وهي تطفئ شمعتها الميلادية.. الشبكة محبوبة العائلة المُدلّلة..
آمنة الموزاني /
تطلّ المدلّلة في (حوش) العائلة العراقية وتجلس كأية جارة مملوحة تقطر ترافة وإيجابية. حين تتصفح عناوينها المثيرة بأدب، ومواضيعها الشيقة بمهنية عالية، تشعر بأن البلاد آمنة، وعلى وجوه أهلها الطيبين يسبح الجمال الهادئ، لم تعرف يوماً طريقاً للتحريض الطائفي، ولم تسجل عليها منذ الولادة حتى الآن أية ميولٍ طائفية أو حزبية أو مذهبية، وإنما كانت بيتاً عراقياً جامعاً لكل الطوائف والقوميات والأديان.
مجلة “الشبكة العراقية”.. تطفئ شمعتها الميلاديَّة السابعة عشر لتبدأ عاماً جديداً من التألق الصحافي في جو من الألفة والمحبَّة وتبريكات الأوساط الثقافية والإعلامية والمجتمعية.
مهنية وضد التفاهة
الإعلامية (غفران الراضي)، بمحبَّة، هنأت المجلة ورئاسة التحرير الموقرة، مشيدة بأقسامها المتنوعة وخطها الأخلاقي الذي يستهدف تدعيم رصانة القيم المجتمعية في ظل هجوم نكرات السوشيال ميديا على ثوابت المجتمع، قائلة:
“المتصفح لأقسامها المتنوعة الفخمة ومواضيعها العائلية التي تلتقط حالات حقيقية مسكوت عنها، سواء ما بين الرجل وزوجته أو الآباء وأبنائهم، وكذلك تشخيص وملاحقة ظواهر سلبية وإيجابية غابت عن بال الكثيرين. بصراحة يشعر بالفخر والأمل بوجودِ مطبوع عائلي محترم يريد إثبات قيمه النبيلة داخل الذات العراقية، ومازال يقاوم البقاء بجدارة واحترامٍ يليقان بطبيعة المجتمع العراقي المحافظ، وكذلك يليقان بالخط المعياري الأخلاقي الذي نريدهُ لأبنائنا وبناتنا من الأجيال القادمة، وعلى الرغم من أن هجوم السوشيال ميديا، وما يكتنزه من محاذير وعادات وسلوكيات هجينة وموجهة نحو أجيالنا، لكنه يجعل رزانة المجلة ورصانتها معادلين موضوعيين مهمين في صدّ الغزو الإنترنيتي.”
رصانة حقيقية.. لا (طشة)
أما المدون (حيدر الجريخي)، الذي يقتني إصداراتها أولاً بأول، فد اعتزّ بخطها المهني وثقلها المعرفي بعيداً عن صحافة (الطشَّة) والتدليس. الخبري، قائلاً:
“أبارك لكم الحفاظ على خط الرصانة وعدم الانجرار مع ما تبثه الصحف الصفراء والمطبوعات الموجهة السخيفة، في الحقيقة نحنُ في أمسّ الحاجة لمثل هذا المطبوع الثقافي المتنوع والملون والأنيق، المجلة تشكل ركناً أساسياً في الإصلاح، وأصبحت عليها مسؤولية توازي مسؤولية الأبوين في تربية وتثقيف وتنظيف أفكار الأجيال الجديدة التي لديها نفور وصدّ وتكاسل في استلهام المعارف والثقافة والذائقة، إذ أن الغالبية منشغلون بمنافذ التفاهة و(الطشَّة) واللهو، لذلك أدعو الإدارة العليا للشبكة إلى تبني وصول المجلة إلى الجامعات والثانويات، إذ يجب عدم الاكتفاء بمنافذ التسويق الحالية، نحنُ محاربون ثقافياً وهنالك من يستهدف تسخيف وتسطيح وعي الأجيال وانتزاع قيمها وثوابتها.”
صديقة العائلة الورقية
من جانبه.. الباحث (محمد الخزعلي) افتخر بأن لدينا مجلة عراقية تبث الجمال ولا تمت للبذاءة المشاعة بصلة ولا للطائفية ولا للتناحر، مكملاً:
“أبارك لمجلة الشبكة ورئاسة تحريرها الموقرة هذا الخطاب الثقافي العراقي المعتدل، حينما أتصفح موضوعاتها وتصميمها الفاخر أشعر حقيقة بالاطمئنان والارتياح بأن لدينا مجلة عراقية لا تمت للبذاءة المشاعة بصلة ولا للطائفية ولا للتناحر، وإنما تشعر بأنها كتلة من اللطافة والمعلومات والدفء، كُتّابها من طراز دؤوب ومحب لبلده، كذلك فيها أسماء خارجية لامعة، وهنالك مواكبة مستمرة للحدث العراقي، أجد فيها تتبعاً تصحيحاً في الطرح والبحث عن المعالجة من خلال التحقيقات الميدانية والاستطلاعات والمتابعات، والأهم من ذلك كله أني ادخلها البيت وأنا مطمئن بأنها صديقة محترمة لبناتي وأولادي المراهقين.”
تنويع فني دسم
الناقدة الثقافية (د.أحلام فائق) كان لها تفكيك فني دقيق لمواضيع المجلة وأقسامها التي تتابعها باستمرار، طرحته في وجهة نظرها مع التهاني القلبية، قائلة:
“كل عام والمجلة –كعادتها- جميلة المحتوى وفاخرة التصميم والتلوين المُبهج، لي الحق بمباركتها كواحدة من الشواهد الثقافية والفنية الرصينة التي فيها تنويع فني يستذكر رواد الفن الأصيل ودراما الزمن الجميل، بعدما غزا المواقع الفنية الكثير من مشاهير التافهين وأهل (الطشّة)، وكذلك يعجبني قسمها الرياضي، فقد لاحظت متابعته الحدث عالمياً ومحلياً وتغطيته أولاً بأول. أما جانبها الأسري فإن هنالك رزانة مهنية عالية ومتابعة دقيقة لما تعانيه الأسرة وما تحتاجه المرأة في عالمها الخاص، وحل مشكلاتها من قبل التربوية النفسية المختصة، وأيضاً فيها فسحة جيدة للأطفال من خلال السينما الذكية. أبارك لكم جميعاً أحبتي وأشدُ على أيديكم هذا المجهود الهائل، ونأمل بالأكثر لكي تصل المجلة آخر مدى لتنافس المجلات العربية والعالمية ذات الباع الطويل في المهنية.”