كلمـــات احتفاء في شبكة الوطن

168

زياد جسام /

احتفلت مجلة “الشبكة العراقية” باستقبال ذكرى التأسيس الثامنة عشرة في رحلة تميزت بتوثيق كل ما يخص الأسرة العراقية بجميع فئاتها، كما أنها لم تبخل على قرائها بمتعة متابعة غالبية أنشطة المبدعين العراقيين، سواء في الداخل أو الخارج، وقد شاركنا بعض الزملاء المثقفين الذين واكبوا مسيرتها منذ انطلاقها في عام 2005 ببعض الكلمات التي تعد شهادات بحق هذا المطبوع..
د. جمال العتّابي: “تمتلك مجلة الشبكة العراقية نكهتها الخاصة التي لا تتوفر عليها الصحف والمجلات العراقية، ربما لأنها ليست مطبوعاً خبرياً، إنما هي مجلة عامة تتنوع فيها المادة الإعلامية مع الثقافة والفنون، وهذه الخلطة السحرية هي سبب جاذبيتها وقربها من القراء والمثقفين، فهي مجلة لم تتخلّ منذ انطلاقتها الأولى عن مهنيتها وصوتها العراقي المميز الذي حصّنها من التراجع. في ذكرى تأسيسها أتقدم بالتهنئة الى جميع العاملين فيها، ولأولئك الأوائل مؤسسي التجربة، لهم دوام التقدم والنجاح، هؤلاء أدركوا أهمية الحفاظ على استقلالية المجلة المهنية، بما يعزز هوية (الشبكة) وحضورها الاستثنائي في الشكل والإخراج الفني.
هذه المواءمة جعلتها المنصّة الفاعلة في التعبير عن استقلالية الخطاب الإعلامي، على الرغم من منافسة الصحافة الرقمية والإلكترونية التي أثرت بشكل واضح على انتشار الصحافة الورقية، فمن الصعب الآن المقارنة بين واقع يعود إلى الماضي وآخر مختلف عنه تماماً على الرغم من التطور الهائل في التقنيات والأدوات. أتمنى أخيراً أن يتواصل مشروع (الشبكة) الثقافي والإعلامي بما يعزز رهاناتنا على قيم التنوع العراقي.”
عمر السراي: “(حلمٌ على هيأة أوراق).. هكذا بزغت مجلة الشبكة العراقية لتكون رفيقة عزيزة لكل أسرة وقارئ ومحب. فمن موضوعاتها المتنوعة، إلى شكلها وإخراجها، وتواتر صدورها الذي لم ينقطع. مثلت هذه المجلة رافداً مهماً وحقيقياً للمتطلعين. وبحكم وجود المجلة بالقرب من الحدث الإعلامي، استطاعت أن تكون مواكبة للخبر، وللموقف، وللطازج من الموضوعات. واليوم وهي توقد شمعة جديدة من عمرها، ستكون التهاني العامرة على بابها عقداً من الألوان، والأمل بأن تستمر وتسمو إلى ما هو أبهى. فمبارك لنا ذكرى تأسيسها، وكل المنى أن نرى المجلة العزيزة حاضرة في كل محفل وكل مكان وكل غرفة وبيت، فهي الصورة الأنيقة لعالم ننشده بكل جملة وحرف. وستظل الشبكة العراقية دائما حلماً على هيأة أوراق.”
سلامة الصالحي: “مجلة الشبكة الصادرة عن شبكة الإعلام العراقي، التي عرفت بتميزها وأناقتها وجماليات المواضيع التي تتناولها، تعد بلا شك نجمة كبيرة وبراقة في سماء الإعلام العراقي، إذ تمتاز بالرصانة والقيمة المعرفية والارتقاء، يضاف إليها الإخراج الجميل والمهذب الذي يستدرج القارئ لإكمالها حتى الصفحة الأخيرة. هي رفقة سفر ورفقة جلسة بكوب قهوة ولحظات من متعة القراءة والبصر، كل الخير والأمنيات الجميلة لهذا الصرح الإعلامي الكبير الذي لم تؤثر على حضوره وانتشاره الصحافة الإلكترونية التي تبقى بعالمها الافتراضي بعيدة عن ملمس الورق الأخاذ ودهشة الاكتشاف صفحة تلو صفحة. أحيي القائمين عليها وهي في عز عنفوانها وهيبة حضورها اللذين يعكسان جهوداً كبيرة تقف خلف صدورها ووصولها إلى يد القراء… هي مجلتنا الغراء وورقنا المهذب الأنيق الذي يواكب نهضة البلاد وارتقائها.”
