وجه مشرق يجسد وحدة الثقافة العراقية
سمير ناصر/
وسائل جادة وخطوات حثيثة تؤكد اهتمام الجالية العراقية بالسويد، وبخاصة الشرائح الواعية والمثقفة منها، بأهمية الاندماج بالمجتمع السويدي… تلك هي الصروح الثقافية المبدعة المتمثلة بالمراكز والبيوت والمؤسسات والاتحادات والجمعيات والمنظمات والمنتديات الثقافية العراقية، التي تعمل على خلق وتهيئة الأجواء المناسبة للنخب المثقفة من الصحفيين والإعلاميين والفنانين والأدباء والشعراء ورجال الفكر والعلم،
لجذب واستقطاب هذه النخب والطاقات المتميزة والاستفادة من تجاربها وتنوع ثقافاتها ووضعها في خدمة المجتمعات في دولة السويد. لمّ شمل العراقيين
وللاطلاع على فعاليات ونشاطات هذه الصروح الثقافية العراقية في دولة السويد، زار مندوب “الشبكة” عدداً منها في مدينتي غوتنبيرغ ومالمو السويديتين، وكانت هناك بعض الأحاديث مع المسؤولين فيها الذين تحدثوا عن الدوافع والأهداف التي من أجلها تأسست هذه الصروح الثقافية… البدايات
مدير البيت الثقافي العراقي في مدينة غوتنبيرغ حمزة عبد يستذكر البدايات والنواة الحقيقية لتأسيس واحد من هذه الصروح العراقية الكبيرة والمهمة: في عام 1990 قررت مجموعة من العراقيين الموجودين في دولة السويد تأسيس تجمع عراقي باسم (النادي الثقافي الاجتماعي العراقي) ويهدف الى لم شمل العراقيين في السويد وتحقيق البرامج الثقافية لخدمة هذه الشرائح المثقفة والواعية، حيث انتمى الى هذا النادي عدد كبير من العراقيين ومن مختلف الأعمار والأجناس وأصبح تجمعاً واسعاً يعنى بالقضايا الاجتماعية والترفيهية، وقد تم تحقيق برنامجين هما البرنامج العراقي والبرنامج السويدي، ونستذكر من خلال البرنامج العراقي كل ما هو جديد من الثقافة والأدب والفنون والاهتمام بالمثقفين والأدباء وغيرهم، فيما يعد النادي مؤسسة سويدية في مجال الاندماج مع هذا المجتمع حتى تأسس البيت الثقافي العراقي عام 1992.
تبادل الخبرات والمعلومات
في جمعية أورت آرت العراقية في السويد يوجد عدد آخر من العراقيين المهتمين بالفنون بمختلف أنواعها وكذلك في مجال النشاطات الثقافية والأدبية والشعرية وغيرها، وقد تحدث رئيس الجمعية عبد الكريم السعدون عن فكرة تأسيس الجمعية وأبرز نشاطاتها قائلاً: تأسست الجمعية عام 2012 وتم الإعلان عن تسجيلها رسمياً، وهي تضم مجموعة من الفنانين والمثقفين العراقيين في السويد لغرض تنسيق نشاطهم وتوحيد جهودهم وتبادل الخبرات فيما بينهم لدعم وجود الجالية العراقية الكبيرة في المدينة، وإن أغلب الأعضاء هم من المتخصصين والدارسين في الكليات العراقية والسويدية والروسية في المجالات الفنية المختلفة، مؤكداً أن الهدف منها هو الاهتمام بنتاج الشرائح من أبناء الجالية، المرأة العراقية خاصة، والفنانين عموماً من خلال إقامة المعارض الفنية الشخصية والجماعية والنشاطات الثقافية الأخرى، وكذلك إقامة الندوات المتخصصة والتي تطرح فيها الموضوعات التي تهم الوسط الثقافي.
جائزة الثقافة لعام 2016
وأكد السعدون أن للجمعية نشاطاً آخر تميز في إقامة نشاطات فنية وورش عمل في دور كبار السن، وهذا العمل دشن ليكون تقليداً اجتماعياً في زيادة الاهتمام بكبار السن وابتكار أسباب رعايتهم عن طريق أعمال متخصصة وعن طريق الفن، وأوضح أن الجمعية حصدت جائزة الثقافة لعام 2016 وهي جائزة تمنحها لجنة تحكيم خاصة تتكون من عدد من المتخصصين بمختلف الاختصاصات من خلال متابعة النشاطات المتميزة التي تقام في المدينة بشكل خاص او المشاركات الجماعية، وتم تسليم جمعيتنا الجائزة خلال حفل كبير ضمن احتفالات المدينة بمهرجانها الثقافي السنوي وعلى المسرح الكبير. وقال كما تم مؤخراً افتتاح معرض تشكيلي لمجموعة من فناني جماعة ( أورت أرت ) من المقيمين في السويد ضم مجموعة من نتاجاتهم الجديدة في الرسم والنحت، وتضمن حفل الافتتاح عزفاً موسيقياً منفرداً على آلة العود، وبحضور جمهور غفير من الفنانين ومتذوقي الفن في المدينة.
خلق الظروف الملائمة للمثقفين
أما اتحاد جمعيات الفن والإعلام في مدينة مالمو السويدية والذي يعد من الصروح الثقافية العراقية المتميزة، فمن خلال سجله الحافل بالأنشطة والفعاليات أسهم بشكل كبير في تجسيد الواقع الفني والثقافي والإعلامي العراقي المشرق لخدمة أبناء الشعب العراقي في المهجر. وعن بعض هذه الأنشطة تحدثت الدكتورة أسيل العامري رئيسة الاتحاد ورئيسة تحرير مجلة ( ننار) قائلة: قبل عام ونيف أعلن عن انبثاق تجمع فني وإعلامي جديد أطلق عليه اتحاد جمعيات الفن والإعلام وانطلق في مدن متعددة من السويد ومنها العاصمة ستوكهولم ومروراً بمدن غوتنبيرغ وهالان ونورشوبنغ ومالمو وأوربرو وفالبي.