الذي تبديه حكومة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في الحفاظ على الإرث الحضاري الزاخر لمدينة بغداد.
وتركز الحكومة جهودها في العمل على تطوير شارع الرشيد، الذي يعد من أقدم شوارع بغداد وأكثرها شهرة، إذ يضم العديد من الأحياء والمباني والأسواق التراثية، فضلاً عن المساجد والمواقع الأثرية والمقاهي القديمة، من بينها مرقد الكليني وجامع الحيدرخانة، المشيد عام 1819م، وجامع مرجان، وجامع سيد سلطان علي، والجامعة المستنصرية، كما يحوي أسواقاً قديمة مشهورة، منها سوق هرج، وسوق السراي.
وحظيت الأعمال التي تنفذها حكومة السوداني، ولاسيما في تطوير المناطق القديمة، بإشادة النخب الثقافية، علماً بأن الحكومات السابقة لم تعط مشاريع تطوير بغداد وإظهار جمالها الحقيقي، ما تستحقه من الاهتمام الذي يسهم في إبراز جمال وجه بغداد الحقيقي.