الطفل الأوسط الأكثر تعاطفاً في العائلة واستعداداً للحياة

1٬012

ترجمة: ثريا جواد /

نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية بحثاً عن «متلازمة الطفل الاوسط» في العائلة وما يعانيه جراء كونه الاوسط بين أخويه.
من المعتقدات الخاطئة أن يظن بعض الآباء أنهم إن فعلوا كل ما هو صواب، من وجهة نظرهم بالطبع، فإن الفطرة كفيلة ببث روح الأخوة والحب بين الأشقاء وأنهم سيحظون بالحب الأخوي الدافئ بصورة طبيعية. وهو تصور خاطئ بالطبع.

متلازمة الطفل الأوسط

لا يحظى الطفل الأوسط بالعناية اللازمة والمناسبة كما يحظى أخواه الأكبر والأصغر، بل يُعاني معظم الأطفال الذين يقعون في مركز الطفل الأوسط من الإهمال بين أفراد العائلة ليقعوا فريسة حالة اسمها “متلازمة الطفل الأوسط”.
يواجه الطفل في الغالب مشاعر الفراغ وعدم الكفاية والغيرة. وقد يعاني من التقليل من شأن نفسه ومن الانطواء الشديد، وقد يتطور الأمر إلى سلوك ذهاني. وتثير تلك المشاعر بيئة يجد نفسه فيها مضطرًا إلى التنافس للحصول على الاهتمام، إذ أنه من الطبيعي أن يشعر بانعدام الأمن والغيرة من الآخرين.

أعلى النموذج

كيفية مواجهة «متلازمة الطفل الأوسط»

في حين يبدو أنه من المستحيل التغلب تمامًا على جميع آثار هذه المتلازمة يجب اتخاذ بعض الخطوات الضرورية التي من شأنها إشعار الطفل بالاهتمام والقبول والأهمية في وسط العائلة:

ـ رتّبي موعداً خاصاً لك مع كل طفل من أطفالك، كأن تخرجي مع كل منهم على انفراد في نزهة مميزة وحدكما.

ـ استمعي أثناء مناقشات الأسرة إلى رأي طفلك الأوسط، استمعي لكل الآراء.

ـ تأكدي من أن كل طفل من أطفالك يعرف جيدًا كم تحبينه، وكم هو مميز وصاحب شخصية فريدة عن غيره من أشقائه. اغرسي حب الذات واحترامها واعلمي أنها قيمة كبيرة وخدمة جليلة تقدمينها لهم قبل أن يصلوا إلى مرحلة المراهقة.

النصف المليء من الكوب

وبالرغم من أن الابن الأوسط قد يعاني من الإهمال من قبل الوالدين ومن دراسات الباحثين التربويين والنفسيين أيضًا، إلا أنه يستفيد من هذا الأمر على المدى البعيد، فهو يتمتع بشخصية أكثر استقلالاً ويستطيع أن يفكر ويبدع “خارج الصندوق”، لأنه يحظى بأقل ضغوط للانصياع للأوامر الأبوية التربوية، وهو في ذلك يمتلك مشاعر ود جميلة، إذ يستطيع أن يصبح أكثر تعاطفًا. يتمتع الابن الأوسط بمهارات كبيرة في العمل الوظيفي إذ يستطيع أن يكون فردًا ممتازًا في فريق العمل ويتمتع بروح الفريق كما أنه شريك جيد.

ويحيا الابن الأوسط مستمتعًا بدوافع وحوافز رائعة، ربما أكثر مما يتصور غالبيتنا، إذ يرى معظم الأشخاص أولوية الطموح وأهمية الحوافز الإيجابية في حياة الإنسان.

يمتلك الابن الأوسط في الغالب مبادئ وقيم ومفاهيم تحركه مثل قيم العدالة أو نيل السلطة أو الهيبة، وغالبًا ما تُحركه أسباب اجتماعية. وعندما يبدأ مشروعه الخاص، يصبح من أعظم المبتكرين والقادة العظماء.

أسفل النموذج

أعلى النموذج

وحسب دراسة أسترالية، فإن الطفل الذي يأتي في الترتيب الأوسط يتمتع بخمس صفات مميزة، منها:
الابن الأكبر يرتكب الأخطاء، والأوسط يشاهدها بينما يكون الابن الصغير غير موجود أو ربما أصغر من أن يدركها. وبالتالي يتجنّب الأوسط الوقوع في الأخطاء نفسها من جديد.

الابن الأوسط يتعلّم كيف يتفاوض مع والديه، وفيما ينتحب الأكبر والأصغر من أجل تلبية طلباتهم، يجيد الابن الأوسط إقناعهم والتفاوض معهم بطريقته الخاصة.
يتعلّم مع الوقت كيفية علاج المشاكل وإرضاء الجميع مما يجعله في وقت لاحق من القادة العظام في الحياة.

من النادر أن يكون الطفل الأوسط شخصاً مغروراً أو أنانياً أو لديه تضخّم في الأنا.

الطفل الأوسط غالباً ما يكون مستقلاً أكثر من إخوته.