جوائزالإبداع العراقي في دورتها الخامسة

937

قحطان  جاسم جواد – تصوير: أدهم يوسف /

كلّ الوقت وكلّ الجهد وكلّ الأمل! من أجل لحظة كهذه … لحظة تلهج فيها الأوطان بأسماء مبدعيها.. لحظات جميلة عشناها مع مبدعي العراق، وهم يتسلمون جوائز الإبداع العراقي في حفل يليق بالعابقين بعراقيتهم وعراقة إبداعهم..
“أعلى من دنيا أحلامكم، وإلى رحاب أوسع وأوسع من خطى منجزاتكم وأنتم ترفلون بعز عراق سالم بكم وأنتم سالمون به.. نقف اليوم جميعاً حيث تتدلى قطوف الإبداع من كفوف المبدعين، وحيث تلتف دجلة أسورة من ماء على معاصم المبدعين، في فيء نخلة عالية باسقة تمتد جذورها إلى عمق هذا البلد العظيم”.. هكذا بدأ احتفال توزيع جوائز الإبداع العراقي، وكان الحفل برعاية وزير الثقافة د.عبدالأمير الحمداني، وبحضور رئيسة لجنة الثقافة والإعلام في مجلس النواب سميعة غلاب وجمهور كبير من الأدباء والفنانين والمثقفين والمديرين العامين في الوزارة.
الليلة حلوة وجميلة
السيد الوزير حيّا الحضور وقال: “تستمر وزارة الثقافة والسياحة في سعيها الحثيث والمتواصل في تأثيث وتطوير المشهد الثقافي في العراق، ويأتي إطلاق جائزة الإبداع العراقي لعام 2019 ضمن هذا التوجه. وأضاف : من أهداف الجائزة هو خلق روح التنافس في المجالات الإبداعية في مختلف الآفاق الثقافية، والتحفيز على الفعل الإبداعي، الأمر الذي يسهم في تنشيط الحراك الثقافي لتتوسع آفاق الجائزة في السنوات المقبلة، لتشمل كافة الحقول الثقافية والفنية”. وتضمّن الاحتفال عرض فيلم خاص عن الجائزة وحقولها، وفعالية فنية تراثية قدمتها فرقة (أرض الرافدين) التراثية، غنّى فيها قارئ المقام المعروف طه غريب أغنية “الليلة حلوة حلوة وجميلة”، وقد نالت استحسان الجمهور لأنها جاءت منسجمة بكلماتها مع الفرحة التي عاشها المكرَّمون.
تسعة فائزين
ثم بدأت الفقرة الأخيرة في الحفل إذ أعلنت الجوائز التي وزعها وزير الثقافة، فجائزة القصة القصيرة ظفر بها القاص والروائي حميد الربيعي عن قصته (غيمة عطر)، وفي جائزة النقد الأدبي فاز الناقد صادق ناصر الصكر، وفي مجال التأليف الموسيقي فاز بالجائزة الموسيقار سامي نسيم، وحجبت جائزة الفيلم القصير بسبب ضعف مستوى الأفلام المشاركة التي لم تتوفر على عناصر التميز التي تشترطها الجائزة والإبداع بشكل عام. وفي مجال أدب الأطفال فاز الكاتب طالب كاظم محمد، وفاز في مجال الخط العربي الخطاط عوني عادل عباس. أما في مجال الترجمة الأدبية فقد فاز المترجم مصطفى ناصر عن ترجمته رواية (المتعاطف) لكاتب فيتنامي عن الإنكليزية، وفاز في مجال الشعر الشاعر أجود مجبل الذي قرأ قصيدة من المجموعة الفائزة بالجائزة، وفاز في مجال التأليف المسرحي الدكتور المخرج والكاتب عقيل مهدي، وفي مجال النحت فاز الفنان التشكيلي صالح هادي الكناني.
عشرة ملايين دينار
يذكر أن وزارة الثقافة شكلت لجاناً فرعية عدة لفحص المشاركات المتقدمة للجائزة، وهي بمثابة لجان تحكيم، مهمتها اختيار الفائز، وخصصت الوزارة جائزة نقدية تبلغ عشرة ملايين دينار لكل فائز، مع نحت تجريدي من البرونز ووثيقة الجائزة، وكانت الحقول التي أعلنت عنها للترشيح للجائزة في الدورة الخامسة تشتمل على: الشعر والقصة القصيرة وأدب الأطفال والنقد الأدبي الثقافي والنص المسرحي المؤلف والتشكيل (النحت) والخط العربي والفيلم القصير والتأليف الموسيقي والترجمة الأدبية.
جواميس الأهوار
النحات صالح هادي الكناني قال لـ”الشبكة”: سعيد جداً بفوزي بجائزة النحت، وتوقعت الفوز لأن الموضوع الذي شاركت فيه مهم ويحمل قضية عن الجواميس في الأهوار، وهي جواميس تتلألأ عيونها بطريقة مدهشة لكنها من شدة الملوحة تصاب بالعمى.
المتعاطف يفوز بالترجمة
في حين قال المترجم صالح ناصر: فزت بجائزة الترجمة الأدبية، وهو اختيار اللجنة وليس اختياري، واخترت رواية (المتعاطف) التي سبق أن فازت بجائزة العالمية، بصراحة كنت أتوقعها لأن الرواية التي شاركت فيها مهمة جداً، علماً أن المترجمين المحترفين قليلون، وفزت من بين 15 مترجماً شاركوا في الترشح.
سامي عبد الحميد وشكسبير
الدكتور عقيل مهدي تحدث عن فوزه بجائزة التأليف المسرحي عن نص للفنان القدير سامي عبد الحميد عن شكسبير قائلاً: أعتقد أن هناك موضوعية في المسابقة لمعايير علمية في اختيار الجائزة… بهجتي اليوم لا توصف وأشكر وزارة الثقافة على ما تبذله في تكريم المبدعين. الطريف أن الفنان الراحل عبد الحميد قال إن هناك أشياء في النص لا يعرفها عني إلا أنا فكيف عرفها عقيل مهدي.
في حين عبّر الموسيقار سامي نسيم عن فرحته بفوزه بجائزة التأليف الموسيقي بسبب أنه اختير من بين 22 مرشحاً معظمهم من أساتذته، عمله الفائز استلهمه من وحي حضارة سومر مع شوق لبغداد.
الروائي حميد الربيعي قال إنه فاز من بين 72 مرشحاً عن قصته (غيمة عطر) وهو سعيد بهذه النتيجة التي جاءت في وقت مناسب جداً.