الرياضة النسوية العراقية.. إهمال مع سبق الإصرار

1٬078

أميرة محسن /

تعيش الرياضة النسوية العراقية حالة من الانحدار في المستوى والضياع نتيجة الإهمال الواضح من وزارة الشباب والرياضة او اللجنة الأولمبية، وهذا الانحدار شمل كافة الفعاليات النسوية.

كما ساهم الجانب المادي لبعض الاتحادات في إلغاء فعالياتها النسوية تبعتها في ذلك بعض الأندية الرياضية، ما ساهم في اندثار الرياضة النسوية التي كانت تحتضنها في فترة من الفترات.

عن سبب تردي أوضاع رياضتنا النسوية وكيفية العودة بها الى الإنجازات استطلعت مجلة (الشبكة العراقية) آراء أهل الرياضة فكانت البداية مع عضو المكتب التنفيذي في اللجنة الأولمبية العراقية ورئيس اتحاد الرماية زاهد نوري الذي تحدث قائلا:
صنع البطل من واجب الدولة

نحن نطمح في أن تصل رياضتنا النسوية الى العالمية، وهذا الطموح يحتاج الى الدعم المادي والمعنوي وتوفير المعسكرات التدريبية، عندها ستعود رياضتنا النسوية الى ما كانت عليه من تألق وابداع، ونحن في اللجنة الاولمبية دعمنا الرياضة النسوية بشكل كبير، فصنع البطل الاولمبي من واجب الدولة ولا يقتصر على الاتحادات.

عدم الاهتمام

فيما قال أمين سر اتحاد الدراجات العراقي احمد صبري: إن الرياضة النسوية لم تصل الى مرحلة الطموح, بسبب عدم الاهتمام من قبل الأندية والدولة بسبب ضعف الدعم المادي الذي يخصص للاتحادات والأندية, إذ يجب ان تكون هناك اندية تخصصية للنساء، على الأقل ناديان في كل محافظة، وان تكون مدعومة مباشرة من الدولة وبإشراف مدربين أكفاء لكي ننهض بالرياضة النسوية كما كانت في السبعينات والثمانينات عندما كانت اغلب لاعباتنا يقفن على منصات التتويج في البطولات الخارجية، لكن وبرغم هذا التقصير هناك لدينا حاليا لاعبات بطلات حصدن الذهب مثل بطلات القوس والسهم والرماية والشطرنج والعاب القوى وعدد من المتسابقات الأخريات، اقول إنه يجب أن يكون هناك اهتمام مباشر من قبل الاتحادات الرياضية بشرط تخصيص ميزانية خاصة لبطلات الالعاب الرياضية المختلفة، لكن اذا لم توجد ميزانية، ولايوجد تدريب ولاتوجد معسكرات، ولاتوجد مشاركات، كيف سنحصل على إنجاز نسوي!!

لايوجد إهمال!

د. عدي الربيعي، عميد كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة، قال: إن منجزات الكلية بالنسبة للرياضة النسوية كثيرة، فاكثر لاعبات المنتخبات الوطنية من التربية الرياضية، وقد رفدنا الكثير من الأندية باللاعبات، وبالتالي كل انواع الدعم متوفرة من قبلنا في سبيل الإنجاز والتواصل، وتوجد لدينا الكثير من اللاعبات حققن انجازات في العديد من الحقول الرياضية آخرها بطلات الجودو في بطولة آسيا وحصولهن على الميداليات البرونزية، وكذلك بطلات ألعاب القوى. اضاف الربيعي: توفر كليتنا الدعم المعنوي وحتى المادي للاعبات فضلا عن توفير الملاعب وبعض المستلزمات كي ينهضوا بمستوى اللعبة، كوننا الجهة المختصة بالرياضة.

