الدوري.. بدايته مشكلة ونهايته مبهمة!

933

 أحمد رحيم نعمة /

يبدو أن اتحاد الكرة العراقي يصر ويتمسك بتسمية دوري الكرة بـ (دوري المواسم الأربعة)! إذ ينطلق في تموز وينتهي في (آب اللهاب)! إذ لا يراعي أهل الاتحاد حرارة الشهرين وتأثيرهما على اللاعبين وهم يخوضون المباريات في درجة حرارة تزيد على الـــ50 مئوية.
هذه الفترة الطويلة تفقد المتابع متعة المشاهدة، بل تزيد معاناة الأندية من ناحية الصرف! فأغلب الفرق العراقية الآن في حال يرثى لها نتيجة استنزافها للميزانيات المالية التي كلفتها الكثير جراء تنقل فرقها من الشمال وإلى الجنوب، من أجل إنجاح واستمرارية الدوري الذي لايريد أن ينتهي بسبب التخطيط غير السليم من قبل اتحاد الكرة الذي أوصل الأمور الى حالة صعبة جداً… عن سبب طول فترة إقامة الدوري وأمور أخرى ساهمت في زيادة المشاكل، حدثنا المدرب علي حسن قائلاً:

دوري عديم اللون والطعم والرائحة!
حقيقة هناك أمور كثيرة ساهمت في تدني مستوى الدوري العراقي بسبب طول فترة إقامته، فشتّان مابين الدوري العراقي الكروي والدوريات العالمية بكل مسمياتها، إذ اتجهت جماهيرنا الكروية منذ فترة ليست بالقصيرة الى متابعة الدوريات العالمية، مثل الدوريين الإسباني والإنكليزي نظراً لمتعة مشاهدة هذه الدوريات ونسيان الدوري العراقي الذي لا نعرف متى يبدأ ومتى ينتهي، دورينا عديم اللون والطعم والرائحة، لم يصل الى ربع (الربع) من دوري سبعينات وثمانينات وتسعينات القرن المنصرم، من حيث الأداء المميز والفن الحقيقي لكرة القدم، بينما اليوم لا نرى في هذا الموسم بالذات أية متعة في مباريات الدوري، الحق أقول إن اللاعب العراقي (معذور)، فهو يلعب في أجواء حرارية لايتحملها الإنسان.

لايقدّم ولا يؤخّر
فيما قال المدرب حسن أحمد : أعوام كثيرة ودوري النخبة العراقي بكرة القدم على حاله، لانعرف متى يبدأ ومتى ينتهي! إذ إن وضعه خلال السنوات الماضية (حيّر) علماء الفلك! وخبراء الكرة من حيث إقامته ونهايته! فهو غير خاضع للبرمجة الدولية ولايعرف كيفية البداية ولا النهاية وإنما يعتمد على اجتهادات شخصية (نلعب اليوم، لا ما نلعب غداً)! ما جعل الأندية العراقية (تملّ) الدوري، بل أن البعض وصفه بالدوري الفاشل الذي لايقدم ولا يؤخر، أي أنه يساهم في تراجع مستوى اللاعبين، لذلك شاهدنا نجوم العراق وهم يشاركون مع الأندية العربية مبتعدين عن الأندية العراقية والسبب يكمن في ضعف الدوري وطول فترة إقامته، لاسيما إقامة المباريات في شهري تموز وآب وهما من أحرّ الشهور.

دوري عجيب
بينما كان للاعب الدولي حسين قاسم رأي عندما قال: إن الدوري العراقي عجيب من ناحية عدم توفر أبسط المستلزمات التي تساهم في نجاحه، خاصة الملاعب التي لاتصلح للعب، فضلاً عن طول فترة إقامته التي أفقدت متعة المشاهدة، كما أن للمشاكل التحكيمية دوراً فعالاً في فشل الدوري، حقيقة لم أشاهد مثل هذا الدوري طيلة حياتي الرياضية، فقد كنا نلعب في دوري ناري، لذلك كانت المواهب موجودة، ومستويات الفرق متقاربة بين الأندية الجماهيرية لأنها تضم معظم نجوم المنتخبات الوطنية كالوطني أ و ب والعسكري والأولمبي ومنتخب الشباب،حين كانت الساحة الرياضية العراقية تعج بالنجوم في الدوري العراقي الذي صنف، في وقتها، كأقوى الدوريات العربية وحتى الآسيوية، لكن الآن اختلف الوضع تماماً عن سابقه من حيث عدم وجود ما يشجع على ظهور المواهب الكروية، بسبب هشاشة الدوري العراقي الذي اعتبر أضعف دوري في المنطقة، بحيث ظهرت فرق النخبة هذا الموسم بشكل غريب عجيب، اذ نشاهد اليوم مستوى عالياً لهذا الفريق وفي اليوم الآخر يختلف التوازن ما جعل الدوري العراقي بحالة غير متزنة، لانعرف من هو الفريق المتكامل. الشيء الآخر الذي ساهم في تردي نتائج الفرق هي أرضيات الملاعب غير الصالحة والتي تسببت هي الأخرى بإصابات بليغة لمعظم اللاعبين المشاركين مع فرقهم، برأيي إن دوري هذا الموسم أطلق عليه أنه “عديم الطعم!”

دوري للمشاكل الإدارية
فيما أشار المدرب أحمد عبد الجبار إلى أن دوري هذا الموسم هو للمشاكل فقط عندما قال: أولى المشاكل هي طول فترة إقامته التي أرهقت اللاعبين، فضلاً عن استنزاف الميزانيات الخاصة بالأندية، وهناك أمور أخرى رافقت الدوري منها الأخطاء التحكيمية التي ظلمت الكثير من الفرق على حساب فرق أخرى معروفة. بدون مجاملة فإن دوري النخبة العراقي للمواسم الماضية (تعبان) الى حد (الغثيان)! لأن معظم الفرق ليست بمستوياتها، فالبعض منها يظهر بشكل جيد في مباراة وتشاهده بشكل مغاير في المباريات الأخرى، والسبب الرئيس يمكن في الأجواء الحرارية الصعبة التي تقام فيها المباريات والتي تؤثر بشكل مباشر على أداء اللاعبين بدون أي شك، لقد انتهت دوريات العالم من الشرق الى الغرب ولم يبقَ إلا الدوري العراقي الذي مازال مستمراً وبانتظار مدفع (الإفطار) لكي نعلن نهايته!!