مساهمات مميزة لمثقفي وفناني العراق في يوم النصر
علي الشيخ داغر
لم تكن لحظة إعلان النصر عام 2017 على المجاميع الإرهابية التكفيرية (داعش)، التي استباحت أرض العراق في غفلة من الزمن، لحظة عابرة، ففي مشهد مؤثر جمع ثلة من أبطال العراق من قواتنا المسلحة بجميع صنوفها وتشكيلاتها، جرى رفع علم العراق في مدينة الموصل المحررة، إيذاناً بانتهاء مرحلة عصيبة وبداية عصر جديد للبناء والإعمار وتوحيد اللحمة الوطنية العراقية وترسيخ هوية الأمة العراقية.
منذ اللحظات الأولى لسيطرة المجاميع التكفيرية على بعض المحافظات العراقية، بدأت الفعاليات الاجتماعية والثقافية والفنية المساهمة في تعزيز الروح القتالية لأبطالنا، ولم تكتف بذلك، بل أسهمت قولاً وفعلاً من خلال توجهها للجبهات وتقديم المساعدة لأبطالنا هناك، وتمكنوا من الوصول إلى الخطوط الأولى معلنين تأييدهم الثابت لوحدة العراق والوقوف ضد مخططات تمزيقه واستباحة أرضه.
كما أسهم المثقفون والفنانون بحملة إعلامية كبيرة، تمثلت بتصوير (أوبريتات) وأناشيد وطنية وأعمال مسرحية تغنت بحب العراق ودعم قواتنا الأمنية في معركة الحق ضد الباطل، فضلاً عن الخروج في تظاهرات عارمة تأييداً للحملة العسكرية لاستعادة سيادة العراق على كامل أرضه.
في الأعوام المظلمة على محافظاتنا التي سقطت بيد المتطرفين، كان موضوع التحرير الشغل الشاغل لجميع أبناء العراق، إذ لم تخل جلسة أو فعالية فنية وثقافية دون المرور على مجريات الحرب على (داعش)، وكيفية القضاء على هذا الفكر الظلامي المتطرف، عبر ندوات تثقيفية ومؤتمرات تشاورية أسهمت إلى حد بعيد في تعرية هذا الفكر الدخيل على نسيج المجتمع العراقي، وفضح ممارساته الإجرامية التي شهد عليها العالم، فكيف يمكن أن ننسى فاجعة سبايكر، والمقابر الجماعية، وسبي الإيزيديات، وتهجير المسيحيين، وعمليات الجلد العلنية، والتكفير لكل مختلف؟ ممارسات كشفت عهر هذه المجاميع الإرهابية التي ذهبت إلى مزبلة التأريخ.
كان يوم إعلان النصر الرسمي يوم فرح عظيم، شبيه بيوم سقوط الدكتاتورية عام 2003، إذ عمّت الأفراح جميع مدن العراق ابتهاجاً بهذا النصر، الذي لم يكن ليتحقق دون أبطال ضحوا بأرواحهم من أجل العراق، شهداء نستذكرهم على الدوام باعتبارهم أبطالاً أسطوريين، أبطال منحونا الأمل بقدرتنا على الانتصار للعراق أرضاً وشعباً، شهداء سكنوا، ومازالوا، في قلوب جميع العراقيين وسنبقى مدينين لهم إلى أبد الآبدين.
يؤمن مثقفو العراق وفنانوه أن الوقوف مع العراق في هذه المحن، ليس منّة منهم، بل إنه واجب وطني على كل مواطن، من أجل عدم التفريط بمستقبل العراق، العراق الذي نطمح أن يكون وطناً للجميع.