بمشاركة 261 عملاً فنياً.. وزارة الثقافة والسياحة والآثار تفتتح مهرجان الواسطي الثاني عشر للفن التشكيلي

1٬022

أحمد سميسم /

تقديراً واستذكاراً للفنان (الواسطي) الذي يعد من رواد الصورة المصغرة في الحضارة العربية الإسلامية ورمزاً من رموز النهضة الفنية في العراق، افتتحت وزارة الثقافة والسياحة والآثار بداية الشهر الحالي مهرجان الواسطي الثاني عشر للفن التشكيلي بمشاركة مئات الفنانين التشكيليين توزعت أعمالهم المشاركة بين الرسم والخزف والنحت والخط التي اكتظ بها قسم المعارض بأروقته المتعددة، بعد أن كانت الأعمال المشاركة قد أحيلت الى لجنة فنية من خارج دائرة الفنون التشكيلية مكونة من فنانين وأساتذة جامعات ومن اختصاصات فنية. وتعمل هذه اللجنة ضمن شروط منها أن لا يكون العمل قد شارك في معارض فنية سابقة، وأن يكون بمستوى فني يرتقي الى مستوى المهرجان.

وقد افتتح المهرجان الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة والسياحة والآثار جابر الجابري ووكيل الوزارة فوزي الأتروشي بحضور مدير عام دائرة الفنون التشكيلية في الوزارة الدكتور علي عويد وعدد من السياسيين والفنانين والأكاديميين ومن المهتمين بشؤون الفن التشكيلي.

أجراس الثقافة

تحدث الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة والسياحة والآثار جابر الجابري في كلمة له خلال افتتاح المهرجان قائلاً: “بعد يوم واحد من إعلان الذكرى السنوية الأولى لانتصار العراق الكبير على دنس داعش الإرهابي، وتزامناً مع هذه الفرحة العراقية، افتتحنا مهرجان الواسطي للفن التشكيلي بدورته الثانية عشرة لنثبت للعالم أجمع أن عطاء العراقيين وإبداعهم ليس بالدم وحده وإنما بالفن الذي يبهر الذوق الإنساني ويثبت عطاء العراقيين في كل الميادين والحقول الإبداعية. كما أن المرحلة الأولى التي دشنها رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح تمثلت في تجواله بشارع المتنبي إنما هي مؤشر في إقراع أجراس الثقافة في وقت مبكر من عمر الحكومة الجديدة، مشيرا الى أن هذا المهرجان الذي احتضنته الوزارة بمشاركة جميع الفنانين العراقيين من محافظات ومدن وقصبات ونواحي العراق وبمشاركة مئات الفنانين الذين شاركوا في 261 لوحة فنية وعمل ابداعي، إنما يمثل عصارة جهد فني من الخبرة والمهارة الإبداعية في قوالب الفن التشكيلي المختلفة.”

قيم جمالية الفن التشكيلي

وأشار مديرعام دائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة الدكتور علي عويد الى “أن إقامة مهرجان الواسطي يعد فرحة كبيرة لما يختزله من قيم جمالية للفن التشكيلي العراقي، حيث شكلنا لجنة لاختيار الأعمال الفنية المشاركة في هذا المهرجان التي بلغت ما يقارب الـ 400 عمل اختير منها 261 عملاً في الرسم والنحت والخزف والخط.” مؤكداً “أن كل عمل مشارك يمثل رسالة في القيم الإنسانية والمحبة والسلام والرقي”، موضحاً “أن مهرجان الواسطي واجهة كبيرة للتعريف بالفنان العراقي، وبالاتجاهات الفنية والأساليب السائدة على الساحة الفنية في المرحلة الحالية، كما أن الكثير من الفنانين بذلوا محاولات كبيرة لتقديم الأفضل والأبهى في هذه الفعالية التي تعد كرنفالاً فنياً كبيراً، ومن المؤكد أن لهذا المهرجان أهميته في تشكيل لجنة عليا للمهرجان، ولجان فحص، واختيار الأعمال المشاركة.” كما شكر عويد جميع الفنانين المشاركين وغير المشاركين الذين لم تتح لهم الفرصة بالمشاركة لعرض أعمالهم في دورة المهرجان لهذا العام معلناً أن ابواب الوزارة مفتوحة لهم ولإبداعهم متى شاءوا.

نقطة التقاء الفنانين

من جهته، قال مدير العلاقات والإعلام في دائرة الفنون العامة محمد دريول “إن مهرجان الواسطي يمثل نقطة التقاء الفنانين العراقيين المعروفين من الأسماء اللامعة الذين حرص معظمهم على المشاركة في هذا المهرجان الكرنفالي، وكانت الأعمال تمثل مختلف الأساليب والمدارس الفنية وتنوعت المواضيع المطروحة على الساحة، كما أن المعرض يمثل طفرة نوعية في النتاجات الفنية تختلف عن العديد من المعارض السابقة.”

فيما عبّرالفنان مدير قسم التخطيط في الوزارة حسان قصي عن رأيه قائلاً: “مهرجان الواسطي هو أحد البصمات المهمة التي تمثل التقاء الجسد التشكيلي بكل أطيافه وألوانه لترسم هذه اللوحات الفنية الجميلة التي تستمد قوتها من قوة المثقف العراقي الذي يدعمها بإبداعه المستمر.”

كما تحدث لـ (الشبكة) عدد من الفنانين الذين شاركوا بأعمالهم الفنية المختلفة في مهرجان الواسطي.

فقد قال الفنان التشكيلي الرائد علي الطائي: “شاركت في هذا المهرجان بلوحة فنية قياس (وسط) تجسد ذكريات مدينة بعقوبة، مشتغلاً فيها على المدرسة الواقعية الحديثة، وتأتي مشاركتي هذه استكمالاً لمشاركاتي السابقة في هذا المهرجان، وما لمسته خلال هذه الدورة هو المشاركة الكبيرة من قبل الفنانين وحسن التنظيم وفكرة الأعمال الفنية ذات المستوى المتقدم وأيضا إخضاع الأعمال الفنية الى لجان متخصصة من شأنها إعطاء قيمة للأعمال الفنية وعدم السماح لمن هبّ ودبّ بالدخول الى الوسط الفني التشكيلي.”

وعبرت الفنانة التشكيلية دينا القيسي عن سعادتها بمشاركتها الثانية في مهرجان الواسطي للفن التشكيلي من خلال مشاركتها بعمل فني يجسد الفراغ الذي يمر به الإنسان في مراحله المختلفة.

وأضافت: “جميل جداً أن نلتقي بهذا الكمّ الهائل من الفنانين من مختلف محافظات العراق، وكل فنان ترك بصمة جميلة حسب القابلية والأداء وبعض الأعمال كان أقوى من الأخرى في مجال فن الحداثة او التعبيري او النحت او الخط العربي والخزف.”

يذكر أن أول دورة أقيمت لمهرجان الواسطي للفن التشكيلي كانت في عام 1972 في بغداد.