في جلسة إلكترونية نظمتها جمعية المترجمين العراقيين المفكر الروسي (دوغين) يناقش من بغداد أحداث العالم وغزة

142

بغداد – هند مهدي/
نظمت جمعية المترجمين العراقيين، بالتعاون مع (دار عدنان للنشر)، جلسة حوارية إلكترونية مع المفكر الروسي (ألكساندر دوغين) مؤلف كتاب (النظرية السياسية الرابعة.. روسيا والأفكار السياسية في القرن الحادي والعشرين)، بحضور جمع من المفكرين والمثقفين العراقيين والعرب، وحضور ممثل عن السفارة الروسية في بغداد،
جرت خلال الجلسة مناقشة ما يدور من أحداث في العالم، ولاسيما حرب غزة والصراع الروسي الأوكراني. ترجم الجلسة السوري (ماهر نفاع)، الذي ترجم أكثر الكتب التي أصدرها دوغين.
أدار الجلسة الدكتور (ياسر عبد الحسين)، الذي كتب مقدمة النسخة العربية من كتاب دوغين الأخير، الذي تحدث لـ “الشبكة” عن أهمية الجلسة قائلاً: “في خضم الأحداث الحالية، والصراع الروسي-الأوكراني، وحرب غزة، فإن العراق ليس بعيداً عن هذه الأحداث. ومن أجل تسليط الضوء على الأفكار المتغيرة في صعيد العلاقات الدولية، وفهم رؤى صنّاع القرار في العالم، واستضافة المقربين منهم، جاءت فكرة استضافة هذا المفكر الروسي، الذي أسس (الحركة الأوراسية الجديدة)، وأوجد نظرة جديدة للتحالفات الدولية، فهو أحد كبار منظري السياسة الخارجية في روسيا، ومستشار في الكرملين أيضاً.”
كما شارك في إدارة الندوة وترجمة الحوارات كل من الدكتور (علي عبد المنعم الأعرجي) والدكتور (هشام علي حسين) أستاذا اللغة الروسية في كلية اللغات – جامعة بغداد.
وقد وصف الدكتور الأعرجي الجلسة بأنها فرصة ممتازة ولقاء مثمر جاءا في وقتهما، إذ تعاني المنطقة من وضع متأزم، فكان لابد من النقاش حول تعدد الأقطاب والوضع السياسي الدولي.”
أما الدكتور هشام فقد أكد على أن أفكار الدكتور دوغين جديرة بالبحث والنقاش، وأنه يجب أن يحضر شخصياً ليكون الحوار أشمل والفائدة أكبر والوقت أطول بكل تأكيد.”
السلام العالمي
جمعية المترجمين العراقيين، متمثلة برئيسها الدكتور (قاسم الأسدي)، الذي أشار إلى أهمية هذه الفعالية، بين أنه “لا يمكن التغاضي عن آراء الدكتور دوغين وأفكاره عند النقاش عن الوضع السياسي العالمي الحالي، ولاسيما ما يشهده العالم من صراعات متعددة تحتاج إلى فهم التحالفات ووضع الحلول للوصول إلى السلام العالمي الشامل.”
أضاف الأسدي أن “كتاب (النظرية السياسية الرابعة) الذي ألفه الدكتور دوغين يحمل تصنيفات وحلولاً وآليات جديرة بالاهتمام، لذا وجدنا الحاجة إلى التنسيق لإقامة ندوة حوارية عبر منصة (زوم) مع هذا المفكر الروسي، الذي بين لنا أهمية احتفاظ العالم بخصوصيته المتفردة وحضارته وأن يتبنى أطراً للتحالف مع العوالم الأخرى لإيجاد عالم متعدد الأقطاب بعيد عن أحادية القطب التي أوصلت العالم إلى ماهو عليه الآن.”
عالم متعدد الأقطاب
وخلال الندوة، أوضح دوغين آراءه التي تبناها في رؤية عالم متعدد الأقطاب، مؤكداً أن “العالم العربي الإسلامي المعتمد على القرآن، لو تضافر بصدق، لكان أحد الاقطاب المهمة المؤثرة في العالم، ولأوجد توازناً للقوى في منطقة الشرق الأوسط، إذ إن العرب هم مهد الحضارة، كما أن الإسلام هو دين قوة، وكانت الحضارة الإسلامية العربية لفترات طوال هي التي تتسيد العالم، حين كانت بغداد مركز إشعاع فكري وعلمي ومصدر السلطة في العالم.”
وفي سؤال مباشر وجهته محررة “مجلة الشبكة”، التي شاركت في الندوة، إلى الدكتور دوغين عن دور روسيا في الصراع الدائر الآن في فلسطين، ولاسيما بعد تعهدها بالمساعدة العسكرية للفلسطينيين في حال تطور الصراع، أجاب الكساندر دوغين قائلاً: “إن روسيا تؤمن بالسلام وحلّ الدولتين، وهي تدين التعرض للمدنيين وانتهاكات حقوق الإنسان ولاسيما تلك الموجهة ضد الفلسطينيين، كما أنها تدعم الحلول السلمية وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لغزة، وتدعو إلى وقف الحرب وكل الاعتداءات التي من شأنها جر المنطقة إلى حرب طاحنة.”
جدير بالذكر أن دوغين كتب في مقدمة الطبعة العربية لكتابه (النظرية السياسية الرابعة)، الذي ترجمه إلى العربية مازن نفاع، وراجعه وقدم له الدكتور ياسر عبد الحسين :”كم أنا سعيد جداً بنشر هذا الكتاب باللغة العربية، وما يسعدني بشكل خاص أن يُنشَر في العراق، فهو في النهاية مهد حضارة بلاد ما بين النهرين القديمة، والمركز الروحي الذي حافظ على أهميته الفريدة لآلاف السنين.”