أمنيات على أبواب العام الجديد.. عراق أكثـر إشراقاً

890

رجاء الشجيري /

تتوالى الأعوام والأحلام، محض أمنيات بعضها يتحقق وبعضها الآخر في مهب الريح، او صعب المنال، إلا أن الأمل هو الجوهر الحقيقي لروح الانسان ووجوده، مابين رحلة خسارات وانتصارات ولحظات مرارة وفرح وسلسلة ظروف استثنائية عشناها بكل تفاصيلها.
ماذا نريد من العام الآتي؟ الى ماذا نسعى، وكيف هي قراءاتنا وأمنياتنا للعام الجديد.. “مجلة الشبكة” في استطلاع لكوكبة من الفنانين والمثقفين والمبدعين كانت أمنياتهم كالآتي:

أمنيات

الفنان محمود أبو العباس يقول: سنة طيبة للعراق والعراقيين.. وأمنيات بالتوفيق للجميع.. أتمنى أن يكون هذا العام مختلفاً في كل الصعد.. أمنيات أن يكون الحال أفضل ويعود النازحون الى بيوتهم ويأخذ المثقفون دورهم الحقيقي في الحياة بعيداً عن موقف المتفرج وأن تأخذ الحكومة بعين الاعتبار أن هذا البلد ليس ملكاً لأحد معين وليس ملكاً لعائلة او طائفة او حزب.

كرنفال فرح

السيناريست والكاتب المسرحي سعد هدابي: أمنياتي بعام مفعم بالمتغيرات.. عام متحرر من كل ما يتقاطع من الأمنيات المشروعة على صعيد الدراما التي غيبت للعام الخامس.. أمنيات تتصل بما يمنح الفرد العراقي أحقية الظهور وتأكيد الذات… أمنيات لاتقتصر على الوعود الكاذبة إنما تتوشح بالصدق والانتماء.. أمنيات تلبي حاجات الفرد الانسانية على صعيد الحقوق… وأن يكون العام الجديد كرنفالاً من الفرح الحقيقي لوضع آمن ومستتب وأن يزاح من خارطة السياسة هؤلاء الذين يقتاتون على نسغ حياتنا.

دولة الإنسان

الروائي جابر خليفة جابر: أمنياتي لعامنا المقبل وما بعده أن يرتقي المجتمع العراقي بطبقاته كافة الى المستوى الذي تتحقق فيه دولة الإنسان؛ فما رفع من شعارات تنادي بدولة القوانين والمواطن وحدها لا تكفي إن لم يرتق الإنسان لمستويات أخلاقية عالية تؤهله ليس لتطبيق القانون واحترام وطنه فقط وانما لاحترام إنسانيته وإنسانية الآخر المشارك له في الوطن، بل وحتى احترام الكائنات الأخرى والطبيعة، وتنظير كهذا ينتظر خطوات مرسومة ينبغي السير عليها ومن أهمها، كما أرى، هو فتح ملف الثقافة بما تتضمنه من تنمية الوعي والأخلاق الكبرى ورعاية المواهب وأن يحظى هذا الملف باهتمام معادل للاهتمام بملفات الاقتصاد والأمن والفساد وغيرها. وأن يتم التركيز وبجهد وطني صادق على إعادة وزارة التربية والتعليم لمعنى مسماها أي الا تكون وزارة تعليم فقط وانما تربية وتعليم، وذلك من خلال إعادة تأهيل المعلم بمختلف مستوياته من الروضة الى درجة البروفيسور علمياً وتربوياً، والخطوة الاولى لتحقيق هذا هو اعتماد معايير أخلاقية في قبول الطلبة المتقدمين لمعاهد التعليم وكلياته ومراجعة السير الذاتية للمعلمين الحاليين ونقل غير المؤهلين أخلاقياً وعلمياً منهم الى وظائف اخرى، ومع ما قد يراه بعضهم من قسوة بهذه الخطوة لكن الدواء غالباً ما يكون مرّاً!

ومن الخطوات المهمة الأخرى لبناء الإنسان العراقي هي استحداث دروس جديدة مثل درس الشعور بالمسؤولية لنرتقي بالناشئة العراقية الى مستوى يرون هدر قطرات ماء قرب شلال علي كلي بيك عيباً ويرون عدم إطفاء مصباح زائد في بيوتهم عيباً، وهكذا لابد من الإرادة أولاً ثم التخطيط ، هذا أهم ما أتمناه لشعبنا العراقي الكريم.

كل عام والشعب العراقي نحو رحاب الخير والسلام.

الشاعرة ميمي أوديشو:

ستظل السنوات تصفعنا إلى أن يعي الخد درس الوجع

سيظل الزمن يركلنا إلى أن تعي الخطوة درس التقدم

سيظل الفكر أكبر من الفعل إلى أن يعي المرء درس التنفيذ

سيظل الخيال أكبر من الواقع إلى أن يعي الحالم درس العمل

ستتراكم الأمنيات في وطني

مالم نسعَ لتحقيقها

ليلة رأس السنة ككفِّ محارب

يصفع المتخاذل ويهنّئ المتميّز

والسؤال ليس من المتميّز بل

من استثمر تميّزه

ومن بحث عن شماعة لتبرير تخاذله

مجموعتي الشعرية الثانية تفتح ذراعيها قريبا بـ ٢٨ حرفاً

إما أن أُرجَم بها

أو أكوّن وإياها لوحة فسيفساء تستحق القراءة

كتلة بل هي لجميع العراقيين منذ الأزل..

ثقافة الإخوانيات

الشاعر وليد حسين: سأعيد انتاج أمنياتي من جديد مع يقيني بأن المواسم لاتبعث فيّ الأمل، وتبقى أمنياتي المؤجلة عالقة في ذهني.. ولطالما تمنيت أن نتخلص من الخراب الذي يتلبّد المشهد الثقافي، وأن تنأى وزارة الثقافة بنفسها عن المحاصصة المقيتة، وأن يستمر بنا العمر لأرى ثقافة خالصة بعيدة عن الإخوانيات، وكذلك ما زالت الثقافة العراقية عاجزة عن التأثير في المتلقي من أجل شحذ الهمم لبناء الوطن وسط هذا الخراب، وحسبنا أننا عاجزون عن إزاحة الطارئين عن المشهد الثقافي الذي بات واضحاً، وأن تتبنى الدولة دعم المبدعين وتشجيعهم وتوفير الفرص لهم، لأنّهم الوجه العراقي الحقيقي لبلد طاعن بالحضارة والابداع، فلنعمل سوية على إرساء دعائم لثقافة ناصعة البياض، وكل عام والعراق الحبيب بألف خير وأمان وسلام،
وما الخير إلا من عند الله