البصرة تحتضن خليجي 25

1٬297

أميرة الزبيدي/
بالرغم من عدم اعتمادها من قبل الفيفا، إلا أن بطولة الخليج احتلت مساحة واسعة من الاهتمام لدى دول المنطقة، وكانت سبباً أساسياً في تطور كرة القدم الخليجية. ومنذ انطلاقتها حظيت باهتمام من قبل الوسطين الإعلامي والشعبي العربيين.
ومنذ مشاركته الأولى في النسخة الرابعة، مثّل المنتخب الوطني العراقي ملح البطولة، فجميع مبارياته كانت تحظى بمتابعة جماهيرية لا نظير لها، وأسهمت في رفع مكانة البطولة وزيادة وتيرة التنافس على لقبها الذي نجح العراقيون في الفوز به في النسخ الأربع الأولى تحت قيادة المرحوم عمو بابا.
ومنذ عودته الى المشاركة في البطولة بعد قطيعة طويلة، طالب العراق باستضافة البطولة في مدينة البصرة، لكن مطالباته واجهت صعوبات ومعوقات متعددة الأوجه، حتى أصدر المكتب التنفيذي الخليجي مؤخراً قراره النهائي بمنح العراق شرف استضافة البطولة.
نجاح درجال
أكثر من عام ووزير الشباب والرياضة عدنان درجال يتابع باهتمام تفاصيل إقامة البطولة الخليجية في البصرة، حتى اكتملت جميع النواقص الخاصة بملاعب البصرة، ولاسيما في ملعب المدينة الرياضية، الذي انتهى العمل فيه مؤخراً، وبات باستطاعة ملاعبنا احتضان الجماهير الرياضية بعد أن أنجزت المنشآت الراقية والفنادق المميزة التي ستحتضن الوفود المشاركة.
إعلان تنظيم خليجي 25 في البصرة دفع درجال الى تقديم الشكر لجميع الجهود التي بذلت لغرض تنظيم العراق للبطولة، كما تقدم درجال بالشكرِ والامتنان إلى رئيسِ الوزراء مصطفى الكاظمي الداعم والمُساند لاستضافةِ البصرة بطولة كأس الخليج من خلال مساهمته بالاتصالِ مع زعماء دولِ مجلس التعاون الخليجي، فضلاً عن تسخيرِ جميع الإمكانات للوصولِ إلى ما ننشدهُ.
وقال درجال خلال المؤتمر الذي عقده في مبنى وزارة الشباب والرياضة: “نحن الآن أمام تحدٍ كبيرٍ، إذ لا تفصلنا عن موعدِ انطلاق البُطولة سوى خمسة أشهر وهو ما يلزمُ الجميع أن نباشر عملاً كبيراً وكثيراً وجهداً مضاعفاً لما احتجنا إليه منذ سنوات طوال.”
خطوة رائعة
من جهته، عد رعد حمودي رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية قرار الاتحاد الخليجي لكرة القدم الذي اتخذه قبل فترة بتسمية مدينة البصرة العراقية لاحتضان النسخة الخامسة والعشرين من بطولة كأس الخليج العربي بكرة القدم، بأنه قرار رائع أدخل الفرحة في نفوس الوسط الرياضي العراقي.
وأعرب حمودي عن سعادته بهذا القرار مؤكداً جاهزية البصرة لاستقبال الأشقاء في الخليج، مبيناً أن “من الضروري الآن استنفار الجهد الحكومي والقطاعي والرياضي والبلدي في محافظة البصرة مبكراً، سعياً لتكون النسخة المقبلة -التي ستقام مطلع العام المقبل- نموذجاً في الضيافة والتنظيم والتنافس النبيل والفن الكروي الخليجي الذي يتسم بالندية في مباريات المنتخبات الشقيقة، فالبطولة الخليجية لها طعم خاص، إن شاء الله ستكون عرساً كروياً خليجياً.”
