طفولتك السعيدة.. سبيلك لصحة أفضل في مرحلة البلوغ

1٬091

كريسي سيكستون _ ترجمة: آلاء فائق /

أفادت دراسة جديدة نشرتها جمعية علم النفس الأميركية أن ذكريات الطفولة الإيجابية هي عصاك السحرية لحياة زاخرة بالصحة في وقت لاحق من حياتك. فقد وجد الباحثون أن الأفراد الذين باستطاعتهم استرجاع ذكريات طفولتهم المفعمة بمحبة ودلال والديهم، خصوصاً من تمتع منهم بأواصر متينة مع آبائهم سيكونون اقل عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة وأقل اكتئاباً لدى سن البلوغ.
يقول د. ويليام شوبك، مؤلف الدراسة الرئيسي ومحاضر بجامعة ميشيغان الأميركية: “نحن نعلم أن الذاكرة تلعب دوراً كبيراً بكيفية فهمنا لعالمنا، كما تساعدنا بكيفه تنظيم تجاربنا السابقة وعلى كيفية تصرفاتنا مستقبلا.”
ونتيجة لذلك، فهناك العديد من الطرق التي يمكن أن توجهنا بها ذكرياتنا السابقة، يقول شوبك: “لقد وجدنا أن الذكريات الهانئة لها تأثير إيجابي على الصحة والرفاهية والسعادة، ربما من خلال الوسائل التي تقلل من الإجهاد أو تلك التي تساعدنا على الحفاظ على خيارات صحية افضل بالحياة.”
يوضح د. شوبان أن جمعية علم النفس الأميركية قد أثبتت سابقاً وجود صلة بين الذكريات الإيجابية والتمتع بصحة جيدة في مرحلة الشباب، بما في ذلك بناء وترسيخ علاقات شخصية رفيعة المستوى، تراجع معدل تعاطي المخدرات، انخفاض الاكتئاب وهبوط المشاكل الصحية، كما استفاض الباحثون بتحرّيهم عن العلاقة بين البالغين الأكبر سناً.
استخدم الفريق بيانات من مسحين أجريا ضمن نطاق الولايات الأميركية مع ما مجموعه أكثر من 22 ألف مشارك. شملت عمليات المسح أسئلة حول مفاهيم المحبة الأبوية، الصحة العامة، الأمراض المزمنة وأعراض الاكتئاب.
وجد القائمون على الدراسة أن المشاركين في كلتا المجموعتين، خصوصا الذين غمرتهم امهاتهم بمستويات أعلى من العاطفة والمودة بمرحلة الطفولة المبكرة قد تمتعوا بصحة بدنية أفضل وكانوا أقل عرضة للاكتئاب في وقت لاحق من حياتهم. كما أفاد المشاركون الذين دعمهم آباؤهم معنويا انهم كانوا اقل عرضة للاكتئاب في مرحلة الشباب.
قال د. شوبان: “كانت النتيجة الأكثر إثارة للدهشة أننا اعتقدنا أن الآثار ستتلاشى بمرور الزمن لأن المشاركين كانوا يحاولون تذكر الأشياء التي حدثت في بعض الأحيان قبل أكثر من 50 عاما”، مضيفا “قد يتوقع المرء أن تأثير ذكريات الطفولة يقل أهمية مع مرور الوقت، لكن هذه الذكريات لا تزال تتنبأ بصحة جسدية وعقلية أفضل عندما يكون الناس في منتصف العمر وكباراً بالسن”.

نشرت هذه الدراسة بمجلة هيلث سيكولوجي.