الإقالات تعصف بمدربي أندية دوري النجوم
أميرة محسن/
لم تبق على انتهاء دوري نجوم العراق لكرة القدم إلا بضع مباريات، ليسدل الستار على الدوري الكروي لموسم 2023 – 2024، الذي شهد الكثير من المتغيرات، سواء في الجانب الإداري للأندية، أو إبعاد الكوادر التدريبية، وحتى اللاعبين. وقد أسهم (الفار) والطواقم التحكيمية، (وسلطة وتعجرف) بعض إدارات الاندية التي لا تريد سوى الفوز في إبعاد مجموعة كبيرة من المدربين بسبب نتائج فرقهم.
فقد جرى تغيير كثير من الطواقم التدريبية في معظم الأندية، ولم يصمد سوى خمسة مدربين من عملية الإبعاد من أصل عشرين فريقاً مشاركاً في دوري المحترفين لكرة القدم، وحتى المدربون الخمسة الذين سلموا من الإبعاد كانوا قاب قوسين أو أدنى منه، لولا أن بعض المتغيرات أسهمت في صمودهم حتى نهاية الموسم.
ومن اللافت أن بعض الفرق غيرت طواقمها التدريبية أكثر من مرة، وهذا يؤكد أن أكثر من 20 مدرباً استقالوا، أو أقيلوا، من قبل إدارات الأندية.
موسم قاس
يقول المدرب الدولي السابق ثائر أحمد: إن “القلة القليلة من إدارات الأندية امتلكت النظرة البعيدة، وكونها تمتلك الصبر الطويل على مدربيها، فلو عدنا إلى بداية الموسم الحالي، سنجد أن فريق زاخو لم تكن نتائجه جيدة، إذ كانت تتراوح ما بين التعادل والخسارة، إلا أن إدارة النادي كانت واثقة جداً من قدرات المدرب القطري طلال البلوشي، وهذه الثقة كانت في محلها، لأن البلوشي قاد الفريق بنجاح، ويقف الآن في ترتيب جيد في الدوري. أما بعض المدربين المستقيلين والمبعدين فلم يحالفهم الحظ مع فرقهم، البعض منهم علل إخفاقات فريقه في المباريات بسبب ظلم الطواقم التحكيمية و(الفار) الذي أخذ مأخذه من بعض الفرق التي خسرت المباريات، بينما صب القسم الآخر من المدربين جام غضبه على الجماهير الرياضية وقرر الاستقالة، في حين أقيل بعضهم من قبل إدارة النادي بسب نتائجه غير الجيدة مع الفريق. عموما يعد هذا الموسم من أقسى المواسم على المدربين.”
حرق أوراق
أما المدرب محمد كاظم فقال: “الحقيقة أن موسم 2023 – 2024 هو من أصعب المواسم التي واجهها المدربون نتيجة كثرة الإقالات والاستقالات، فلم يسلم من الأندية المشاركة في دوري المحترفين من الإقالة إلا ما ندر، فقد تعدى الرقم أكثر من 17 مدرباً، ممن استقال أو أبعد من قبل إدارة النادي، والسبب طبعاً يعود إلى النتائج غير الجيدة التي منيت بها فرقهم في مسابقة الدوري. اللافت للنظر هو أن أكثر المدربين المبعدين كانت تصريحاتهم رنانة بحق فرقهم قبل انطلاق دوري المحترفين، لكن عند بدء المنافسات لم نسمع أي تصريح لهم بسبب سوء نتائج فرقهم، وعلى العكس من ذلك تماماً فإن بعض المدربين كانت نتائجهم جيدة، لكنهم قدموا الاستقالة، كالمدرب باسم قاسم الذي أشرف على تدريب نادي النفط وحقق نتائج جيدة، لكنه لم يفصح عن سبب استقالته حتى الآن. دوري المحترفين لهذا الموسم هو موسم حرق أوراق المدربين، وصمود بعضهم أمام موجة الإقالة والاستقالة التي شهدها الموسم الحالي، ما يؤكد وجود تباين في اختيار الإدارات لمدربي فرقهم الكروية.”
الجماهير تبعد المدرب
وأرجع المدرب الدولي السابق عقيل هاتو سبب الاستقالات بالجملة التي قدمها مدربو الأندية المشاركة في الدوري العراقي الكروي للمحترفين، بعد جولات قليلة، إلى ضغط إدارات الأندية وجماهيرها الرافضة للنتائج غير الجيدة والمستوى الذي ظهرت عليه أنديتهم، لذلك شنوا حملات ضد مدربي أنديتهم ودفعهم إلى الاستقالة أو إبعاد الإدارات لهم.
وقال هاتو إن “مسألة استقالات المدربين العراقيين من الأندية ليست جديدة، فهي تمثل واحدة من قصص فشل هذه الأندية التي تتخبط في إعداد وتمويل فرقها، وربط مستقبل أنديتها بأسماء المدربين، إنها قصة أزلية، لكنها تحولت إلى ظاهرة في الموسم الحالي.”
وأضاف: “قبل انطلاق الدوري الكروي كانت هناك تصريحات كثيرة للمدربين عن إمكانية فرقهم في خطف الدرع، بل إن غالبية الأندية أعدت فرقها بالشكل الصحيح من أجل الدخول في المنافسات، لكن بعد انطلاق الدوري شاهدنا الإقالات وإبعاد بعض اللاعبين والاستغناء عن المدربين، الدوري الكروي لهذا الموسم لا يختلف في شيء عن الموسم الماضي من حيث إبعاد المدربين بسبب النتائج، وربما يزداد عدد المدربين المستقيلين والمبعدين من إدارات الأندية هذا الموسم لأسباب مختلفة، كما أن أمراً جديداً قد ظهر على الساحة الكروية في الموسم الحالي، وهو تدخل الجماهير الرياضية لإبعاد المدربين عن النادي، وقد حدث ذلك فعلاً عندما أبعدت إحدى الإدارات مدرب فريقها الكروي بعد إخفاقه في مباراة واحدة بسبب مظاهرات الجماهير ضد هذا المدرب.”