الأهوار مكمـــن الجمـــال.. وسحر الطبيعة

267

نصير الشيخ /

ست وعشرون صورة فوتوغرافية جسدت عالم الأهوار، عبر لغة العين، في التقاطاتها الذكية وبراعة اللقطة المضمخة بالبعد الإنساني، التي جاءت بحرفية عالية. سُومريات.. هو معرض الصور الفوتوغرافية للمصور الشاب (صلاح مهدي الساعدي)، الذي شكلت معروضاته سياحة في عالم الأهوار، متوقفاً عند المرأة العراقية الريفية وهي تعيش تفاصيل الحياة في هذا العالم الفسيح الذي يمد جذورهُ إلى حقب بعيدة في التاريخ.
إنه عالم الأهوار، بكل ما يحمله من صور ومشاهد ومكونات ونباتات، إذ كانت كاميرا صلاح مهدي راصدة لهذه العوالم، حيث المرأة في تنوع أعمالها واشتغالها البيتي وواجباتها الأسرية، مبرزاً هذا التنوع الذي لا يخلو من قسوة العمل والظروف.
تشكل الصورة الفوتوغرافية لدى صلاح حياة تتدفق جمالاً وإبداعاً، فهي ليست مجرد التقاطة عابرة، بل إنها روح تنبض، وهي تعني لحظة إيقاف الزمن الهارب وأرشفة الجغرافيا وتصوير تحولات المجتمع ورصد الحياة في مفاصلها.
المعرض الذي أقيم على حدائق السندباد، وسط مدينة العمارة، حظي بحضور متميز من متذوقي الفن وجمهور واسع تفاعل مع أعمال الفنان المجسدة لهذا العالم ما بين سحره كطبيعة ومجتمع وما بين حضوره الآن على مشارف الجفاف والتصحر بسبب شح الماء الواصل الى أحواضه.
رئيس رابطة (فن للتصوير) الفنان (محمد رهيف) تحدث عن هذا المعرض قائلاً: “معرض (سومريات) شكّل بانوراما لعالم الأهوار، إذ ركز المصور الشاب صلاح في لقطاته على المرأة الريفية، أمّنا في صبرها وحزنها، وجاءت التقاطاته تصويراً لما تقوم به من أعمال حرفية ويدوية وإعداد طعام، بما يمثل انعكاساً لبيئتها. في هذا المعرض أراد المصور توجيه نظر الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية للالتفات إلى هذا العالم المائي، الذي يشهد اندثاره بسبب شح الماء واجتياح الجفاف لمعظم مناطقه وحوضه. الصور جاءت عبر التقاطات مميزة من حيث زوايا التصوير ومن ثم طباعتها على اللوح وبأحجام جيدة جداً.”
وعن معرضه الذي عنونه (سُومريات)، مشيراً إلى المرأة الميسانية الساكنة في هذا العالم، بمائه وقصبه وبرديِّه وحيواناته وطيوره وكائناته، حدثنا المصور الشاب صلاح الساعدي قائلاً: “إنها رسالة أردت أن أقدمها إلى العالم والجهات المعنية، جاءت عبر 26 صورة فوتوغرافية جسدت هذا العالم الساحر، وهو قيد التحول من بيئة عالمية إلى أرض جافة قاحلة. لذا جاءت أعمالي ممازجة بين ما كان الهور وما أصبح عليه، كل هذا جاء عبر تعبيرية الصورة الباحثة في وجوه النساء الريفيات من سكنة الأهوار.. ولكي أقول لكل العالم أن ثمة أملاً للحياة، وثمة رجوعاً للماء إلى هذا العالم الجميل.”