أسعار تذاكر دخول الملاعب.. نار..نار ..نار!

605

أحمد رحيم نعمة/

يتفق معي الكثير من المشجعين والمحبين للكرة العراقية حول الأسعار غير المعقولة لتذاكر الدخول إلى ملاعب كرة القدم، ولاسيما تذاكر المباريات المهمة التي تجمع الأندية الجماهيرية، أو مباريات المنتخبات الوطنية العراقية. فعلى سبيل المثال في بطولة الخليج التي أقيمت في البصرة، وصل سعر بطاقة الدخول للملعب إلى ورقة (100 دولار)!!
فيما كان سعر البطاقة في مباريات المنتخب الأولمبي العراقي 10 آلاف دينار. وبعد عزوف الجماهير الكروية عن دخول الملعب، قرر اتحاد الكرة بيع التذاكر بــ5 آلاف دينار، ثم تعود لترتفع إلى 10 آلاف دينار في مباراة القوة الجوية والزوراء. عن سبب ارتفاع أسعار التذاكر في المباريات المهمة وأمور أخرى، حدثنا العديد من المعنيين بالشأن الرياضي والصحفيين والمشجعين، وكانت البداية مع المدرب جابر محمد الذي تحدث قائلاً:
الجماهير سبب نجاح أية بطولة
“شيء غريب يتبعه اتحاد الكرة العراقي في زيادة أسعار تذاكر الدخول الى الملاعب، نحن نعلم جيداً أن الاتحاد يسلم الملعب إلى متعهد، أي أنه (يقبض) الصك، ويبقى المتعهد حسب مزاجه في زيادة أسعار التذاكر من أجل الربح! وهذا الشيء وارد، فالجميع يبحثون عن الربح، لكن ممن يأتي هذا الربح!! بالتأكيد إنه من المشجعين الذين يتقاضى أكثرهم في اليوم 10 آلاف دينار من أجل أن يتابعوا الفريق الذي يشجعونه، إذ يقف هذا المحب للكرة عاجزاً أمام هذا المبلغ الكبير. وفي مباريات بطولة غرب آسيا التي ضيفها ملعبا كربلاء والمدينة، كان سعر بطاقة الدخول 10 آلاف دينار، تراجع الاتحاد بعدها ليخفف السعر إلى 5 آلاف دينار، فالمتابعون والمشجعون هم من يعطون نكهة خاصة للمباريات، فقد نجحت بطولة الخليج بمؤازرة الجماهير الكروية، كذلك في بطولة غرب آسيا، إذ كانت الجماهير السبب الرئيس في نجاح البطولة. لا ندري لماذا يقع العبء الكبير دائماً على المواطن البسيط الذي يريد أن يشجع فريقه، أو المحب الساعي إلى مؤازرة المنتخب. لماذا لا تضع الوزارة (تسعيرة) خاصة معقولة لدخول الملاعب وبأقل كلفة، لأن الذي يدخل الملعب هو المشجع البسيط الذي يعمل من أجل قوت يومه.”
يقتطعون من أرزاق عوائلهم من أجل دخول الملعب
فيما قال الصحفي نعيم حاجم : “الوسط الرياضي برمته يعلم جيداً أن الملاعب إذا خلت من الجماهير الرياضية فإن الكرة تكون في حالة غثيان نتيجة عدم وجود الجماهير، وإذا امتلأت المدرجات بالمشجعين يكون الكلام غير ذلك، لكن عندما يجبر الجمهور على دفع مبلغ كبير من أجل الدخول إلى الملعب، فإن هذا الأمر يحتاج إلى وقفة! فالإعلاميون يدخلون الملعب مجاناً، ونفس الشيء بالنسبة لأهل الاتحاد الكروي، فهم أيضاً يدخلون مجاناً، ومتعهد الملعب و (كرايبه) يدخلون الملعب مجاناً، ولا يبقى سوى المحبين للكرة العراقية هم الذين يشترون بطاقات الدخول، على الرغم من أن أسعارها (نار)! حتى أن بعض المشجعين يقتطعون من أرزاق عائلاتهم من أجل حضور المباريات. وقد شاهدنا بأم أعيننا جمهوراً كبيراً من المشجعين يقفون أمام بوابات الدخول، لكنهم لا يملكون إلا مبالغ قليلة، أي أنهم ليس باستطاعتهم دفع مبلغ 10 آلاف دينار. نتمنى أن يكون سعر دخول الملعب مناسباً، لأن جماهيرنا الرياضية محبة لكرة القدم، ولابد من وضع حد لزيادة سعر بطاقة الدخول.”
لولا الجماهير لما كانت هناك كرة قدم
أما المشجع الزورائي محمد علي فقال: “هناك حقيقة لابد من ذكرها، هي أن مباريات كرة القدم أصبحت تجارة مربحة بالنسبة للقائمين عليها، إذ إن الجميع (مستفيدون)، من اتحاد الكرة العراقي إلى المتعهد إلخ إلخ! ويبقى المشجع الفقير الحال في حيرة من أمره بسبب ارتفاع سعر تذاكر الدخول إلى الملعب، من أجل تشجيع المنتخب العراقي أو النادي الذي يشجعه، لقد دفعنا 10 آلاف دينار من أجل دخول الملعب لمتابعة المباريات الجماهيرية، لكننا وجدنا كراسي الملعب مكسرة! أما الحمّامات في الملاعب فحدث ولا حرج، إذن لماذا هذا السعر الكبير! الجماهير تأتي إلى الملعب وتقطع الطريق مشياً لمسافة كبيرة في هذا الحر، وعندما تدخل الملعب تواجه المنغصات، وهي كثيرة، في مقدمتها الكراسي المليئة بالأتربة، أما الحمّامات فهي بدون ماء في غالبية ملاعبنا! في بلدان الخليج (كما حدثني أحد المشجعين) تكون تذاكر دخول الملعب لمتابعة المباريات رمزية أو مجانية في أكثر الأوقات من أجل ملء المدرجات بالمشجعين، ذلك لأن المشجعين هم ملح مباريات كرة القدم، ولولاهم لما كانت هناك كرة قدم.”
الدخول مجاناً
كما تحدث اللاعب الدولي السابق علي كريم قائلاً: “في السابق كانت مدرجات ملعب الشعب تكتظ بالجماهير الكروية، وكان سعر بطاقة الدخول (ربع دينار)! ولغاية الآن أتذكر في المباريات المهمة الدولية كان الدخول مجاناً من أجل تشجيع المنتخب العراقي، أما اليوم فقد اختلف الحال من حيث السعر المبالغ فيه لبطاقة الدخول إلى الملعب، لكن من يدفع هذا المبلغ العالي؟ إنه المشجع الفقير مادياً، الذي يريد إما تشجيع المنتخب الوطني، أو النادي الذي يحبه، في كثير من البلدان عندما تكون البطولة قوية تأمر الدولة بدخول المشجعين مجاناً، بينما نحن نرفع أسعار التذاكر لمصالح خاصة، الجميع يستفيد، الاتحاد والمتعهد وووو، شاهدنا ذلك في بطولة الخليج في البصرة عندما وصلت تكلفة شراء البطاقة إلى سعر غير معقول، نتمنى أن يكون أعلى حد لسعر بطاقة الدخول ألفين أو 5 آلاف دينار، لأن المحب للمنتخب أو النادي إنما يأتي لتشجيع العراق، لكن من يسمع كلامنا؟ إذ إن الجميع يريدون الاستفادة فقط.”