كتّاب في معرض الكتاب: تنظيم رائع وغياب للوزارة

846

احمد عبد الحسين _ تصوير: صفاء علوان/

كتاب عراقيون وعرب حضروا معرض بغداد الدوليّ للكتاب، أشادوا بالجهد المتميز للأفراد الذين تولوا مهمة تنظيم المعرض وانتقدوا الغياب الواضح لوزارة الثقافة العراقية وانعدام دعمها للمعرض وللكتاب عموماً، وآخرون افتقدوا حضوراً أوسع للمثقف والأكاديمي العربي. لنتعرّف هنا على آرائهم:

السنعوسي : هذه بغدادنا

الروائي الكويتي سعود السنعوسي عبّر عن سعادته قائلاً: “أنا سعيد جداً بالتنظيم والحضور، بالحفاوة التي لقيناها من أساتذتنا وأحبتنا وأصدقائنا والقراء.”

وأضاف أن “هذه الزيارة ربما تكون قد تأخرت كثيراً، لكن الحمد لله أنها جاءت في هذا الوقت”، لافتاً إلى التوتر المعروف في العلاقة بين الكويت والعراق، ومستدركاً “لكن دورنا ككتاب هو ترميم هذه الجسور التي أصابها الكثير.”

وأعرب السنعوسي عن شعوره بالأمان، قائلاً “هذه ليست بغداد التي نراها في الإعلام، الناس هنا رغم وجود بعض الضغوطات الطبيعية يحبون الحياة.”

رفع الحصار عن الكتاب العراقي

وتحدث الكاتب العراقي المغترب أزهر جرجيس على وفق ما جاء به السنعوسي، قائلاً “معرض بغداد رائع جداً، لم أحضر في السنوات السابقة، لكنني زرت معارض الكتاب في بيروت والقاهرة ومالمو، وأستطيع القول أن التنظيم رائع جداً، التهوية والإضاءة والدعوات والضيوف، كل شيء جيد”، مستدركاً “كنا نطمع بحضور ضيوف أكثر.”

وعزا جرجيس سبب قلة الحضور إلى “الاعتقاد بصورة غير حقيقية عن وضع بغداد”، فيما شدد على أهمية “رفع الحصار عن الكتاب العراقي.”

وأضاف “يجب أن يأخذ الكتاب العراقي رقماً دولياً، الطباعة هنا لا تفرق بجودتها عن الطباعة المصرية واللبنانية”، مبيناً أن “إطلاق الكتاب العراقي إلى العالم سيساهم في تصويب الحقائق.”

غياب وزارة الثقافة

بينما شدد الروائي العراقي أحمد سعداوي على تفصيلة “العمل الفردي” في جهود التنظيم، معرباً عن أسفه لـ”غياب وزارة الثقافة العراقية.”

وأضاف الحائز على جائزة البوكر للرواية العربية أن “دورة معرض بغداد لهذا العام مميزة وملفتة، للأسف بغياب وزارة الثقافة”، مستدركاً “لكن هذا أمر حسن، ودليل على أن العمل الفردي والمنظم من الممكن أن يثمر كما رأينا عن ندوات ثقافية وحضور جماهيري في داخل المعرض وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة واسعة بـ600 دار نشر.”

وعدَّ سعداوي حضور الضيوف العرب بالـ”جيد والمرضي”، مقسماً الحضور إلى ثلاثة أقسام “عراقيي الداخل، وعراقيي الخارج من الكتاب المغتربين ودور النشر، والكتاب العرب”، ومعبراً عن “فخره بالجهود الذاتية التي استطاعت أن تصل إلى هذه النتيجة الجيدة والمرضية.”

انتقادات

لكن المترجم والأكاديمي حسن ناظم انتقد، رغم إشادته بالتنظيم، فقرَ الحضور العربي من المثقفين والأكاديميين.
وقال ناظم إن “المعرض هذا العام استثنائي بتنظيمه وشكله ومحتواه، فقد أصبح قاعة واحدة مبردة تضم جميع دور النشر”، مشيراً إلى سهولة الخروج والدخول منه وإليه” باستخدام بوابة جانبية قريبة إلى باب قاعة المعرض.

وأضاف أن “التعامل الجيد مع القراء من قبل المنظمين أشعرهم بالراحة، كما أن مشاركة دور النشر اتسعت وتنوعت عناوين الكتب في مواضيعها، بالإضافة إلى حضور مؤلفين ومترجمين مميزين هذا العام.”

لكنه استدرك بالقول إن “المعرض بحاجة إلى التركيز على أسماء أكاديمية مهمة، ووضعها في جدول المحاضرات التي تعقد، واستقدام أسماء بارزة وعربية وليست عراقية فقط، وعدد من المثقفين العرب البارزين.”

وعزا سبب غياب النخب العربية إلى “كون الأمر متعلقاً بالتخطيط”، موضحاً أن “الكثير من المثقفين والأكاديميين العرب يحبون بغداد، وسيستجيبون إلى الدعوات في حال التنسيق معهم من قبل اللجان المنظمة.”

إقبال واسع

أحمد الراضي، أحد منظمي المعرض، قال إن “أغلب العرب الذين تواصلنا معهم، كان لديهم حب كبير لبغداد”، مبيناً أن الاعتذارات عن المشاركة كانت لـ”أسباب شخصية مثل السفر والمرض والالتزامات.”

وأضاف “رغم ذلك، فالحضور العربي كان جيداً، بوجود كتاب بارزين مثل سعود السنعوسي وواسيني الأعرج وعلوية صبح وبثينة العيسى وغيرهم.”

ولفت الراضي إلى أن “المعرض شهد إقبالاً جماهيرياً كبيراً وأن مساحته تعدّ هي الأكبر على مستوى معارض بغداد للكتاب منذ العام 1978، مشيراً إلى أن الاقبال الكبير على المعرض “يدل على أن العراق بلد قراءة وينتمي إلى الثقافة بقوة، وهذا ما يجعلنا نفخر بامتلاك شعب واعٍ ومثقف رغم الصراعات والأزمات.”