يقصـــــــده آلاف الزائريـــــــــــــــن لمحة في رحاب زيد النار بن موسى الكاظم في الديوانية
عامر جليل إبراهيم
تصوير/ إعلام الأمانة العامة
للمزارات الشيعية
في مركز مدينة الديوانية، يشمخ مرقد أبي الفضل زيد النار، ابن الإمام موسى الكاظم (ع)، حيث يقع بالقرب من مستشفى الديوانية التعليمي على الشارع المؤدي إلى ديوانية ـ دغارة ـ بغداد.
مجلة “الشبكة العراقية”، وفي سعيها الدؤوب للتعريف بالسياحة الدينية والآثارية في العراق، زارت المرقد في واحدة من جولاتها المكوكية بين محافظات العراق، والتقت السيد علي هادي جعفر الحسني، الأمين الخاص للمرقد، الذي حدثنا قائلاً:
هو أبو الفضل (زيد النار)، ابن الإمام موسى الكاظم (عليهما السلام)، ولقب بأبي الفضل لكثرة فضله وصلاته. قاد ثورة ضد المأمون العباسي، وانطلق بجيشه من مدينة البصرة إلى الكوفة أثناء توليه والياً على الأهواز والبصرة، حيث قاد الجيش في زمن ثورة أبي السرايا (حركة أبي السرايا الشيباني) ضد المأمون، ولقب بزيد النار (لأنه أحرق دور بني العباس). واختلف المؤرخون حول استشهاده، فهناك من يقول إنه استشهد (200 هـ)، ومنهم من يقول في نهاية خلافة المتوكل. أما ولادته فكانت في المدينة المنورة، وذهب أكثر الروايات إلى أن ولادتهُ كانت في سنة 139هـ.
مراحل العمارة
يؤكد الحسني: أن مرقد أبي الفضل بني بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين، وقد أنشئت حول قبره قرية تسمى (قرية أبي الفضل). كان المرقد الشريف قد شيد بشكل بسيط كقبر مستطيل بني من الطين (اللِّبن) الحري، وبعدها أحيط بالقوق الخشبي والبواري، واستمرت الأعمال إلى سنة 1937، إذ جرى بناؤه من قبل أبناء الديوانية وجرى ترميمه عام 1954.
وفي عام 1989 جرى بناء المنارتين بارتفاع (25م)، وفي عام 2006 تم بناء إيوانات بطول (50م) وبعرض (5م) من أحد المتبرعين الخيرين، وفي 2008 انضم المزار إلى الأمانة العامة للمزارات الشيعية.
النشاطات
تقام في المرقد الشريف نشاطات دينية وثقافية واجتماعية عدة، منها إقامة صلاة الجماعة، ودورات لعلوم القرآن في العطلة الصيفية للطلاب، فضلاً عن إقامة الأمسيات الثقافية ومجالس العزاء وولادات ووفيات الأئمة الأطهار، وإقامة الأمسيات الرمضانية التي تضم الدورات القرآنية ووجبات الفطور خلال شهر رمضان المبارك، وإقامة المراسم في اليوم الرمزي لاستشهاد أبي الفضل زيد النار (ع) في 17 من شهر جمادى الأول.
الزيارات والزوار
عن أعداد زائري المرقد يقول الحسني: يتسع المزار إلى 3000 زائر، وفي الزيارات المليونية يزداد العدد الى أضعاف ذلك، ولا يمكن إحصاؤها، لكون المزار يقع على خط الزائرين القادمين من المحافظات الجنوبية صوب كربلاء المقدسة.
أما عن زيارتيه الخاصة والعامة فيقول: زيد النار هو ابن الإمام موسى الكاظم (ع)، فيكون يوم 25 رجب، ذكرى وفاة موسى الكاظم (ع)، هو موعد زيارته الخاصة، أما العامة فتكون في أيام الخميس والجمعة والسبت، ويشهد المرقد توافداً للزوار من جميع دول العالم الإسلامي.
تفاصيل المزار
في ختام جولتنا للمرقد الشريف التقينا المهندس علي ذياب علي، مسؤول الشعبة الهندسية لمزارات الديوانية، ليحدثنا عن تفاصيل المزار قائلاً: يمثل مزار أبي الفضل زيد النار أحد أهم المعالم الدينية في محافظة الديوانية، كونه يقع في مركز المدينة.
تبلغ مساحته المسجلة حوالي 12500م²، المشيد منها 3000م٢، تشتمل على الصحن الداخلي والأواوين والحضرة الشريفة بمساحة 1800م² وارتفاع متدرج على ثلاثة مستويات، الأول بارتفاع 7م، والثاني بارتفاع 9م للحرم الشريف والقباب الأربع، والثالث لقاعدة القبة الشريفة بارتفاع 11م. تتوسط الحرم من الأعلى القبة الكبيرة ذات الارتفاع الكلي 25م بقطر 12م، مغلفة بالكاشي الكربلائي المزخرف بالنقوش الإسلامية والنباتية المثبتة على ألواح من الألياف الزجاجية المركبة، تحيط بها أربع قباب صغيرة بقطر 5م وارتفاع 5 م، مغلفة أيضاً بالكاشي الكربلائي الفيروزي، ترمز في توزيعها إلى أصحاب الكساء.
وللحضرة الشريفة اثنا عشر باباً ترمز لعدد الأئمة الاثنى عشر، صلوات الله عليهم أجمعين، أربعة منها كبيرة، كمداخل رئيسة، بارتفاع 5م وعرض 3م، والثمانية الأخرى هي فرعية بارتفاع 3م وعرض 2م، بواقع حال بابين على جانبي كل باب من الأبواب الرئيسة الأربعة عند الاتجاهات الأربعة للحضرة.
وبتوجيه من قبل الأمين العام للمزارات الشيعية الشريفة، المهندس علي صاحب جبر، جرى مؤخراً وضع تصميم أساس للمزار الشريف ليشمل المساحة المستملكة جميعها بشكل متكامل، واستغلال جميع الساحات الخارجية كصحن خارجي ومجاميع صحية وممرات وخدمات أخرى، بواقع حال 12500م²، من ضمنها مساحة الحضرة والأواوين المطلة على الصحن الداخلي المكشوف حسب طراز العمارة الإسلامية.