هل يجوز ذلك..ديكورات وصواني حنّاء فــــــي مجالــــــــس العـــــــــــــــزاء؟!
هند الصفار/
صينية القاسم وعروسته وتوزيعات المعزين وركن التشابيه وديكورات تزيين أصبحت من ضرورات إقامة المجالس الحسينية. تقول السيدة أم علي صاحبة مشروع تجهيز المناسبات :”أنا أوفّر كل ذلك رغم أني لا أحبها الا أن الطلب عليها أصبح كما الطلب في مناسبات الافراح فقط تغيير بالالوان”.
“كبرنا ونحن نلتزم بقوانين المجالس فلا مظاهر احتفال ولا تشبّه بالافراح وأن يقتصر المجلس على فراش على الارض مغطّى بالسواد وكرسي (الملاية) الذي كان يغطى بعباءة سيدة البيت السوداء ولا نقدم سوى الشاي والكعك العراقي”، هكذا تصف المجالس سابقا السيدة أم محمد ذات 70 عاما.
من وجهة نظرها تقول السيدة أم حيدر: “إن أهم شيء ذكر الله وأهل البيت لا يكون مكتوبا على حافظة الطعام المقدم او الكيس لأنها سترمى بعد الاستعمال”.
وتضيف السيدة ام حسن:” الافضل تجنّب هكذا توزيعات شكلية ويكون الثواب شيئاً نستفيد منه او عصير وقطعة كيك مغلّفة”.
واتفقت بعض النساء أن الافضل أن يتم التقديم بطريقة تليق بمجلس عزاء وليس بمناسبة فرح وهناك فرق مثلا بين ما يوزع في مجلس فاتحة لشخص ما وبين فرح؛ فلماذا يتم تجاهل الامر في مجالس الحسين (ع)؟
أما نور الحسني فتؤكد: “أن الرأي القائل إن تقديم أي شيء بسيط يبارك به الله وأن الهدف إقامة العزاء وإحياء الذكرى والرأي الثاني يقول: أقدم أفضل شيء للامام الحسين (ع) وأنا أرى أن الرأيين صحيحان ما دام في النهاية هدفهم خدمة القضية الحسينية”.
والسيدة أم سجاد تقول:” يتم طلب توزيعات بشكل معين وكذلك (صواني) وبعض الترتيبات وحتى المواكب الرجالية أصبحت تطلب ديكورات مختلفة للمواكب ولم تعد كما في السابق بترتيب بسيط وتقديم الطعام للمعزين”.
العلوية فاطمة تقول:” أحب جدا تقديم الشاي والكعك العراقي في المجلس الحسيني فهو يشعرني بهيبة المجلس البعيد عن البذخ والتفنّن في التقديم بشكل يشبه الاعراس وهذا لا يعني أننا لا نقدم الافضل للمعزين، لكن الإحساس بأننا في مجلس عزاء مطلوب والمهم المشاركة في العزاء وليس التوزيع ونوعيته وشكله”.
الأطوار الابكائية
ومن توصيات السيد احمد الصافي في كلمته في مراسيم استبدال راية قبة مرقد أبي الفضل العباس (ع) لإقامة الشعائر، قال: “يجب أن تكون طريقة إحياء عاشوراء بعيدا عن الطرائق التي لا تتناسب مع عنوان الفاجعة او المصيبة”، وأضاف: “يجب أن تكون بالطريقة المتعارفة للمؤمنين، التي جرى عليها السلف سواء في الكلمات او الاشعار او الالحان، والاطوار الابكائية المثيرة للشجن والحزن”.
وهو تنبيه كي لا تحصل تشويهات في تلك الشعائر تسلبها قدسيتها وحرمتها وهدفها النبيل.
وتختلف أجور التحضيرات للمجالس الحسينية حسب النوع والشكل المطلوب وكذلك الجهة المنفذة سواء محلات الديكور او صفحات المشاريع الصغيرة المختصة بالاعمال اليدوية وتجهيز المناسبات.
الموعظة والنصيحة
وتعلّق الحاجة أم علي، إحدى المحاضرات التي تقدم محاضرة توعوية دينية وأخلاقية في المجالس التي تحضرها، على تلك التحضيرات أنها تشتّت الانتباه وتحيد عن الهدف المنشود من إقامة المجالس الحسينية وتجعل التباهي بين صاحبات المجالس هو الاهم وهذا غير وارد في أهداف إقامة المجالس. إذ إن الاهم تقديم الموعظة والنصيحة بما يليق بصاحب المجلس الرئيس وهو الزهراء (ع) والحسين (ع)، وهما لا ينظران للديكور ولا نوع المغلّف بل ينظرون الى قلوب المعزين ومقدار تعلقهم بهم وإطاعة أوامرهم التي هي أوامر الله وعبادته.
بينما ترى أم ملاك أنها مواكبة لتطور الزمن والتفاعل مع المستجدات حيث تمتلئ الاسواق بأشكال عديدة لتوزيعات المجالس وتعدى الامر الى توزيع اللعب للدلالة على مجلس السيدة رقية ابنة الحسين (ع) كونها استشهدت طفلة وإقامة صينية حنّة لعرس مزعوم للقاسم ابن الحسن (ع) بل تعدّى الامر أن ترتدي إحدى الحاضرات من الفتيات غير المتزوجات عباءة خضراء ويجب أن لا يعرفها أحد من ورائها كدلالة على السيدة سكينة كونها (زعما) عروس القاسم، إذ تقول روايات النسوة إن من تفعل ذلك ولا تعرفها الحاضرات فإنها تتزوج بنفس العام، وإحداهن أكدت أنها فعلت ذلك وتزوجت.
وبيّنت السيدة أم علي صفائي الاستاذة في إحدى الحوزات العلمية أن هذه الديكورات إن لم تخرج عن المألوف فلا ضير فيها وأما في ما يخص العلب التي تحمل اسما مقدسا، فإن مسؤوليتها تقع على عاتق الموزع الذي يجب أن يحضر مسبقا حاجيات مفيدة والافضل الابتعاد عن الصور والآيات والاسماء المقدسة إن لم يستطع ضمان عدم تعرضها للرمي او الاهانة.
وتبقى المجالس الحسينية أداة تعبيرية لتعريف الجمهور بما جرى في كربلاء ومشاركة النبي واله صلى الله عليهم اجمعين الحزن والعزاء؛ ففي الرواية شيعتنا من يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا.