جامع الحاج المرحوم جليل خليل الخياط في أربيل.. تحفة معمارية على الطراز العثماني

3٬730

عامر جليل ابراهيم /

بناء مصمم على الطراز القديم ممتزجاً بالطراز الحديث، أضحى أحد معالم أربيل البارزة. يتألف من 63 قبة وهو عمر الرسول الأعظم (ص)، إنه مسجد المرحوم جليل الخياط.

مجلة “الشبكة العراقية”، وفي سعيها للتعريف بحاضر مدن جنوب العراق وشماله، زارت المسجد وخرجت بهذه الحصيلة من المعلومات:

بناء الجامع

الحاج عبد الفتاح محمد أمين الذي سرد لنا ما يملكه من المعلومات التي تخص هذا الجامع الكبير: إنه جامع المرحوم الحاج جليل خليل الخياط والذي كان أحد أثرياء المدينة. والمسجد يقع في شارع الستين في اربيل- اقليم كردستان العراق- ويعد معلَماً أساسياً لهذه المدينة وواحداً من أهم أربعة جوامع في الشرق الأوسط من حيث مساحة الأرض والبناء المعماري وكثرة قبابه ومناراته. استغرق بناء الجامع عشر سنوات، وسمي باسم صاحبه الشيخ جليل الخياط الذي شيده على نفقته الخاصة في العام 1997م وانتهى البناء وافتتح للصلاة عام 2007م. أنيطت إدارة الجامع الى أولاد الشيخ جليل الذي توفي قبل افتتاح الجامع بقليل. يقول الحاج عبد الفتاح: عندما كنا نسأل المرحوم الخياط عن تكلفة بناء الجامع والمبلغ الإجمالي قبل وفاته كان يجيبهم: لم احسب ولا أريد أن اعرف كم صرفت، أخاف أن تقول لي نفسي كفى صرفاً على هذا الجامع، لهذا لم ولن أحسب. وكان الحساب مفتوحاً.

تصميم المسجد

الجامع متعدد القباب التي ميزته عن بقية الجوامع الاخرى، ففيه (63) قبة جسدت عدد سني عمر الرسول محمد (ص). يستدرك امين بالقول: كان المرحوم مولعاً بالجوامع العثمانية المتعددة المآذن والقباب، فكان هذا الصرح المعماري نتاج حبه لهكذا العمارة والطراز التركي الذي يعتمد على القباب، ونشاهده في جوامع اسطنبول وانقرة والمدن التركية وكذلك الجوامع الفاطمية والعباسية. والمرحوم أحب هذا الطراز كثيرا ولهذا قرر ان يبني هذا الجامع بهذا الشكل.

وفود إسلامية

ويقول امين إن وفوداً كثيرة مسلمة ومن اقطار عدة زارت هذا الجامع لما له من طراز فريد يميزه عن جوامع العراق كافة، ويؤكد أن خطبة الجمعة تتلى فيه باللغتين العربية والكردية.

اما المواد الإنشائية التي استخدمت في بناء الجامع فقد كان جزء منها محلياً والآخر كالأبواب والزجاج والمصابيح تم استيرادها من ايطاليا وسويسرا وغيرها. وكانت لتركيا الحصة الأكبر في البناء.

اما الزخارف الإسلامية والأنماط الزهرية فهي نتاج جهد كبار فناني الزخرفة الذين جيء بهم من مصر والمغرب لإتقانهم هذا الفن واحترافهم للنقوش الإسلامية الفريدة.

يتكون الجامع من حرم كبير يتسع لأكثر من ألفي مصلٍ، لا يفتح الا في أوقات الجمع وصلاة العيدين والمناسبات الدينية، ويضم حرماً آخر أصغر منه يستخدم للصلوات الخمس فضلاً عن مصلى للنساء وقاعة لإقامة معارض الكتب والخط العربي.

مساحة المسجد

تبلغ مساحة المسجد الاجمالية نحو (15,000) متر مربع وهو ذو مئذنتين يبلغ ارتفاع الواحدة منها 73 متراً، اما القبة الوسطية فيبلغ ارتفاعها 45 متراً.
واضافة الى ذلك هنالك عدة غرف تستخدم للادارة والحرس ولخدم المسجد تضاف اليها الملحقات من الحديقة والنافورة وموقف السيارات.

بيوت الله

إنها بيوت الله التي يرفع فيها اسمه وتركع فيها الأجساد وتسجد فيها القلوب إلى الله الواحد القهار. ولأنها بنيت لله فقد ابدع فيها الصانعون، ومن هذا المنطلق ادرك صانعو الفن ان المسجد خير مكان لإبراز الفن والعبقرية والإبداع فانصبّت جهودهم واهتمامهم على ذالك للفوز برضوان الله تعالى.

ومالكو المال الذين ينفقون أموالهم في سبيل بناء وتعمير وتجميل بيوت الله، وبالتالي التقى اصحاب المال والفن في البناء للوصول الى المرتبة الأفضل وهي اعلى سلم الجمال في بناء المساجد.