بدأ بمعرض فوتوغرافي ويشمل فعاليات أخرى مشروع ” كلنا معاً” يجمع الفنانين الروس والعراقيين

463

موسكو ــ هند الصفار/
ضمن مشروع “”كلنا معاً”” الذي أسسه الفنان العراقي المغترب حسين الجمعان مع فنانين روس، احتضنت صالة المعارض في كاليري “موست” في العاصمة الروسية موسكو معرضاً فوتوغرافياً يجسد المدرسة المستنصرية والتعريف بها، اضافة الى معالم روسيا، ولاسيما موسكو.
وقال الجمعان إن “هذا المشروع يهدف الى توطيد الأواصر بين الشعبين العراقي والروسي.
” المشروع أقيم بالمشاركة مع (مارينا زييتسفا)، صاحبة كاليري موست، التي سمحت باقامة المعرض في صالة المعارض فيه وبدون مقابل.
في هذا الصدد قالت زييتسفا لـ ” الشبكة العراقية” إن “المعارض المجانية تلعب دوراً مهماً في المجتمع الحديث، لأنها تعزز وصول الفن والثقافة الى جمهور أوسع، وتزيل الحاجز المالي الذي قد يمنعهم من حضور هذه الفعاليات.”
ماريا أضافت أن “الفنانين الشباب بحاجة الى دعم لنشر فنهم في المجتمع ومتابعة ردود فعل الناس لأعمالهم، ولاسيما في تبادل الثقافات بين الشعوب.”
الحلم أصبح حقيقة
المصور العراقي الشاب مؤمل الساعدي شارك في المعرض الى جانب المصورين الروسيين (يكاترينا ريبايينا) و(مكسيم مكسيموف). وهي المرة الأولى التي يشارك بها مؤمل في معرض فوتوغرافي، إذ كان يعمل مصوراً في ساحة التحرير في بغداد.
يقول مؤمل عن مشاركته في هذا المعرض: “بعد لقائي بالفنان حسين الجمعان الذي شاهد صوري الفوتوغرافية التي كنت أعرضها عن شارع المتنبي والمدرسة المستنصرية اقترح علي المشاركة بها في معرض في روسيا.”
يضيف مؤمل، الذي كان يتحدث لمجلة “الشبكة العراقية”: “في الحقيقة أني لم أتخيل يوماً أني أقيم معرضاً خارج العراق بهذه البساطة ويظهر بهذا الجمال.” وقد جسدت الصور المعروضة في (موست) المعالم التراثية والآثارية في بغداد، منها أسوار بغداد وأبوابها القديمة.
وشهد المعرض مشاركة مصورين روس كانت من بينهم المصورة الفوتوغرافية الروسية (يكاترينا ريبايينا) التي حضرت افتتاح المعرض برغم حالتها الصحية المتعثرة بسبب تعرض يدها الى كسر.
وأعربت يكاتيرنا عن سعادتها بالمشاركة مع فنانين عراقيين وقالت لـ “الشبكة”: “إني أرى بلدكم بعيون مصوريكم”. وقد شاركت يكاترينا بـ 8 صور عن موسكو وروسيا، وأبدت استعدادها للمشاركة في اي معرض مع المصورين العراقيين، سواء داخل العراق او خارجه اذا ما وجهت لها دعوة وكان بإمكانها ذلك.
السفارة العراقية تتفتح المعرض
وقد افتتح الوزير المفوض في السفارة العراقية في موسكو (خليل عبد الرضا محيسن) المعرض وأعرب عن فرحه باللوحات، وقدم مقترحاً للمشاركين بأن يقام معرض مماثل في مقر السفارة العراقية في موسكو وأن ينقل الى بغداد أيضا.
وقال عبد الرضا لـ ” الشبكة العراقية” إن “السفارة ممثلة أولا بالسيد السفير حريصة على إدامة أطر التعاون مع روسيا، وعلى استمرار اقامة الفعاليات ودعمها وتشجيعها بما يعكس الصورة الرائعة للعراق في كل العالم وليس في روسيا وحسب.”
وحضر الى جانبه ايضا القنصل العراقي السكرتير الثاني في الوزارة (ماجد الكناني) و(د. نهلة) السكرتير الثالث في الوزارة. اما الجالية العراقية وبعض موظفي السفارة العراقية فقد شاركوا باقامة مأدبة عراقية للحاضرين تضمنت بعض الاكلات العراقية المشهورة، وقد عبر الحاضرون عن انبهارهم بالأطباق العراقية واللوحات الرائعة ايضا واكدوا انهم يحبون العراق الذي يمتلك حضارة وتاريخا عريقين. وجرى تقديم دروع تضم صورا تراثية عراقية وباقات ورد للمشاركين من قبل الوزير المفوض في الوزارة امتنانا وعرفانا بجمال مشاركتهم في هذا المعرض.
فيما عبر القنصل ماجد طاهر الكناني عن فرحه بهذه الفعاليات الثقافية المشتركة. واكد ان السفارة العراقية حريصة على تقوية الاواصر بين البلدين الصديقين على المستويات كافة، وستشهد الفترات المقبلة فعاليات اخرى للتعريف بالتراث والفن والثقافة العراقية.
وتخلل المعرض عزف على الكمان لعازف الكمان العراقي الشاب والموهبة الواعدة (محمد الكناني) الذي وصف مشاركته في هذه الفعالية بانها مصدر سعادة له ولعائلته، إذ اكد انه نشأ في مجتمع روسي، ولكن الثقافة العربية والعراقية تحديدا متأصلة فيه وهو لايستطيع تجاهل اصله وانتمائه، وان التمازج بين الثقافتين خلق في داخله تكوينا رائعا ممزوجا بحضارتين رائعتين. مضيفا ان “بلدي العراق وتاريخه يدفعني الى محبة الشعوب الاخرى والتفاعل معها ولهذا قمت بعزف النشيد الوطني لبلدي العراق والنشيد الوطني الروسي ايضا.”
مشروع كلنا معا
ومع ان المشروع الثقافي الروسي العراقي “كلنا معا” لم ينشأ الا من مدة قليلة، الا ان فعالياته آتت أكلها، إذ يلاقي المشروع استحسانا لدى الاوساط الثقافية والاجتماعية في العراق وموسكو. ويؤكد الجميع ان هذا التلاقح الفكري هو ايجابي لتعزيز علاقات الشعبين الرائعين وتأكيد لأواصر المحبة والصداقة والثقافة التي تجمعهما معا.