المراهقات والتكنولوجيا المتنقلة

642

ترجمة: ثريا جواد /

احتفل العالم خلال هذا الشهر باليوم العالمي للفتاة وهو احتفال أعلنته الأمم المتحدة في الحادي عشر من تشرين الاول عام 2012 من أجل حماية حقوق الفتيات في جميع أنحاء العالم وضمان حقوقهن في مختلف المجالات، مثل الحقوق القانونية والرعاية الصحية والحق في الزواج والتعليم ومنع زواج الأطفال والزواج المبكر.

الهواتف النقالة

كشفت الأبحاث والدراسات وهي أول دراسة متخصصة عالمية شاملة تدور حول الفتيات المراهقات والتكنولوجيا المتنقلة وركزت على العديد من البلدان وخصوصاً الدول النامية، ومنها الهند وتنزانيا وجنوب أفريقيا ونيجيريا وبنغلاديش وملاوي من بين دول أخرى، وصدر تقرير بعنوان (الفتيات الحقيقيات، الحياة الحقيقية المتصلة) الذي نفّذته المنظمة غير الحكومية Girl Effect ومؤسسة Vodafone Foundation إذ لاحظت الدراسة امتناع الفتيات في هذه الدول من استخدام التكنولوجيا والهواتف الذكية بسبب (المواقف الجنسية) والخوف من استخدام الهواتف المحمولة لأنها تؤدي إلى الاتصال بين (الذكور والأناث) وربما يؤدي إلى حدوث حالة حمل غير مرغوب فيه في نهاية المطاف بين الطرفين وقيام الآباء والأمهات بمنع الفتيات من خرق القواعد، تارة بالتوبيخ أو بالضرب وحتى بالزواج المبكر.

وصمة عار

العديد من الفتيات تعرضن للوصم بالعار لاستخدامهن التكنولوجيا المتنقلة ببساطة، وشملت الدراسة الجديدة 3000 شاب تتراوح أعمارهم بين 13 و 19 في 25 دولة معظمهم من الدول النامية، إذ وجدت الدراسة أن الأولاد على مستوى العالم أكثر عرضة بنسبة 1.5 مرة لامتلاك الهاتف الذكي مقارنة بالفتيات، لأن العار يحد بشكل كبير من وصول التكنولوجيا للفتيات وهذا يعني أن النساء أكثر عرضة للجوء إلى سلوكيات غير آمنة وسرّية في محاولة للوصول إلى التكنولوجيا.

فاسدات أخلاقياً

التقى مقدمو الدراسة بالكثير من الفتيات في بنغلاديش اللواتي ذكرن أن الناس في مجتمعاتهن ينظرون إليهن نظرة سلبية ويصفون الفتيات اللواتي يستخدمن الهواتف النقالة هن (فتيات سيئات)، ويقول الناس في نيجيريا إن الفتيات اللواتي لديهن هواتف ذكية (فاسدات أخلاقياً) حسب ما ذكره (زوي ديب) مدير الأدلة في Girl Effect (مؤسسة غير ربحية) الذي قال إن هذا الوصم والعار يدفع الفتيات إلى استخدام الهواتف الذكية سراً وهذا يعني أنه إذا واجهن أية مخاطر على الإنترنت أو تعرضن للمضايقة في وسائل التواصل الاجتماعي، فإنهن لا يعرفن أي شخص يلجأن اليه لمساعدتهن.
تقول إحدى الفتيات المشاركات في البحث وهي من الهند: إن الفتاة عندما تبلغ من العمر 15 سنة لن يُسمح لها بالخروج من منزلها ويتم ضربها وأخذ امتيازاتها التعليمية منها ويمكن أن يحدث هذا الامر حتى مع المتزوجات. والحال نفسه يتكرر مع فتيات من شمال نيجيريا حيث يتم ضربهن وإخراجهن من الصف وإخضاعهن إلى قيود ثقافية في حين نرى أن الأولاد لا يتلقون مثل تلك العقوبات.

منازل الأصدقاء

تحتفظ الفتيات عادة بالهواتف الذكية في منازل الأصدقاء وترتيب أوقات محددة ليمكن للأولاد الاتصال بهن. وخلصت الأبحاث إلى أن تكنولوجيا الهاتف المحمول تستخدم في كثير من الأحيان لتقييد حصول الفتيات على نفس التعليم والاتصال كنظرائهن من الذكور.

كما توصلت الدراسة إلى أن وصول الهواتف المحمولة للبنات في البلدان النامية أعلى من المتوقع وتصل إلى نسبة (44 %)، أكثر من نصفهن (52 %) يحصلن على هواتف ذكية من خلال الاقتراض من الآخرين.

إن الفتيات اللواتي لا يمتلكن هواتف ذكية يقُلن إنهن يتعرضن للخطر، بينما تقول الفتيات اللواتي يعرفن القراءة والكتابة إنهن سيحتفظن بها في أمان خارج المنازل.

واتس أب وفيسبوك

ركز البحث أيضاً على الفجوة الموجودة بين الجنسين وخاصة في مجال محو الأمية الرقمية في بلدان مثل نيجيريا وملاوي، ومن المرجح أن يستخدم الأولاد هاتفاً لمجموعة متنوعة، مختلفة الأنشطة أكثر من الفتيات كتطبيقات الواتس أب والفيسبوك والبحث في الإنترنت عن الأخبار أو إيجاد فرص العمل.

وفي تناقض صارخ، من الأرجح أن تقتصر الفتيات في هذه المواقع على استخدام الهواتف في المهام اليومية الأساسية التي تتطلب مستويات أقل من المعرفة التقنية مثل رنة هواتف والديهم أو استخدام الآلة الحاسبة، في حين أن الأولاد متحمسون لفرص الترفيه التي يوفرها الهاتف على العكس تماماً من الفتيات اللواتي لا يعرفن كيفية استخدام فيسبوك أو واتس آب.

يدعو البحث أيضاً إلى مجتمعات التطوير والتقنية للتأكد من تصميم منتجات وخدمات المحمول التي تلبي متطلبات الفتيات الضعيفات. وقالت كيشا بيرتمان، المديرة الفنية للبحوث الرقمية في مؤسسة Girl Effect، إن عدم تكافؤ الفرص في مجال التكنولوجيا هو مجال متنام من الأبحاث، لكن الفتيات عادة ما يتم تصنيفهن ضمن الفئة الأوسع من النساء اللواتي لديهن تحديات فريدة. وكشفت الدراسة عن واقع الفتيات ومكانتهن في الجزء الخلفي من الصف عندما يتعلق الأمر بالوصول إلى الهاتف المحمول.