ياسين طه حافظ..شاعر الحُب ومترجمهُ

14

رسوم / علاء كاظم
علي السومري

شاعر ومترجم، ولد عام 1936 في بغداد، ودرس أولى مراحله في مدرسة الفضل، لينتقل فيما بعد إلى مدينة بعقوبة في محافظة ديالى التي أكمل فيها دراسته الابتدائية والثانوية.
عاد إلى بغداد الأم لإكمال دراسته الجامعية، إذ تخرج في جامعتها، بكلية التربية، قسم اللغات الأجنبية عام 1961.
بعقوبة وسحرها، وقصص وحكايات بغداد، مازالت حتى اللحظة منقوشة على حجر ذاكرته، ففي هاتين المدينتين رأى فجره الأول، وغروب الشمس على الحقول الندية، وعاش فيهما مغامرات وقصص حبه الأول.
كرّس الشاعر والمترجم ياسين طه حافظ حياته للأدب ومجالاته المختلفة، كما أنه يزاول الكتابة الصحفية حتى اللحظة في صحف عراقية وأجنبية، هذا المجال الذي دخله منذ عقود طويلة، وشغل فيه مناصب عدة، من بينها: سكرتير تحرير مجلة الطليعة الأدبية، ورئيس تحرير مجلة الثقافة الأجنبية منذ صدورها.
عاصر في حياته التغييرات التي طرأت على الشعر وتحولاته، من القصيدة العمودية إلى قصيدة التفعيلة (الشعر الحر)، وكتب النوعين، إلا أن أغلب النقاد يرون أن “تجربته هي الأقرب إلى معجم السيّاب والبيّاتي والملائكة، الذين صنعوا ريادة شعر التفعيلة.. وتمكن من أن يراكم تجربته الطويلة التي سار بها إلى جوار الأجيال التالية أيضاً، إلا أنه حافظ على مسافةٍ، تقصر حيناً وتمتدّ حيناً آخر، مع ما كان يستجدّ في ممارسات الكتابة الشعرية وتقنياتها.”
أصدر ياسين طه حافظ العديد من الدواوين الشعرية مثل، (الوحش والذاكرة)، (النشيد)، (عبد الله والدرويش)، (قصائد السيّدة الجميلة)، (في الخريف يطلق الحب صيحته)، (قصائد حب على جدار آشوري)، (مخاطبات الدرويش البغدادي)، و(حكمة البحر). كما ترجم العديد من الكتب، من بينها: (يوميات رامبرانت)، (قلعة المصائر المتقاطعة) و(السيد بالومار) لإيتالو كالفينو، (ولم يقل كلمة) لهاينريش بل، (العنف والنبوءة.. قصائد مختارة) لوليم بتلر ييتس، (بيكاسو) لجيرترود ستاين، (شعراء من الحرب العالمية الأولى)، و(القمم العالية)، وهي قصائد مختارة لعشرة شعراء من العالم.
وها نحن نلوح له من هنا، تلويحة محبة، لشاعر ومترجم ومُعلم نذر حياته للأدب وقيمهِ السامية.