العرس الخليجي
إلى ذلك، أشار الصحفي الرياضي رحيم عودة الى موضوع مهم يتعلق بقدرة العراق على استضافة أية بطولة لأسباب كثيرة، منها الخبرة في هذا المجال ووجود بنى تحتية من ملاعب وفنادق وأماكن سياحية وملاعب تدريب ومستلزمات أخرى، فقد نجح العراق بشكل رائع في استضافة المنتخب الكويتي قبل أكثر من سنة، وهو ما أعطى انطباعاً جيداً للإخوة الأشقاء في أن العراق قادر على استضافة البطولات.
وقال إن “هذا الجهد الجماعي الذي قدمه الجميع، سواء وزارة الشباب والرياضة والأولمبية العراقية واتحاد الكرة ومجلس محافظة البصرة والإعلام الرياضي، نجح في جني ثماره من خلال موافقة مجلس التعاون الخليجي على إقامة خليجي 25 في بصرتنا الفيحاء، إن شاء الله تكون بطولة الخليج فاتحة خير على الرياضة العراقية، ولرفع العقوبات عن رياضتنا وعودة ملاعبنا الرياضية الى احتضان البطولات بكل مسمياتها، ونحن قادرون على ذلك.”
استضافة البطولات
من جانبه، قال اللاعب الدولي السابق مهدي كريم: إن “العراق كان مميزاً ومتمكناً في إقامة البطولات العربية والآسيوية في عقود سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، فقد كان –ومازال- ناجحاً في احتضان البطولات: من بطولة العرب الى كاس الخليج، فهو ملاذ آمن للبطولات العربية والآسيوية، الآن نحن نضم صوتنا الى الأصوات الخيرة التي تطالب بعودة الروح الى الكرة العراقية والى المدرجات التي هي الأخرى متعطشة لأهازيج وهتافات الجماهير الكروية وهي تساند فريقها المفضل، وخير دليل هو نجاح تنظيم المباراة الودية بين العراق والكويت على أكمل وجه من ناحيتي التنظيم والأمور الفنية، كي يعلم المعنيون أننا قادرون على إنجاح خليجي 25 في البصرة ، لقد شارك الجميع في هذا الإنجاز الكبير: استضافة العراق للبطولة بعد غياب طويل، إذ يعود العراق مرة أخرى لاحتضان البطولات، وهذه المرة من بوابة خليجي 25.”
بنكهة بصرية
أما الصحفي مهدي العكيلي فقال: إن “بطولة الخليج هي من البطولات العربية المهمة، وهي بمثابة كأس عالم مصغر، إذ تشارك في البطولة خيرة المنتخبات الوطنية العربية التي لها صولات وجولات في بطولات آسيا والعالم، فالمنتخبات العربية: السعودية، وقطر، والامارات، والبحرين، لها حظوظ كبيرة ومنافسة بقوة في البطولات الآسيوية والعالمية، بل إنها تعتبر أرقاماً صعبة في غالبية البطولات التي يشاركون فيها، فضلاً عن المنتخب العراقي الذي يعتبر من المنتخبات القوية، إذ أن مشاركة هذه المنتخبات في بطولة الخليج دائماً ما تكون المنافسة فيها قوية جداً نتيجة تقارب مستويات المنتخبات في البطولة، لذلك يصعب دائما التكهن بنتيجة المباريات. عموماً أتمنى أن يحرز العراق كأس خليجي 25، فالملاعب العراقية اليوم تعتبر من أفضل الملاعب العربية والعالمية إذ شيدت وصممت بأحدث الطرق، بل نافست ملاعب عالمية في بنائها ورونقها، حتى أشاد بملاعبنا الكثير من النجوم الكرويين، ولم يقتصر وجود الملاعب الحديثة في البصرة فقط وإنما شمل الملاعب الحديثة في معظم محافظات العراق، إن شاء الله تسعد الجماهير العربية في بصرتنا الفيحاء وهي تحتضن العرس الخليجي الذي طال انتظاره.”