راديو “العراقية”.. أثير يلمس القلب قبل الأذن

780

إيفان حكمت – تصوير: حسين طالب/

هي الأم، رائحة التاريخ العريق، هي عطر الماضي وبريق المستقبل، وهي “لمّة أهلنا”، هي بيت دافئ لكل عراقي داخل وطنه او خارجه. فرغم غزو آلاف الفضائيات للمنازل والمكاتب، ورغم الانتشار الواسع لخدمة الانترنت بما تمتلكه من مواقع تواصل اجتماعي ومحركات بحث، إلا أن الإذاعات لم تفقد بريقها، وغالبا ما تجد لها متابعين من كل الشرائح الاجتماعية.

فهي الصديق الدائم لمستخدمي سيارات النقل العام كالكوسترات والكيّات وسيارات الأجرة، كما انها نديم أصحاب السيارات الخاصة، بخاصة ممن لم يجدوا الوقت الكافي لمتابعة ما يستجد من أحداث في العراق والعالم. وتتفنن الإذاعات في جذب المستمعين من خلال مختلف البرامج لاسيما الحية التي تلجأ الى محاورة المواطنين بمواضيع سياسية أو اجتماعية أو فنية أو رياضية، بل وبرامج التسلية أيضا. لكن تبقى لإذاعة العراق خصوصيتها لدى المستمعين نتيجة عراقتها ومهنية كادرها، فضلا عن أجهزة بثها الإذاعي المتطورة.

أحمد العسكري، مدير راديو العراقية، حلّ ضيفا على مجلة “الشبكة” فحدثنا عن اذاعته قائلا:

الغزو الكبير للفضائيات وكل ما مرتبط بالانترنت ايضا اثر على علاقة الفرد بالراديو والقنوات المحلية، فضلا عن مواقع التواصل الاجتماعي باختلاف المتصفحات والبرامج، والهواتف الذكية بانواعها المتعددة اصبحت رفيقا دائما لا يغادر أنامل وأعين الفرد في كل زمان ومكان، هذا كله اثر بشكل كبير على نسبة المستمعين للراديو، بل وحتى نسبة المشاهدين للتلفزيون، فالمتلقي بات يصنف على انه “منفلت” في ظل كل هذا، في حين كان يعتبر في السابق “منضبطا” ومحاصرا لايمتلك سوى اذاعة وجريدة وقنوات محدودة، أما بعد الانفتاح الذي حصل بعد2003 فقد حصلت ثورة في مجال الإعلام، وكانت للمتخصصين في هذا المجال فرصة الاستفادة من هذه الثورة بفتح اذاعات ووكالات انباء وصحف ومجلات بأعداد هائلة، في بداياتها تعدت الـ160 صحيفة في العراق، فهذا الانفتاح قد ولد اعدادا كبيرة من الإعلاميين.

وهنا يأتي دورنا في السعي لبناء علاقة بين المستمع والراديو، فكرنا بكيفية زيادة عدد المستمعين وتنشيط راديو العراقية والتنافس مع الإذاعات الاهلية التي تتميز بالانفتاح الفكري، هذا لا يعني اننا مقيدون ولكننا ملتزمون بشروط راديو العراقية وبقوانين العراق وطوائفه وبلغة الخطاب العام، كما يجب علينا ان نكون حياديين بكل كلام يصدر من الاذاعة او اي مؤسسة اعلامية رسمية ايضا.

والاختلاف بيننا وبين الاذاعة الأهلية في هذه الحالة هو ان تلك الإذاعات باستطاعتها تناول أي موضوع حتى ان كان غير مقبول من قبل الجميع، في حين اننا نتوخى الدقة في كل شيء. بحيث نقوم بحساب أية كلمة حتى لاتستفز اي مكون من مكونات الشعب العراقي، ونحن في شبكة الإعلام العراقي لسنا ملزمين، لكن نحن نحترم كل فرد عراقي،. “العراقية” شاملة لكل فرد عراقي من كل الطوائف لكل عراقي حتى لو كان خارج بلده فإن راديو العراقية هو بيته.
وعن خطط الراديو في زيادة وتمتين تواصله مع الجمهور يقول العسكري:

خطوة مهمة خطاها راديو العراقية، فهو اول من اتجه لمواقع التواصل الاجتماعي واول اذاعة بثت على الفيسبوك، وايضا تضمنت خطتنا برنامجاً مهماً خدمة لكل مواطن في كل مكان في العراق بالتعاون مع وزارة الداخلية، “سيطرة الشؤون” هو برنامج يعالج اية مشكلة تواجه اي مواطن في مؤسسات الدولة بشكل آني، كما استحدثنا برنامج “مدرس خصوصي” لمساعدة من لا يستطيع تحمل كلفة المدرسين ومساعدة الأمهات على التقليل من جهدهن في التدريس، وتتضمن خطتنا ايضا برنامج “بنك الناخب” حيث نستضيف محللين سياسيين لمناقشة الحالة السياسية للبلد، وبرنامج “اوراق قانونية” ايضا لمناقشة قوانين مختلفة ولتعريف الناس بحقوقهم. ولنا ايضا خطط برامجية لشهر رمضان الكريم مسلية ومنوعة.