وسائـــــل الري الحديثــــة.. أفضـــــل الحلــــول لمواجهة الجفاف

183

مصطفى الهاشمي/
يمثل تأمين الحصص المائية لجميع المساحات الزراعية، نجاحاً للمواسم الزراعية بعد حل الإشكالات الخاصة بالحصص المائية للفلاحين، ما سوف يسهم في زيادة الإنتاج الحقلي للمناطق المشمولة بالخطة الزراعية، كما يعد استخدام طرق الري الحديثة من أفضل الحلول لمواجهة الشح في مياه نهري دجلة والفرات، ويساعد أيضاً بزيادة الإنتاج في المحاصيل الزراعية، ولاسيما التي تعد ركيزة أساسية في تحقيق الأمن الغذائي. رئيس الحكومة محمد السوداني، في تأكيد على دعمه استخدام منظومات الري الحديثة، زار فلاحاً يستخدم الري بالمرشات الحديثة، مشدداً على أهمية دعم خطط البلاد الرامية الى الاقتصاد في المياه لمواجهة التغيرات المناخية، التي توفر دعماً للفلاحين والمزارعين، باعتمادهم المرشات المحورية الموزعة من قبل الوزارة لزراعة الحقول المخصصة لمحصول الحنطة.
عام التنمية المستدامة
يؤكد مستشار وزارة الزراعة الدكتور (مهدي ضمد القيسي) أن “الوزارة لديها تعاقدات مع وزارة الصناعة لشراء منظومات الري الحديثة لتحقيق أهدافنا في جعل هذا العام عام التنمية المستدامة، إذ إن القطاع الزراعي هو القائد لعملية التنمية، لارتباط الصناعة والتجارة والنقل به.”
يضيف القيسي في تصريح خص به “الشبكة” أننا “نأمل في أن يكون العام الحالي عام القطاع الزراعي في العراق، وأن يجري التركيز عليه بموجب البرنامج الحكومي الذي قدمه رئيس مجلس الوزراء، الذي أكد من خلاله على نقاط مهمة تخص القطاع الزراعي، من أبرزها استخدام طرق الري الحديثة (الرش أو التنقيط) التي تتبع طبيعة المحصول، فالحنطة مثلاً يستخدم فيها الري بالرش من خلال منظومات مصممة حسب المساحة المزروعة.”
تحسين الغلة والإنتاجية
وتابع مستشار الوزارة: “لذلك كان التأكيد في البرنامج الحكومي على التحول الى وسائل الري الحديثة، إضافة الى أمور أخرى، منها التسويق الزراعي وتحسين الغلة والإنتاجية، إذ يجري اليوم التركيز على منظومات الري بالرش، لوجود أزمة مياه تتمثل بإيرادات مائية قليلة، كما أن الأمطار شحيحة، ما يتطلب الترشيد او التقليل من مياه السقي.”
يضيف القيسي: “بهذه الطريقة نختزل كميات أكبر من المياه في ري المزروعات بنسبة 30 الى 40 بالمئة، وبالتالي تتيح هذه النسبة التوسع في مساحات الأرض المزروعة، فضلاً عن وقاية الأرض من التغدق (النزيزة)، او (التملح) في التربة نتيجة كثرة استخدام المياه، المتسبب من الري السيحي، فكلما زادت نسبة المياه في السقي زادت نسبة الملوحة في التربة وبالتالي تتدهور نوعيتها.”
جودة التربة والمحاصيل
يركز القيسي على أن “استخدام الطرق الإروائية الحديثة سيزيد كميات الإنتاج الزراعي، ويحسن مستوى جودة المحاصيل، ويقلل من هدر المياه، ويحافظ على نوعية التربة الزراعية، فضلاً عن توفير كميات إضافية من المياه لزراعة محاصيل أخرى، وبالتالي نتغلب على موضوع شح المياه، ما يحقق الجدوى الاقتصادية.”
تنامي طلبات الفلاحين
يقول المختص في الشأن الاقتصادي (أحمد مكلف): ” لقد برزت أهمية استخدام وسائل الري الحديثة لاستزراع محصول الحنطة مؤخراً، بعد تنامي طلبات الفلاحين والمزارعين لاقتناء المرشات المحورية للارتقاء بالنشاط الزراعي من أجل زيادة الإنتاج وتوفير الأمن الغذائي.”
يضيف مكلف في حديثه مع “الشبكة” أنه “يتوجب على وزارتي الموارد المائية والزراعة، توظيف المتوفر من المياه في زراعة أكبر مساحة ممكنة، وتأمين الحصص المائية للأراضي الزراعية، ومنع التجاوزات.”
وأشار الى أن “العراق يمتلك قدرات وإمكانات تؤهله للنهوض بإنتاجه الزراعي، بعد إعادة النظر بالسياسات الزراعية والإفادة من مخرجات كليات الزراعة في عموم البلد، الى جانب توفير العدالة بنسب الدعم المقدم الى المزارعين من حيث توفير البذور والأسمدة والمبيدات، كونها عناصر مهمة لزيادة المحاصيل في الحقول الزراعية.”
تقنين استخدام المياه
المختص في شؤون المياه (د. أحمد عمر الراوي) دعا الى “التعامل بواقعية مع ما يشهده العراق من شح المياه وأثره في الزراعة، عبر اتخاذ اجراءات فاعلة لمواجهة ذلك، ومنها تقنين استخدام المياه في الزراعة، بالعمل على الحد من هدر نحو 40 بالمئة من المياه، إذ ما زالت بعض المشاريع الزراعية تدار بطرق تقليدية.”
ولفت الراوي في حديثه مع “الشبكة” الى “ضرورة إيجاد وسائل، وتبني تقنيات، لتوفير الأمن المائي، ولاسيما أن 70 بالمئة من واردات العراق المائية تأتي من خارجه، ما يتطلب اعتماد ستراتيجية واضحة لتحقيق أمن مائي وطني من خلال إدارة الموارد المائية بشكل متكامل، لتأمين الخزين الستراتيجي لسد الحاجة المتنامية إلى المياه في أوقات الشح.”
ورأى أن “مواجهة شح المياه يتطلب استخدام المياه الجوفية للريات التكميلية للزراعة المطرية، لأن الأمطار غالباً ما تنقطع في وقت مبكر وفي أحيان كثيرة، قبل نضوج المحاصيل المعتمدة على الأمطار، ما يؤثر في كمية ونوعية الإنتاج الزراعي كثيراً، كما أن من ميزات الري بالرش تقليص ضائعات المياه كثيراً مقارنة بطرق الري السطحي التقليدية.”
زيارة ميدانية
وكان رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، قد أجرى في أول أيام العام الجديد، زيارة ميدانية إلى أحد الحقول في مدينة النهروان جنوب شرقي العاصمة بغداد، التي تعتمد في السقي على منظومات الرّي الحديثة، وأشاد بجهود الفلاحين باعتماد منظومات الرّي الحديثة في سقي مزروعاتهم. مؤكداً أن “هذه المنظومات توفر 45-50 بالمئة من المياه المستخدمة في الطرق التقليدية، وأنها تزيد من إنتاجية الأرض، وتوفر مردوداً اقتصادياً، تعمّ فائدته على اقتصاد البلد.”
لافتاً الى “رصد الحكومة تخصيصات لمنظومات الرّي بالرش، وسوف نستمر بها وندعمها، ورغم شحّ المياه إلا أن الاستثمار الصحيح سيؤدي إلى كفاية مياه الرّي.”