الأندية العراقية وخيبات البطولات الآسيوية

1٬604

أحمد رحيم نعمة /

لغاية عام 2000 كانت فرق الأندية الكروية العراقية عندما تشارك في بطولات العرب وآسيا تذهب لخطف البطولات، رغم قوة الأندية المشاركة. والسبب في تألق الأندية العراقية يكمن في قوة الدوري الكروي العراقي آنذاك، لذلك كانت فرق أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية تنافس بشدة أقوى المنتخبات الآسيوية. لكن في السنوات القليلة الماضية أصبحت منتخباتنا وفرق أنديتنا (جسراً) لعبور الفرق العربية، لأسباب كثيرة تأتي في مقدمتها هشاشة الدوري العراقي، مع فقدان الموهبة الكروية، فضلا ًعن الاختيار الخاطئ للاعبين المحترفين، والدليل هو عدم استطاعة أنديتنا تقديم المستوى المطلوب في بطولة أبطال آسيا الأخيرة برغم اللعب على ملاعبنا الكروية..
أبطال آسيا
بعد انقطاع طويل عاد العراق الى المشاركة في دوري أبطال آسيا لكرة القدم للموسم 2019 عبر مشاركة ناديي الزوراء والجوية، وكانت آخر مشاركات الأندية العراقية في بطولة دوري أبطال آسيا عام 2008، إذ خرج فريقا أربيل والقوة الجوية من دوري المجموعات. عام 2014 شارك ممثل العراق نادي الشرطة في دوري أبطال آسيا بعد حصوله على لقب الدوري المحلي للموسم 2012/2013، وفي الرابع من كانون الأول 2014 أصدر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بياناً جاء فيه أن العراق غير مؤهلٍ للمشاركة بسبب الإخفاق في تحقيق معايير ترخيص الأندية، وفي 2017 أرسل الاتحاد الآسيوي خطاباً الى الاتحاد العراقي، يشير الى تأهل نادي القوة الجوية بشكل مباشر الى دوري أبطال آسيا.
الفوارق كبيرة
يقول الصحفي الرياضي نعيم حاجم: الأندية العراقية أصبحت ممراً لعبور فرق الأندية الآسيوية نتيجة هشاشة الدوري العراقي، فهي تلعب بأسلوب خاطئ يفتقر الى أبسط مقومات اللعب الحديث، بحيث لا يوجد أسلوب لعب واضح، لا سيما أن التنسيق معدوم بين اللاعبين ويجري الاعتماد على لاعب واحد بمناولات طويلة ويبقى اللاعبون الآخرون يطاردون الكرة، مع نقص واضح في اللياقة البدنية لجميع فرق أنديتنا، هناك فارق كبير بين أنديتنا وبين أندية معظم دول الخليج كروياً، للأسف نمتلك المواهب لكن هذه المواهب والإمكانيات تحتاج الى أجواء ملائمة للعمل والإبداع وطرق وأساليب تدريب تتناسب وإمكانيات اللاعبين.
لاعبونا والمخزون اللياقي
فيما قال المدرب ثائر أحمد: لقد تفوقت علينا الأندية العربية في البطولات الآسيوية السابقة والحالية لأسباب كثيرة منها أن اللاعب العراقي يفتقد للمخزون اللياقي في الشوط الثاني أو النصف الثاني منه تحديداً، نتيجة ضعف ثقافته الرياضية وعدم توزيع جهده على مدار شوطي المباراة، وربما بسبب عدم توجيهه من قبل الكادر التدريبي، وغالباً ما تحصل خسارات فرقنا في الشوط الثاني، وينبغي على كافة فرقنا ومنتخباتنا أرشفة كافة اللقاءات وتنظيم سجلات إحصاء لكل اللقاءات تدون فيها متى سُجلت الأهداف التي لها والتي عليها ومراقبة لياقة اللاعبين والمطاولة اللياقية التي يتمتع بها كل لاعب، كما أن هناك أخطاء مدربين تحدث في عملية استبدال اللاعبين الذين يستخدمهم المدرب أدواتٍ في تغيير تكتيك اللعب، فضلاً عن افتقار لاعبينا للمسحة الفنية التي يتمتع بها لاعبو الدول المتقدمة فنياً. يضيف أحمد: هناك تباين في المستويات الفنية بين الفرق العراقية، فثمة فرق متخمة بلاعبين دوليين ومحترفين، وفرق أخرى تعاني ضعف مستوى لاعبيها نتيجة وضعها المالي الذي يحد من استقطابات لاعبين على مستوى جيد كفرق المقدمة، ولا ننسي أن فريق القوة الجوية حصل على كأس الاتحاد الآسيوي ثلاث مرات متتالية وهو إنجاز يسجَّل للكرة العراقية، لكن بطولة أبطال آسيا أقوى بكثير من كأس الاتحاد الآسيوي.
مدربونا لايمتلكون فكراً فنياً
أما الصحفي الرياضي رحيم علي فقال: مدربونا ما زالوا لا يمتلكون أي فكر فني، لا سيما في المقابلات الكبيرة، فهم يعطون الخطة واضحة ومكشوفة، كرات طويلة للمهاجمين وبدون أي إسناد من لاعبي الوسط، فرقهم غير قادرة على بناء اللعب من الخلف، لا يمتلكون القدرة على الاستحواذ والسيطرة والتحكم في إيقاع اللعب، فرقنا غير قادرة على فرض أسلوب اللعب داخل الملعب لأنهم أساساً لا يملكون أسلوباً في ظل القيادات الفنية الحالية، فالانتكاسات التي مُنيت بها فرق أنديتنا كانت وما زالت متوقعة، والمباريات الأخيرة لبطولة أندية أبطال آسيا خير دليل على عدم استطاعة أنديتنا الاستمرار في البطولة، والخروج المبكر منها عنوان مشاركاتنا.
المدرب المحترف في الدوري الإماراتي غانم محمد قال: مستوى الأندية العربية والآسيوية يتطور من موسم لآخر، بينما مستوى أنديتنا في تراجع مستمر نتيجة التخطيط الخاطئ، فضلاً عن ضعف الدوري العراقي بسبب كثرة الفرق المشاركة فيه، فالأندية العراقية لا تستحق التمثيل آسيوياً، فهي تعاني كثيراً عند ملاقاة الفرق الآسيوية من المستوى الثاني والثالث، فكيف لو واجهت الفرق من المستوى الأول. وأضاف : حقيقة أن أغلب مدربينا العراقيين غير مؤهلين لقيادة الأندية العراقية في بطولات كهذه، كما أنهم غير قادرين على تطوير فرقهم أو التحكم في مجريات المباريات لصالحهم.