من ميسان إلــى الشارقـــة.. أميرة الجوري تستقر في كتب الأطفال الإماراتية

268

هند الصفار /

ذكرى لعيبي.. ابنة ميسان والبصرة، المولودة عام 1965، ساقها القدر للسفر الى الشارقة وهي تحمل أحلامها وقلمها، كي تكتب وتدون، حيث عملت في قيادة شرطة الشارقة قسم إدارة الإعلام والعلاقات العامة.تقول ذكرى: “حلمي كان أن أكتب وأن أرى أعمالي وهي تحلق في سماء الثقافتين العربية والعالمية، وأكثر ما كان يسعدني أنهم كانوا حين يروني يقولون: أهلاً بالعراق.”
أسهمت ذكرى في تأسيس (مشروع كتاب الطفل) لإثراء مكتبة الطفل العربي بنتاجات أدبية، وهو المشروع الأول من نوعه في الشرق الأوسط.
عن هذه التجربة تقول إن “هذا العمل تبنته مؤسسة أمنية شرطية في الشارقة، حيث قامت بطباعة ونشر نتاجات موظفيها من الكتّاب والمحررين فيما يخص ثقافة وتوعية الطفل، ومشاركة تلك المؤلفات في معارض الكتاب التي تقام دورياً.”
الأميرة جوري
حمل جليل خزعل البشرى الى ذكرى لعيبي حين أخبرها أن قصتها للأطفال (الأميرة جوري) قد تبوأت مكانها في كتاب (مهارات الكتابة الإبداعية / مساعد الطالب في الكتابة والإنشاء) ضمن منهاج وزارة التربية في العراق لعام 2020-2021.
عينا لعيبي لمعتا حين سمعت بالخبر، إذ كانت فرحة بأول خطوة لتحقيق حلمها الطفولي، حينها قالت: “السعادة في تحقيق أمنية من أمنياتنا تشعرنا بحقيقتنا التي تكمن فيما نفعله لأجل الآخرين.”
القلم المعطر في الإمارات
قصة اسمها (القلم المعطَّر) كتبتها ذكرى للأطفال، اختارتها لجنة التحكيم في إعداد المناهج في دولة الإمارات العربية لتكون ضمن منهاج الصف الأول الابتدائي فيها.
هذه المرة أخبرها صالح هويدي، عضو لجنة التحكيم في هذه اللجنة، الذي قال لها: “لقد فرحت كثيرا بقرار اللجنة لأنك ابنة بلدي.” تقول ذكرى: “لا أعلم كيف كان شعوري حينها وأنا ابنة العراق، حين يجري اختيار أحد نتاجاتي ضمن منهاج دولة عربية، هل هو الفخر والفرح؟ حينها شعرت أني سنونوة فوق غيمة تلوح بجناحيها لجميع الأطفال.”
تحمل ذكرى لعيبي شهادة البكالوريوس في الآداب ودبلوم تربية من معهد المعلمين المركزي في العراق. وتعتبر موهبة الكتابة لديها هبة من الله، وأنها وسيلة للهروب من حرب الذات الى حرب المدن والأوطان فتقول: “أكتب لأتخلص من حصار الروح الى حصار الجسد والبيت والفكر، لأحقق حلماً صغيراً نما بعد أول خاطرة نشرتها في صحيفة (الراصد) آنذاك.”
سالتها: متى تكتبين؟ فأجابت: “أكتب متى ماداهمني الصعق الشعوري الذي يضعني في لحظة مواجهة مع الوجع الأخضر، الكتابة ملجأ ألوذ به من دويّ الزيف والنفاق والأكاذيب.”
وعن إحساس الكتابة الذي يحتويها قالت: “أنا مؤمنة بأن كل ما هو مكتوب محسوب، حتى بعد وفاة الكاتب، ولهذا أكتب بإحساس الأنثى المقهورة، المرأة التي ضيعتها المدن، الصوت الذي أرادوا أن يخرسوه لكنه ارتفع، بإحساس القلوب والخواطر التي كسرتها مرارات الأيام، أكتب بإحساسي – أنا – ذكرى – الإنسانة والطفلة قبل أن أصبح كاتبة.”
تستهدف ذكرى لعيبي المرأة والطفل في كتاباتها، تعلل ذلك بقولها: إن “المرأة -بشكل عام- تعاني بصمت، وتحيط بها ظروف صعبة عبر مراحل حياتها، لذا تمثل حياتها منهلاً خصباً للكتابة، إذ أكتب بهدف تفكيك ألمها وعرض قيودها عبر الكلمات، لعلها تجد من يفكك تلك القيود.” وتضيف: “أما الطفل فسريرته بيضاء، وحين أكتب له وأخاطبه بحكايات من الخيال وعلى لسان الحيوانات والنباتات، وأحيانا الجمادات، فإن ذلك يدخلني في عالم من النقاء والبهجة، وأيضاً يشعرني بأنني مازلت قادرة على أن أصل الى مستوى تفكيره الذكي، وكأن الكتابة للطفل تعيد برمجة أفكاري من جديد.”
صدر لذكرى لعيبي العديد من النتاجات الأدبية، وقد تناولت أطروحتا ماجستير عراقيتان تلك النتاجات:
(الضيف) – مجموعة قصصية- 2004
(حب أخرس) – مجموعة قصصية- 2006
(للبحر حكايات –للأطفال)- 2013
(حكاية الطاووس والثعلب)
(شمس ورحلة الأمس)
(قصص ذكرى) – للأطفال- 2020
(خطى في الضباب) – رواية- 2020
(للخبز طعم آخر) – قصص- 2018
إضافة الى إصدارات وكتب مشتركة أخرى كثيرة وإنجازات وأمسيات شعرية وثقافية أقيمت لها.
كما احتضنت كلية التربية / جامعة البصرة رسالة ماجستير بعنوان (أدب ذكرى لعيبي – دراسة موضوعية)
وفي جامعة ميسان / كلية التربية الأساسية نوقشت رسالة ماجستير بعنوان (سيمياء الأهواء في الأعمال القصصية الكاملة – ذكرى لعيبي أنموذجاً).
وفي جامعة ديالى كانت هناك رسالة ماجستير تحت عنوان (دلاليات اللغة الشعرية وإيماءاتها الدلالية في دواوين ذكرى لعيبي- ديوان “بوح في خاصرة الغياب” أنموذجاً)
وآخر تكريم حظيت به الكاتبة جاء من دائرة الثقافة والإعلام / الشارقة ضمن إصدارات (كتاب الرافد) عن مؤلفها السردي: (رسائل حنين).