في مسابقة (المعلّقة) الشعرية ميثم راضي يقطف جائزة قصيدة النثر

20

زياد جسام
حصد الشاعر العراقي ميثم راضي الجائزة الأولى ضمن فئة (قصيدة النثر) في مسابقة (المعلّقة الشعرية)، التي تنظمها هيئة الأدب والترجمة التابعة لوزارة الثقافة السعودية. ويعد هذا الإنجاز واحداً من الإنجازات المهمة المضافة إلى رصيد العراق الثقافي والأدبي.

الفوز جاء بعد منافسة قوية شهدتها المسابقة، إذ تمكن الشاعر ميثم راضي من التميز بين نخبة من الشعراء العرب الذين قدموا أعمالاً أدبية متنوعة، متوجاً بفوزه مسيرته الشعرية الغنية، التي جمعت بين العمق الفكري وجماليات اللغة المعبّرة عن روح التجديد في قصيدة النثر العربية.
نبتة الكتابة
عبر اتصال هاتفي، تحدث الشاعر المحتفى به مثيم راضي لـ (الشبكة العراقية) عن مشاركته في برنامج (المعلّقة)، قائلاً: “جاءت مشاركتي هذه بعد توقف عن الكتابة دام لأكثر سنتين، وكنت أخشى أنني سأتوقف إلى الأبد.. بصراحة جاءتني الدعوة ووافقت، عكس ما انتهجته -ككاتب- من البقاء بعيداً عن المهرجانات والملتقيات، لإيماني بأن الكتابة نبتة تنمو في العتمة. هذه القفزة نحو أضواء برنامج مثل (المعلّقة) غريبة عليّ تماماً، لكني وافقت على القيام بها لتتحرك الكتابة داخلي مرة أخرى.. وللانتصار لقصيدة النثر إعلامياً ومسرحياً.. تعلمت خلال هذه المغامرة أن قصيدة النثر الطويلة تحتاج تقنيات مختلفة عن تلك الموجودة في النصوص القصيرة.. وأنها يجب أن تجد صوتها كإلقاء له أثر رجعي في كتابتها أصلاً، كما كان لنبرة (درويش) دور في كتابة نصوصه، وصوت (النواب) الغنائي في توجيه نصوصه ..”
لجنة التحكيم
وأكد (راضي) أن بنية البرنامج القائمة على التحكيم، وليس التصويت الجماهيري، هي التي دفعته للقبول بالمشاركة، فضلاً عن أن لجنة التحكيم ضمت نخبة من شعراء كبار، مثل د.عارف الساعدي، و د. فوزية أبو خالد، ومحمد ابراهيم يعقوب، لكونهم أكاديميين متمكنين، جمعوا بين طراوة الشاعر وصرامة الأكاديمي.
وفي معرض حديثه، ذكر (راضي) بعض الأسماء المهمة التي تعرف على تجاربها هناك، منهم ماجد الثبيتي من السعودية، الذي وصفه بالشاعر المختلف جداً. مختتماً حديثه بالقول: “الفوز بالمركز الأول سيذكرني دائماً، على الرغم من أنني لا أنسى ذلك، أن أصدقائي في (الفيسبوك)، والمتابعين، أصحاب فضل كبير على تجربتي ككاتب، وأريد هنا أن أشكرهم من كل قلبي.”
إعلان الجوائز
وقد شهدت هذه الدورة من المسابقة تنافساً ملحوظاً في ثلاث فئات رئيسة هي: الشعر الفصيح، وقصيدة النثر، والشعر النبطي.
وكانت نتائج المسابقة لهذا العام فوز الشاعر العراقي ميثم راضي بالجائزة الأولى، والشاعرة المغربية سكينة حبيب الله بالجائزة الثانية في فئة (قصيدة النثر)، وفوز الشاعر العُماني حسن المطروشي بالمركز الأول، والشاعر السعودي إياد الحكمي بالمركز الثاني، فيما حصل الشاعر فايز ذياب على المركز الثالث في فئة الشعر الفصيح. أما في فئة الشعر النبطي، فقد فاز الشاعر ناصر الحمادين بالجائزة الأولى، والشاعر فارس السميري بالمركز الثاني، وستعلق القصائد الفائزة في موقع مميز بالعاصمة السعودية الرياض.
تاريخ المعلقات
يذكر أن مسابقة (المعلّقة)، التي تنظمها وزارة الثقافة السعودية، ممثلة بهيئة الأدب والنشر والترجمة، وتبثها القناة الثقافية، تعد خطوة مهمة نحو تعزيز المشهدين الثقافي والشعري في العالم العربي، إذ تعيد إلى الأجيال ذاكرة وتاريخ المعلقات الشعرية التي احتضنت أخيلة شعراء العربية وألهمت قرائحهم، حتى باتت جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية العربية.
ويجمع هذا البرنامج الفني الإبداعي بين الشعر الفصيح والحر (قصيدة النثر) والنبطي، فوق خشبة مسرح واحدة، ليعكس ثراء الاتجاهات والمدارس الشعرية، ويسهم في تعزيز التنوع الأدبي على حد سواء.