دعم الأولمبية والوزارة

بينما تحدثت لاعبة المنتخب العراقي لكرة السلة ريهام فراس فقالت: الموضوع يحتاج الى دعم من الاتحادات، ودعم من وزارة الشباب والرياضة، أيضا التشجيع من قبل الأهل. واضافت أن الرياضة النسوية أحد أسس التحضر في أي بلد يحترم الحريات ويحترم المرأة، فكلنا نطمح ان يولي المسؤولون اهتماماً كبيراً بالمرأة، التي تبحث عن حلمها بإحداث فرق في وطنها من خلال مشاركاتها في المسابقات الدولية، والألعاب الأولمبية، وسعيها الى الفوز ليكون لها نصيب في اهداء العراق إنجاز ما، لدينا في العراق رياضات عديدة دخلت النساء ميادينها، منها كرة القدم، وألعاب القوى، والرماية، والقوس، ورفع الاثقال، والشطرنج وغيرها، والمطلوب من المعنيين ان يعيروا اهتماماً جديراً بسمعة العراق، وجديراً بمكانة نساء العراق، اللواتي شاركن في العديد من المحافل، ان القدر يمكن أن يرضخ ويستجيب لصاحب العزيمة والإرادة بشيء مما يستحق، وجزء من الدين عليها.

قلّة التخصيصات المالية

مدرب المنتخب العراقي السابق لكرة القدم النسوية علي صابر تحدث عن المعاناة قائلاً: رياضتنا تفتقر الى الملاعب، واقتصارها على ملاعب كليات التربية الرياضية المغلقة لإقامة التمارين عليها، وكذلك قلة التخصيصات المالية، غيرها القيود المجتمعية والثقافة الذكورية، إذ تعيش الرياضة النسوية وضعا مأساويا نتيجة الإهمال الشديد لها، فضلا عن عدم توفر المستلزمات الرئيسية لتطوير هذه الرياضة، من حيث توفير الملاعب وتكثيف المشاركات الدولية، اضافة الى رصد مبالغ مالية لها. واضاف: ما على المسوؤلين لاسيما وزارة التربية إلا الاهتمام بالرياضة المدرسية من الابتدائية وحتى الإعدادية للفتيات وتشجيع الأندية لتدريب الرياضيات الموهوبات من خلال تقديم منح إضافية إلى الأندية التي تمارس فيها الرياضة النسوية والعمل على تأسيس أندية للفتاة في كل محافظة او قضاء او مدينة كبيرة.

الحصة الرياضية المدرسية

أما المدرب النسوي محمد هاشم فقال: إن من أهم المعوقات التي تواجه النشاط الرياضي النسوي، هو إهمال حصة التربية الرياضية في جميع المراحل الدراسية في المحافظة ولا بد من النظر إلى مناهج التربية الرياضية واعتبارها مادة أساسية واحتساب علاماتها في المعدل النهائي للطالبات. واضاف ان الرياضة النسوية على الاطلاق تعاني في كل شيء، معوقات عديدة، منها عدم وجود ملاعب للتدريب اضافة الى ان هناك قصوراً واضحاً من الاتحادات في تنظيم البطولات وكذلك عدم زج المنتخبات في معسكرات خارجية استعداداً للبطولات. لاننكر ان هناك انجازات للرياضة النسوية لكنها بسيطة، بل خجولة، حققتها على الصعيد الخارجي، برغم الدعم المتأرجح الذي يقدم لها من قبل القائمين على رياضتنا العراقية.

الرياضة النسوية معدومة

لاعبة نادي الخطوط لكرة السلة هاجر علي قالت: كلاعبة رأيى هو أن الرياضة النسوية في العراق معدومة وغير موجودة وذلك بسبب أننا عند مشاركتنا مع الدول الاخرى نكون فريقاً ذاهباً للمشاركه فقط! لاغير، ليس لديه اَي أمل بالفوز حتى بالمراكز الاخيرة وهذا بسبب إهمال الرياضة النسوية وظلمها، لا أستطيع ان أقول ان الرياضة النسوية لم تأخذ حيزها وانما هي من الأساس ليس لها حيّز في بلدنا وكان لنا أمل في اعادتها على يد وزير الشباب السابق عبد الحسين عبطان لكن مع الأسف لم يستطع الرجل فعل المطلوب وذلك بسبب انشغاله بامور الرياضة الرجالية وافتتاح الملاعب وغيرها من الامور.