أول سيدة تشرف على تدريب فريق كرة سلة للرجال! د.هدى حميد: الاتحاد لا يدعم الأندية

628

حوار/ أميرة الزبيدي /

من اللاعبات السابقات اللاتي مثلن المنتخب الوطني العراقي النسوي لكرة السلة، إذ لعبت مع المنتخب النسوي منذ عام 1987 ولغاية عام 1999، شاركت في أكثر من بطولة عربية، وبعد اعتزالها اللعب اتجهت نحو التدريب، وهي تشرف –الآن- على تدريب فريق نادي (بلادي) لكرة السلة..
إنها المدربة والنجمة السلوية السابقة د. هدى حميد، التي التقتها “الشبكة” في هذا الحوار:
* متى مارست كرة السلة؟
ـ في بداية حياتي الرياضية لعبت مع العديد من الأندية العراقية، من بينها نادي الطلبة، الذي حققت معه الفوز خمس مرات متتاليات في بطولة الدوري العراقي السلوي، بعدها لعبت لنادي الزوراء من 1992 ولغاية 1999 وحصلنا على لقب الدوري ثلاث مرات، كما مثلت المنتخب الوطني في العديد من البطولات كانت آخرها بطولة غربي آسيا عام 1999 قبل اعتزالي بمدة قصيرة.
*بعد الاعتزال.. أين كان اتجاهك؟
_في 2000 و2001 تركت اللعب، وحصلت على الدكتوراه في عام 2003 ، والآن أمارس التدريس في كلية التربية جامعة بغداد في الجادرية، كما أني حاصله على لقب الأستاذية (بروفسور)، وحالياً أفكر في أن أؤسس فريقاً لكرة السلة.
*لماذا لم تشرفي على فريق نسوي؟
ــ في البداية كنت أطمح أن أدرب فريقاً نسوياً، لكن –حالياً- الوقت لا يساعد على تدريب البنات، لأن اتجاه الفتيات إلى الرياضة بات محدوداً، أما سابقاً فكنا بين الكلية والبيت والتمرين، الآن هناك اتجاهات أسهل للبنات، لكن لا توجد لديهن الرغبة في ممارسة الرياضة، ولاسيما في بغداد، إلا ما ندر.
في عام 2012 جمعت فريقاً جيداً من الناشئين كنت أشرف عليه، وحالياً هذا الفريق صعد نصفه للمتقدمين، وفي هذه السنة فكرت في أن أؤسس فريقاً من المتقدمين، فجمعت بعض اللاعبين، قسم منهم كان بعيداً، والقسم الآخر ترك اللعب، لكن تمكنا من إجراء الوحدات التدريبية منذ فترة ليست بالطويلة.
*ما سبب اختيارك نادي بلادي بالذات وبنفس اللاعبين السابقين؟
ـ أحببت أن أشارك باسم نفس النادي (بلادي) الذي شاركت به في عام 2012، لأن الفريق لعب في نفس العام على مستوى الناشئين بهذا الفريق، لذا فاتحت إدارة النادي، إذ ساعدنا رئيس النادي مشكوراً، وأعطانا كتاب مشاركة، والباقي تحملته أنا، من اشتراك الفريق والطعام والتنقل، الأمور الإدارية جميعها تحملتها بسبب حبي للعبة، شاركنا في الدوري ولعبنا أول مباراة مع فريق العمال للتأهل الى دوري الدرجة الأولى، لعبنا مباراة قوية جداً، إذ أن فريق العمال كان يتدرب منذ سنتين، بينما أعددت فريقنا وهيأته في عشرة أيام فقط! مع ذلك، قدم فريقنا مباراة جيدة مع بروز بعض اللاعبين بشكل لافت، صحيح أننا خسرنا المباراة، لكن بفارق قليل جداً من النقاط، أربع نقاط في السلة، هذه النقاط قد تأتي في ثوان. خسرنا المباراة ليس بسبب الأداء، فقد كنا أفضل من نادي العمال، وإنما بخطأ تحكيمي، إذ أن الحكام لم يكونوا بمستوى المباراة!
المباراة الثانية كانت أمام نادي المشاهدة، وقدمنا فيها مستوى جيداً، وتمكن فريقنا من الفوز. المباراة الثالثة كانت أمام الدفاع الجوي، الذي يضم مجموعة من لاعبي المنتخب الوطني العراقي، لكننا استطعنا مجاراتهم، صحيح أننا خسرنا المباراة، لكننا لعبنا بأسلوب جديد، كان لاعبوهم أكبر عمراً من لاعبينا، وأكثر تفوقاً جسدياً، إلا أن لاعبينا قدموا أداء مميزاً أمام الدفاع الجوي. في المباراة الأخيرة، لم يحضر غالبية لاعبي الفريق بسبب توقيت المباراة في العاشرة صباحاً، وأغلب لاعبينا مرتبطون بالدوام في الجامعات، وقد كان لديهم امتحان فتعذر حضورهم.
*هل ستستمرين مع الفريق؟
ــ نعم، سوف يبقى الفريق وسنجري الوحدات التدريبية، لكن أتمنى أن أجد القاعة التي نؤدي عليها التمارين، حتى لو كان ذلك على حسابي الخاص، لتأجير القاعة لغرض التمرين، فالفريق يضم مجموعة جيدة من المواهب السلوية، إن شاء الله سيكون لهم شأن كبير في عالم اللعبة، بالمناسبة لدينا اثنان من اللاعبين هم من أولادي، والبقية هم أولاد أصدقاء وجيران لنا في نفس المنطقة، وجميع اللاعبين في عمر أولادي.. الحمد لله.
*من يدعم الفريق؟
_لا يوجد أي دعم ومن أية جهة، أنا الداعمة الوحيدة للفريق، إدارة نادي بلادي أعطتني حق المشاركة فقط! وللأمانة فإن السيد رئيس النادي الأستاذ مظاهر الركابي كان يرقد في المستشفى حين كنا نخوض مبارياتنا، مع ذلك وجه بتوفير طقم فانيلات أزرق وأبيض للفريق، وهو مشكور على ذلك..
*ألا تجدين أن التدريب جهد مضاعف عليك؟
ــ نعم، إنه جهد، فإنا أعمل بالتدريس في الجامعة، ثم أعود إلى البيت حيث أؤدي واجباتي المنزلية، وفي الرابعة عصراً إلى التمرين، لكن هذه الأمور ليست بغريبة علي، لأني كنت لاعبة، أدرس في الصباح والعصر، ولدي تمرين، فأنا متأقلمة مع هذه الأمور الحمد لله الأمور ماشية.
*ما الفرق بين تدريب النساء والرجال؟
ــ الفرق هو أن الرجل تستطيعين أن تعطيه تمارين أكثر من ضعف ما تعطينه للنساء، الخطط والتكتيك تختلف بين الرجال والنساء، أستطيع التحكم بالرجال أكثر من النساء في التطبيق.
*هل هناك دعم من اتحاد اللعبة؟
_الاتحاد لا يدعم الأنديةّ! كل نادٍ يتحمل مسؤولية لاعبيه، فأندية الدرجتين الأولى والثانية دعمها محدود جدا ولا يفي بالغرض ، ليس بذلك الدعم الذي يحفز ويجعلك تستمرين، أنا بالنسبة لي أحب اللعبة وأحب التدريب، نحاول أن نبقى نتدرب وإن شاء الله خير.