زهير الجبوري: “منذ انطلاق صرخة الحرية في العام 2003 أصبحت هناك فسحة كبيرة للإعلام العراقي للتعبير عن الرأي الحر من دون قيود، فكان هناك الكثير من الإصدارات الورقية في الصحف والمجلات حينها، بالإضافة إلى وسائل الإعلام السمعية، إلا أن التميز والتركيز لفت أنظارنا جميعاً في ما قدمته نتاجات شبكة الإعلام ، ومنها (مجلة الشبكة)، إذ كانت الحرفية في العمل الصحفي بكافة فروعه مع الجانب الفني في الإخراج .. ربما انحاز كثيراً إلى هذه المجلة لأني أسهمت في الكتابة فيها، لكن الدافع الأساس هو أن هذه المجلة تشعرني بانتمائها إلى الوطن من دون انحيازات آيديولوجية او تحزبية، ففي كل أقسامها نجد ما يلامس تفاصيل الوطن بجغرافيته ومثقفيه ورياضييه وسياسييه .. ألف مبارك لذكرى تأسيس مجلة الوطن (شبكتنا) الإعلامية، وهي العلامة البارزة في الأثر الإعلامي العراقي منذ عقدين.”
خضير الزيدي: “حظيت مجلة الشبكة منذ زمن إصدارها الأول حتى هذه اللحظة بأهمية كبيرة لدى العديد من المثقفين العراقيين والأدباء العرب، وكان لمصادر تنوع مواضيعها وحساسيتها من حيث المنجز ما يدعونا إلى الاهتمام المتواصل بها، وفي كل مرة كانت تزداد بريقاً وتوهجاً ومعرفة، وذلك باعتمادها على تعدد الأسماء المثقفة التي تكتب الأعمدة والمقالات الثقافية والتحقيقية، بالإضافة لما ينجز من قبل كادرها من حوارات فنية وسياسية واجتماعية تخص مفاصل كثيرة في واقعنا الراهن.. مجلة الشبكة تحقق بخطواتها الواثقة أكثر من قراءة وأكثر من اهتمام، وكل ذلك إنما هو نتاج لأكثر من محرر عمل على إعادة برمجتها الصحفية من حيث الخبر والتحقيق والقيمة الثقافية، فكانت واحدة من المجلات التي نترقب صدورها لما تحمله من تغيير نتطلع إليه.”
باسم فرات: “في خضم مواقع التواصل الاجتماعي، فقدت معظم الصحف والمجلات هيبتها، ولاسيما أمام الجيل الجديد، لكننا، نحن الذين تربينا على اقتناء المجلات وقراءتها، حتى أن بعض هذه المجلات أسهمت في تكوين وعينا الثقافي والفني والفكري، مثل الأقلام والمورد والتراث الشعبي وآفاق عربية والطليعة الأدبية وألف باء وغيرها. إن استمرار مجلة في هذه الظروف بحد ذاتها إنجاز يستحق الإشادة، ومجلة الشبكة العراقية، تحمل ثقلاً كبيراً بوصفها تنتمي إلى تراث عراقي في صناعة المجلات، تجتهد في أن تكون ابنة بارة لهذا التراث وليست عالة عليه. في ذكرى تأسيسها السنوية، أتمنى أن يبقى الاهتمام بها قائماً، ليكون محفزاً قويّاً لهيأة تحريرها على العطاء والتفرد.”