مهرجان فاس للموسيقى الروحية بنسخته الجديدة.. جسر للحوار الثقافي بين مختلف التوجهات الروحية

877

عبد الرزاق علي/

‎قال عبد الرفيع زويتن رئيس مؤسسة مهرجان فاس للموسيقى العالمية إن نسخة هذا العام ستنظم تحت شعار “معارف الأسلاف وتجديد مدينة فاس”، وستربط التراث الحر بالأصيل والذي ما تزال الروحانية فيه حجر الزاوية، وبالإبداع المعاصر بآفاقه الواعدة.

جاء ذلك خلال الندوة الصحفية التي عقدت في مدينة الدار البيضاء لتقديم أجندة المهرجان وتابعتها”الصباح”، مؤكدا ان الدورة 24 للمهرجان التي ستنطلق في الفترة بين 22 و30 من شهر حزيران المقبل ستعرف مشاركة موسيقيين ومنشدين قادمين من مختلف قارات العالم في برنامج يتسم بالثراء وستشكل نسخة هذا العام جسرا للانخراط في حوار ثقافي وروحي مشوق ومثير بين مختلف المشاركين.

‎عبد الرفيع زويتن رئيس مؤسسة المهرجان

‎رئيس المهرجان أضاف أن “الأجيال تعبر أمامك على مر القرون، لكن المدينة حافظت على استمرارية روحها، وذلك بفضل تشعبات التقاليد الثقافية المختلفة التي تشكل بوتقة تاريخ المغرب، وكذلك بكل ما له صلة بالصناعة الحرفية والتي تزدهر فيها مدينة فاس التي توحد النسيج الاجتماعي الذي تتألف منه المدينة. دورة هذه السنة، بحسب رئيس المهرجان، اختارت إسبانيا لتكون ضيفة شرف.

‎ويعد مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية ببرنامجه الموسيقي الثري وكذلك منتداه الذي عادة ما يشهد ندوات وحوارات يشارك فيها مختلف المتخصصين والمهتمين بالموسيقى، ويحظى المهرجان بمتابعة إعلامية واسعة، وهو جزء من التقاليد العلمية والفنية والروحية لمدينة فاس، ويحقق منذ انطلاقته نجاحات متوالية، حيث تم ترشيح المهرجان فى عام 2001 من قبل الأمم المتحدة كأحد المعالم التي تساهم في حوار الحضارات، كما تمكن من استقطاب فنانين ذوي شهرة عالمية من جميع الآفاق، ليتقاسموا انشغالات التقديم والبحث عن الروحانيات، ومن بينهم جون بايز، وباتي سميث، وباكو دي لوسيا، ورافي شانكار، ومن العرب صباح فخري، وكاظم الساهر، ومنير بشير، وأسماء لمنور، ووديع الصافي، وجوليا بطرس، وغيرهم العشرات.

‎من جانبه، اعتبر المدير الفني للمهرجان آلان ويبر أن هذا الحدث الثقافي أصبح موعدا سنويا للاحتفاء بالمقدس والقيم الإنسانية المشتركة، مبرزا أنه فرصة للجمع بين مختلف التقاليد الموسيقية عبر العالم، ومؤكدا أن المغرب نجح في الحفاظ على تراث عريق وغني، وفي ضمان استمراريته من جيل إلى جيل. وقال إن هذه الدورة تسعى إلى التعريف بالموروث الموسيقي والفني التقليدي وتثمينهما، وكذلك إبراز ثراء وتنوع مكونات هذا الموروث الأصيل. وتراهن هذه الدورة، بحسب المنظمين، على تقريب الجمهور من العلاقة القائمة بين الموسيقى، باعتبارها مكونا من المكونات الأساسية لثقافة التعايش والحوار، وبين التراث المادي كخزين حقيقي للتجارب والمهارات التي انتقلت عبر الأجيال، وتوارثتها الحضارات والثقافات المتوالية. وعلى مدى تسعة أيام من المهرجان، ستتمازج ايقاعات متنوعة تحمل تقاليد واعماق روح أفريقيا وصوفية الشرق وانشاد آسيا وتراث أميركا وإيقاعات غرب وشرق أوروبا.