2024.. عام الإنجازات الثقافية

44

زياد العاني

قطعت المؤسسات الثقافية العراقية الرسمية وغير الرسمية عام 2024 بنجاح ورقيّ وجمال، يمكننا القولُ إن العام 24 هو “عام الإنجازات الثقافية “، ذلك لما قدمته النخب الثقافية والأدبية من مهرجانات ومؤلفات ومعارض ومشاركات وإبداعات في جميع التخصصات، فضلاً عما تحقق من نشاطات دولية مهمة.

على الصعيد الحكومي، المتمثل بوزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، أعلن مؤخراً عن نتائج جائزة الإبداع، التي تمنح بشكل سنوي في حقول عدة. وأقيم حفل التكريم السنوي لمهرجان جائزة الإبداع العراقي في دورته التاسعة، على قاعة الشعب في باب المعظم، وهي من أقدم مسارح بغداد، بحضور نخبة من الفنانين والمثقفين والإعلاميين. إذ فاز السيد مجتبى المعن بالجائزة في مجال الدراسات اللسانية. أما جائزة القصة القصيرة فقد حصل عليها مناصفة كلٌ من إيمان المحمداوي وعبد الأمير المجر. في حين نال الشاعر حسن عبد راضي الجائزة الأولى في مجال الشعر. وفي مجال النحت حصل عليها النحات علوان العلواني. وفي فئة أدب الطفل (المسرح) فاز الكاتب محمد نعمة، فيما كرّم المهرجان الفنانة بشرى البستاني والفنان كرار نوري بجائزة شخصية الإبداع لهذا العام، مناصفة، إضافة إلى جوائز أخرى شملت مطاعم ومكاتب ومرافق سياحية وشيف.
أنشطة متميزة
أما النشاطات والفعاليات التي أقامتها تشكيلات وزارة الثقافة عموماً، فهي أنشطة متميزة وعديدة، ربما لا يمكن حصرها في هذه الأسطر القليلة، مثل دار الشؤون الثقافية التي كانت حريصة على المشاركة في جميع معارض الكتب التي أقيمت خلال العام بمطبوعات جديدة في شتى الاختصاصات الإبداعية لكتّاب عراقيين مهمين، ناهيك عن دار النشر الكردية ومديرية الفنون العامة، وهيئة السياحة والآثار، والمجمع العلمي العراقي، وبيت الحكمة، وغيرها، وما قاموا به من مؤتمرات وندوات وعروض ثقافية مختلفة.
ولا يفوتنا أن نذكر الجوائز الدولية التي حصل عليها بعض مثقفينا العراقيين المتميزين، فقد توج الكاتبان العراقيان علاء الجابر، وضياء جبيلي، بجائزة الرواية العربية التي أقامتها مؤسسة الحي الثقافي بقطر “كتارا” في دورتها العاشرة 2024. وجاء فوز الجبيلي ضمن حقل الرواية التأريخية غير المنشورة بالمركز الأول، عن روايته (السرد الدرّي في ما لم يروهِ الطبري – ثورة الزنج ) وفاز الجابر بفئة الشباب عن روايته (أرض البرتقال والزيتون).
كما فاز الشاعر والكاتب ياس السعيدي، بالمركز الأول بجائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي في دورتها الثانية عشرة في السودان عن روايته (معجم الأوجاع). وحصل ثلاثة مثقفين عراقيين على جوائز تكريمية مهمة في إسبانيا وإيطاليا وهم د. وليد صالح الخليفة، الذي حاز “جائزة صداقة “البيت العربي”، بمدريد، والروائي د. محسن الرملي الحاصل على (جائزة مجلس السفراء العرب في مدريد)، و د. عبد الهادي سعدون الذي قطف (جائزة التميز الأدبي في إيطاليا).
معارض الكتب
في حين كانت للنقابات والاتحادات والمؤسسات الأهلية حصة من هذه الفعاليات المميزة، إذ تعددت أنشطتها الثقافية والفنية، وتنافست فيما بينها، من أجل جذب الجمهور العراقي المثقف للاستمتاع بما تقدمه. منها معارض الكتب الدولية، وكان هذا العام حافلاً بثلاثة معارض مهمة، ففي شهر شباط افتتحت الدورة الرابعة من معرض العراق الدولي للكتاب، إذ كان من المقرر إقامتها العام الماضي، لكن جاءت متأخرة عن موعدها بسبب أحداث غزة، وزحفت إلى العام 24 وهي من تنظيم مؤسسة “المدى” للإعلام والثقافة والفنون بالتعاون مع اتحاد الأدباء والكتّاب في العراق، وشاركت فيها 400 دار للنشر، عراقية وعربية وأجنبية، من 20 دولة. وتلا هذا المعرض بعد منتصف العام 24 افتتاح الدورة الـ 25 لمعرض بغداد الدولي للكتاب تحت شعار “العراق يقرأ” بمشاركة 600 دار نشر محلية وعربية وأجنبية من نحو 20 دولة من بينها الإمارات (ضيف شرف) الدورة، علماً أن هذا المعرض سنوي ينظمه اتحاد الناشرين العراقيين.
أنا أقرأ
أما الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، الذي تنظمه مؤسسة المدى بشكل دوري، فقد أقيم في نهاية العام 24، الذي كان تحت شعار “من قلبي حروف لبيروت”، وتضمن المعرض مشاركة واسعة لدور النشر بأكثر من 350 دار نشر عربية وأجنبية، فضلاً عن دور النشر العراقية، ويذكر أن الافتتاح كان بحضور دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ونخبة من المثقفين العراقيين.
كما أقيم على حدائق شارع أبي نوّاس وسط بغداد، المهرجان السنوي الحادي عشر “أنا عراقي.. أنا أقرأ”، الذي تنظمه مبادرة “أنا عراقي أنا اقرأ” غير الربحية والثقافية، وشهد المهرجان إقبالاً واسعاً من مختلف فئات المجتمع العراقي، حيث لم يقتصر الحضور على سكان العاصمة فقط، بل حضر الكثير من محافظات أخرى وتم فيه توزيع 45 ألف كتاب مجاني .
مهرجانات ومؤتمرات
كذلك نظم اتحاد أدباء العراق في عام 2024، العديد من المؤتمرات والفعاليات والأنشطة الثقافية، إذ أقيم العديد من المهرجانات، منها مهرجان صلاح الدين الشعري، ومهرجان المربد35، ومهرجان أكيتو8، ومهرجان جواهريون، ومسابقة الأدباء الشباب5، ومهرجان تامرّا 4، ومهرجان أبي تمام للشعر العربي 6، ومهرجان كركوك الثقافي 2، ومهرجان الأنبار الشعري 1، ومهرجان الحلة الثقافي 1، ومهرجان كربلاء الشعري 2، ومهرجان الجواهري 15، ومهرجان الثقافة الكردية، ومهرجان بذار الشعر للأدباء الشباب 5.. إلى آخره. كما أقيمت مؤتمرات ثقافية مهمة، مثل مؤتمر السرد 5، دورة الكاتب باسم عبد الحميد حمودي، الذي أقيم في بغداد، ومؤتمر السرد1، دورة السارد سليمان البكري في ديالى، ومؤتمر منبر العقل عن الذكاء الاصطناعي، ومؤتمر النقد الثقافي والدراسات الثقافية، ومؤتمر نقد النقد، بغداد، وغيرها من الأنشطة الثقافية المهمة.