“وتبقى نفوسكم أطهر من الفاسدين”

882

أحمد سميسم /

تحت عنوان (وتبقى نفوسكم أطهر من الفاسدين)، أقامت وزارة الثقافة والسياحة والآثار على قاعة دائرة الفنون التشكيلية في مركز الوزارة معرضاً تشكيلياً كبيراً عن حادثة غرق العبّارة الأليمة التي راح ضحيتها أكثر من 120 مواطناً من النساء والأطفال والرجال في منطقة غابات الموصل الذي تزامنت مع احتفالات عيد الربيع 21 آذار الماضي.
وضم المعرض أعمالاً فنية شملت لوحات زيتية وخزفية لأكثر من ١٠٠ فنان وفنانة من مختلف محافظات العراق، جسدوا فيها أحداث فاجعة عبّارة الموصل بأحاسيسهم الصادقة وألوانهم التي عبّرت عن انفعالاتهم وخلجاتهم وحزنهم لتلك الحادثة.
افتتح المعرض وزير الثقافة والسياحة والآثارالدكتور عبد الأمير الحمداني الذي أكد في كلمة له أن هذا المعرض يوثق فاجعة أليمة على قلوب العراقيين وثمة أمل يتجدد بأننا سنمضي في هذه الحياة عبر التشكيل والرسم، مبيناً أن هناك تكاتفاً وطنياً وموقفاً موحداً لإدانة هذا الحدث ومن تسبب فيه، ومن الجميل أن نرى العراقيين جميعاً قد تضامنوا واتحدوا للوقوف مع أهل الموصل لأنهم يستحقون الحياة الكريمة والعيش الرغيد.
وأضاف الحمداني: إن الفاجعة التي حدثت في الموصل كانت فاجعة إنسانية مؤلمة، ورغم ألمها فإن ثمة أملاً يتجدد في أننا نمضي بهذه الحياة، فضلاً عن إن وزارة الثقافة والسياحة والآثار ستبقى داعمة للمشاريع الثقافية والفنية في الموصل، لحين إزاحة المحنة عن هذه المدينة العزيزة.
من جانبه، أشار المدير العام لدائرة الفنون التشكيلية الدكتور علي عويد العبادي الى أن وزارة الثقافة احتضنت هذا المعرض، بمناسبة أربعينية شهداء عبّارة الموصل، الذي جسد الحادثة الأليمة التي تعرض لها الأبرياء نتيجة طمع الفاسدين، لذلك جاء عنوان المعرض منسجماً مع موضوعه، فهؤلاء الشهداء تبقى نفوسهم أطهر من طمع الفساد، وهو رسالة لإيصال الصرخة ضد الفاسدين بأن أرواح البشر هي القيمة العليا وأرقي من كل الأموال.
وبيّن العويد أن هناك نيّة لنقل هذا المعرض إلى باحة مجلس النواب العراقي لإيصال رسالة لكل المسؤولين العراقيين.
وحضر المعرض جمع كبير من الفنانين والفنانات ومتذوقي الفن التشكيلي، فضلاً عن عدد من الصحفيين والإعلاميين والقنوات الفضائية، لتوثيق هذا المعرض المتميز بلوحاته وأفكاره التي نالت إعجاب الحضور.
تجدر الأشارة الى أن حادثة غرق “عبارة الموصل” أثارت غضباً شعبياً ورسمياً وتعاطفاً دولياً، إذ وصفت بعثة الأمم المتحدة في العراق الحادث بـ(المأساة الرهيبة)، لاسيما وأن المأساة حصلت بعد مرور أقل من عامين على تحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش الإرهابي بعد معارك ضارية، وبعد أن عانى سكانها الويلات تحت حكم التنظيم الإرهابي طوال ثلاث سنوات، في حين قدمت دول عربية وأوربية تعازيها للعراق، وقد أعلن رئيس الوزراء العراقي الدكتورعادل عبد المهدي، حينها، الحداد ثلاثة أيام في عموم العراق ووقف الاحتفالات الرسمية بأعياد نوروز، فيما أوقد العراقيون في مدن مختلفة الشموع على ضفاف دجلة، وخرج شباب عند مصب نهر دجلة في البصرة بوقفة تضامنية، كما أُقيمت (صلاة الغائب) في مساجد العراق المختلفة على أرواح شهداء الحادثة.