هل تسبب حبوب منع الحمل البدانة؟

871

بقلم: زاريا غورفيت – إعداد: ثريا جواد /

كثيرات يعتقدن أن حبوب منع الحمل تؤدي بهن إلى زيادة الوزن، فقد توصل باحثون إلى أن تلك الحبوب يمكن أن تغير شكل الجسم وكيفية تخزينه للدهون بصور غير متوقعة. وزيادة الوزن هي الشكوى الأكثر شيوعاً بين النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل من النوع المركب، وهو النوع الأكثر انتشاراً والمعروف باحتوائه على هرموني الإيستروجين والبروجيستيرون المصنعين معملياً.

تعتقد (ماريا غالو) متخصصة الغدد الصماء بجامعة ولاية أوهايو أن ظننا بوجود صلة بين الحبة وزيادة الوزن مرجعه نوع من الإيحاء، تعزيه إلى قدرة البشر على إيجاد علاقات بين الأشياء حولهم حتى مع انعدام ذلك؛ في ظاهرة يطلق عليها (الأبوفينيا) أو (الاستسقاط) ومن أمثلتها رؤية وجوه في السحب مثلا أو محاولة إيجاد علاقة بين تسلسل الأرقام السابقة الفائزة في اليانصيب.

لم يقف الباحثون على أدلة تؤكد أن حبوب منع الحمل تسبب زيادة الوزن، لكن وجدوا أنها قد تغيّر من شكل جسم المرأة ونسبة الدهون فيه. وفي حالة حبوب منع الحمل، تشير غالو إلى أن الشخص العادي يزداد وزنه في المتوسط بواقع رطل (نصف كيلوغرام) أو ما يزيد قليلاً كل عام لأغلب سني عمره ما بعد البلوغ، وهو ما يصادف الفترة التي تبدأ فيها أغلب النساء باستخدام وسائل منع الحمل. ورغم أن أبحاثاً واسعة لم تجد صلة بين حبوب منع الحمل وزيادة الوزن، فقد وجِد أنها قد تغير شكل جسد المرأة وتركيبه. ويرجع ذلك لثلاثة أسباب رئيسية، ويتعلق بالعضلات، وبالاحتفاظ بالسوائل، وبالدهون.

تجارب على الأعضاء

في عام 2009 أخضع ستيفن ريتشمان، المتخصص في أثر التمرينات الرياضية على وظائف الأعضاء بجامعة تكساس (إيه آند إم)، مجموعة من الرجال والنساء لعشرة أسابيع من تمارين المقاومة المتمثلة في رفع الأثقال وغيرها من التمارين الصعبة، ثم قيست عضلات المشاركين لمعرفة ما إذا كانت قد كبرت. وأثناء تحليل النتائج، اكتشف الباحثون أن المشاركات اللواتي كن يتناولن حبوب منع الحمل نمت لديهن العضلات بنسبة 40 في المئة أقل من اللاتي لم يتناولنها، ومن ثم أدرك ريتشمان أن ثمة أثراً كبيراً للحبوب في هذا الجانب.

التأثيرات الخفية للدهون

ربما تغيّر حبوب منع الحمل أجساد النساء بشكل آخر بخلاف أثرها على العضلات، فربما كان لها تأثيرات أخرى خفية على الدهون، وبالأخص أماكن تخزينها في جسم المرأة وينتج القوام المعروف للمرأة مع تجاوب الأنسجة الدهنية المختلفة بأشكال مختلفة مع الهرمونات، فمثلاً أنسجة الدهون تحت الجلد، والتي تظهر في الأرداف والصدر، تحتوي على الكثير من مستقبِلات الإيستروجين.

الشعور بالانتفاخ

وأخيراً، هناك الشكوى التي تخشاها كل النساء من تناول تلك الحبة، وهو الشعور العام بالانتفاخ وهذا الشعور البغيض يحدث لأن الإيستروجين يؤثر أيضاً على الطريقة التي يقوم بها الجسم بتمثيل الماء عبر التأثير على إنتاج بروتينات معينة في الكلى، والمحصلة النهائية هي احتفاظ الجسم بسوائل أكثر من المعتاد تتسرب لاحقاً إلى الخلايا الدهنية فتجعلها تنتفخ. وبسبب أن المرأة تخزن دهوناً أكثر في الثديين ومنطقة الحوض والأرداف، فإن تلك المناطق تتضخم

أكثر من غيرها.

ومعروف أن حبوب منع الحمل تزيد من احتمال إصابة النساء بفارق ضئيل بسرطان الثدي، سواء خلال المداومة على تناولها أو بعد عشر سنوات من التوقف عن تناولها.

ورغم الآثار البسيطة التي تتركها حبوب منع الحمل على النساء، ترى الملايين منهن أن الأمر يستحق، كما قالت إحدى مستخدمات موقع «ريديت» إنه لا توجد أية وسيلة لمنع الحمل يمكنها أن تؤدي لزيادة وزن ما بين 11 و 15 كيلوغراماً على مدار تسعة أشهر.

BBC