مخاوف من حرب عالمية بسبب “الروبوتات القاتلة”
بغداد/ “الشبكة العراقية”/
الروبوتات القاتلة، مصطلح يثير الكثير من المخاوف والجدل في العالم، فهو يشير إلى إمكانية استخدام التكنولوجيا في صناعة الأسلحة والطائرات بدون طيار والروبوتات المسلحة الذاتية القرار. يعتبر النقاش حول هذا الموضوع أمراً مهماً،
جدل كبير يتناول العديد من الجوانب الأخلاقية والسياسية والستراتيجية التي تتعلق بتطوير واستخدام هذه التقنيات. إذ تحظى الروبوتات القاتلة بميزات فريدة تجعلها موضع اهتمام الدول والجيوش حول العالم. فهي تمتلك قدرة على العمل في بيئات خطرة دون تعريض الجنود للخطر، وتستطيع تنفيذ المهام بشكل أكثر دقة وفعالية من البشر. ومع ذلك، يثير استخدام الروبوتات القاتلة بعض المخاوف بشأن الأخلاق والقانون الدولي، وهو ما يجعل النقاش حول هذا الموضوع مهماً للغاية. أحد أكبر المخاوف العالمية بشأن الروبوتات القاتلة هو احتمال استخدامها في حروب دولية بشكل مفرط أو غير مسؤول، ما قد يؤدي إلى زيادة حدة التصعيد وتفاقم النزاعات. فمع تقدم التكنولوجيا، يصبح من السهل على الدول تطوير واستخدام هذه الأسلحة دون مراعاة الآثار الإنسانية والستراتيجية الكامنة وراءها.
مشكلات أخلاقية
يحذر (كلود شانون)، أحد رواد العصر الرقمي الذي اخترع بعض مفاهيمه الأساسية عن الروبوتات والتأصيل الآلاتي، من أن تقوم تلك المفاهيم على احتمالية أن تشكل الأنظمة الروبوتية خطراً خارج حدود السيطرة البشرية وخلق مجتمع تكون للبشر فيه مكانة اجتماعية منخفضة مع انتهاء التفوق البشري بطرق جوهرية، وهذا ما يؤدي إلى مشكلات أخلاقية واجتماعية واقتصادية خطرة للبشرية بطرق مارقة غير قابلة للتوقع.
الأمن والسياسة
وهنا نبهت (جو آن أورافيك)، الأستاذة في كلية الأعمال والاقتصاد بجامعة ويسكونسن في قسم تكنولوجيا المعلومات، إلى احتمالات حدوث “تمرد ضد الروبوتات” من حكومات وشعوب كنوع من “الغضب ضد الآلة”. ففي المستقبل القريب، ستثير تلك الظواهر جدالات واسعة إلى جانب أشكال مختلفة من الجدالات الأخلاقية المعتادة عن التنمر والتلاعب وسوء المعاملة بين البشر. هذا ما أشار إليه قديماً عالم النفس (إريك فروم) في كتابه (المجتمع العاقل)، عن مخاطر تحول الأفراد نحو الاعتماد غير العاقل على الروبوتات، مقارناً هذه المكانة بمثيلات العبيد البشريين للآلة. قد يبدو مصطلح (عبيد الآلة) قاسياً بعض الشيء، لكنه غالباً ما يبدو مناسباً لتوصيف كيفية تأثير الروبوتات وهيمنة الذكاء الاصطناعي على المجتمعات الحديثة من حيث القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية، وكذلك الحياة اليومية الإنسانية وما تفرضه من مخاطر وهلاك للمستقبل البشري. إذ تكشف الطريقة التي ننظر بها إلى الروبوتات والذكاء الاصطناعي ودمجها في مجتمعاتنا الكثير عن أنفسنا كبشر متعطشين للمزيد من القدرات العقلية والجسدية الماورائية للحدود البشرية العادية.
بالإضافة إلى ذلك، تثير الروبوتات القاتلة مخاوف بشأن فقدان السيطرة عليها، بحيث أن بعض الناس يشيرون إلى خطورة أن تتخذ هذه الروبوتات قرارات مستقلة بدون تدخل بشري. هذا السينار يو قد يؤدي إلى حوادث غير مرغوب فيها أو إلى استخدام الأسلحة بطرق غير متوقعة أو غير مقصودة. جدير بالذكر أن هناك دعوات متزايدة لتنظيم دولي يحد من تطوير واستخدام الروبوتات القاتلة. يعتبر بعض الناس أن الإجراءات التنظيمية يمكن أن تساعد في منع التصعيد غير المسؤول وتقليل المخاطر الإنسانية والسياسية.
في الختام، يتضح أن الروبوتات القاتلة تثير العديد من المخاوف العالمية، وهو ما يجعل النقاش حول استخدامها أمراً حيوياً. كما يتعين على المجتمع الدولي تبني إطار تنظيمي قوي وفعال للتعامل مع هذه التحديات وضمان أن تظل التكنولوجيا تخدم السلام والأمن العالميين.