الحكم الدولي صباح عبد: عطاء الإنسان لايقاس بالعمر!

770

أحمد رحيم نعمة /

تبقى قرارات حكام كرة القدم في العراق، مثاراً لجدل كبير، حتى إن كثرت أو قلت أخطاؤهم داخل المستطيل الأخضر, اللوم يلقى عليهم! سيما أن أغلب الحكام لا يميلون لأي فريق مهما كبرت جماهيريته، فهم كما يقولون الحلقة الأضعف في عالم الكرة المستديرة العراقية

فالظرف الصعب الذي يعيشه عراقنا الجريح أصبح فيه حكام مباريات كرة القدم نجوماً بلا منازع أو منافس، برغم الدوري الكروي المتأرجح فنياً وتنظيمياً، عموما اليوم حديثنا مع أحد أبطال الصفارة العراقية، الحكم الدولي صباح عبد الذي حل ضيفا على (مجلة الشبكة العراقية ) فدار معه هذا الحوار:

*هل الحكم العراقي كان مظلوما كما يقال؟

-حقيقة بدون مجاملة، الحكم العراقي مظلوم، برغم المستوى العالي الذي يقدمه خلال قيادته للمباريات سواءً المحلية أو الخارجية، والدليل نجاح حكامنا في البطولات العربية والآسيوية الأخيرة، إلا أن جماهيرنا الكروية لم ترض على التحكيم والسبب أن أنصار أي فريق يريد الفوز لفريقه مهما كان الأمر، وإذا خسر الفريق فإن الجماهير تضع اللوم بالدرجة الأولى على حكم المباراة دون تردد، جماهير الفرق العراقية لاتقبل بخسارة فرقها وتضع شماعة الإخفاق على الجانب التحكيمي، حتى إن لم يقدم الفريق شيئا يذكر في المباراة، فالحكم العراقي جيد ومتألق في قيادته للمباريات سواء على المستوى الخارجي او الداخلي، والدليل قيادته لأقوى المباريات الخارجية، فالمشاكل التي يتعرض لها الحكم خلال قيادته للمباريات المحلية ناتجة عن عدم فهم بعض إدارات الأندية واللاعبين والجماهير الرياضية للقانون الكروي بل أن الجانب الثقافي قليل لدى بعضهم، لذلك نجد المشاكل موجودة في أكثر المباريات المهمة.

*متى بدأت التحكيم ومتى تعتزل؟

-منذ عام 1987 أقوم بتحكيم المباريات، حيث بدأت من الدرجة الثالثة، وفي عام 1993 أسندت لي مهام قيادة مباريات دوري الدرجة الأولى، و عام 2003، أصبحت حكماً دولياً، أستطعت أن أقود العديد من المباريات الدولية، سواء بطولات الخليج، أو بطولات الأندية الآسيوية، لقد بلغت الخمسين الآن وباستطاعتي قيادة المباريات، وإذا أحسست إن عطائي قل، بدون شك سأعتزل التحكيم، فعطاء الإنسان لايقاس بالعمر، أعتقد أنه نهاية الموسم الحالي سأقرر، أما البقاء لموسم آخر، أو الإعتزال نهائيا، إذا وجدت العطاء بدأ بالهبوط.

* ما الفرق بين دوري الـــتسعينات والحالي؟

-الفرق كبيرجداً، من نواح عديدة، أولها الدوري الكروي في السابق كان منظماً، ويسير وفق قانون من الناحية الأمنية و التنظيمة، بينما اليوم وبعد أن جاءت (ديمقراطيتنا المسلفنه)! أصبح الدوري العراقي عبارة عن تحصيل حاصل بإقامته، يبدأ ولا نعلم متى ينتهي، فضلاً عن المخاطر التي نتلقاها خلال قيادتنا للمباريات، فالدوري إذا كان قوياً بدون شك سيكون الجانب التحكيمي أقوى، وإذا ضعف الدوري، يتسلل الملل، بل ويؤثر على تشكيلة المنتخبات الوطنية العراقية. لانريد أن نخسر الدوري والمنتخب!!

*لماذا لاتقود المباريات دولياً؟

-قانون 45 للاتحاد الدولي لايجيز للحكام بعمر فوق الخمسين قيادة المباريات الدولية، وأنا تجاوزت الخمسين، أصبحت حاليا أقود المباريات المحلية، والحمد لله وبشهادة المتابعين والمعنيين مازلت محافظا على المستوى الذي أقدمه خلال المباريات. فالمتتبع للدوري الانكليزي يشاهد أغلب الحكام وهم بأعمار كبيرة، ونجحوا بقيادة المباريات، في التحكيم كلما كان الحكم صاحب خبرة تكون قيادة المباراة عليه سهلة، هذا ماسار عليه الاتحاد الانكليزي في إناطة المهام الى حكام كبار في السن.

*هل يخطئ الحكم؟

-نعم.. يخطئ وسيبقى يخطئ، (ما دامت) كرة القدم موجودة، الأخطاء موجودة في ملاعب العالم كافة، وشاهدنا قبل أيام هدف مباراة برشلونة، كيف دخلت الكرة أكثر من متر، ولم يحتسب الهدف، فضلا عن ركلات الجزاء التي لم تحتسب والتي تحتسب وغيرها …. أنها لعبة الأخطاء!

*أفضل مباراة أشرفت على إدارتها؟

-المباريات كثيرة خلال مسيرتي التحكيمية أبرزها، على المستوى الخارجي في بطولة كأس الخليج بين منتخبي قطر واليمن، كانت مباراة فاصلة وقوية، ومباريات الأندية العربية للرجاء المغربي، قدمت خلال قيادتي للمباريات أداء جيداً بشهادة خبراء التحكيم، أما على الصعيد المحلي، فهنالك الكثير من المباريات المهمة التي أشرفت على قياتها، أهمها نهائي الدوري العراقي الممتاز بين فريقي الزوراء وأربيل عام 2008، حيث أمتلات مدرجات ملعب الشعب بالجماهير الرياضية، حقيقة كانت مباراة رائعة، وزاد من حلاوتها الجمهور الحاضر.

*برأيك هل هناك فرصة للمنتخب الوطني بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم؟

-(الحسبة) تبدو صعبة جداً، حيث فقد الأسود الكثير من النقاط المهمة في المرحلة الأولى من التصفيات، والتعويض في هذه المرحلة المهمة صعب جداً، سيما أن المنتخب لغاية الآن لم يستعد بالشكل المطلوب، أتمنى أن يتأهل الى النهائيات من أجل افراح جماهيرنا المحبة، فالكرة العراقية معروفة بتحدي الصعاب، وسبق لنا أن دخلنا مثل هذه الأمور الشائكة، أملنا كبير بالأسود في ادخال الفرحة لأبناء الشعب العراقي العاشق للكرة.