السلة العراقية تعود إلى منصة الإنتصارات
أكثر من 27 عاما والمنتخب العراقي لكرة السلة عجز تماما عن تحقيق الفوز على المنتخب اللبناني، حيث كان خلال الفترات المنصرمة عبارة عن ضيف خفيف الظل في البطولات العربية والآسيوية، بل اعتبر مكملاً لعدد المنتخبات المشاركة
إلا أن اتحاد السلة والذي يترأسه حسين العميدي قام في المدة الأخيرة بدراسة موضوع الابتعاد عن منصات التتويج واضعا منهجا جديدا للعبة التي بدأت تستعيد بريقها بعد الفوز الأخير وحصوله على المركز الثالث لبطولة غرب آسيا التي أقيمت مؤخرا في العاصمة الأردنية عمان بعد الفوز الكبير على لبنان وسوريا، ليتأهل بجدارة الى النهائيات الآسيوية التي تضيفها ايران في ايلول المقبل.. عن عودة السلة العراقية الى سكة الإنتصارات حدثنا رئيس الاتحاد المركزي لكرة السلة حسين العميدي قائلا:
عروض رائعة
اضافة الى ما قدمه الاتحاد المركزي الذي لم يبخل في تهيئة مستلزمات اعداد وتحضير الفريق العراقي لكي تكون مشاركاته المقبلة فاعلة، فقد كان للمعسكرين التدريبيين اللذين اقيما للمنتخب في قطر وتركيا، تحت اشراف المدرب قصي حاتم صاحب الخبرة الميدانية، فائدة كبيرة، حيث خاض المنتخب خلالهما وحدات تدريبية مكثفة وخاض 5 مباريات تجريبية موفقة مع الفرق التركية وهو ما اعطى حافزا وقوة للمنتخب العراقي الذي شارك في بطولة غرب آسيا وهو مستعد بشكل جيد. حقيقة أن مستوى منتخبنا بشهادة كل من شاهد مباريات بطولة غرب آسيا ظهر بحالة فنية مشجعة أفضل مما كان عليه في بطولة غرب آسيا التي اقيمت العام الماضي في الأردن وخرج منها خالي الوفاض بعد خسارته في جميع المباريات.
الاعتماد على الشباب
اما سرمد عبدالله عضو المكتب التنفيذي في اللجنة الأولمبية العراقية فقال: أن هذا الانجاز المميز الذي حققه لاعبو المنتخب الوطني يؤكد أن اتحاد السلة من الاتحادات النموذجية التي استطاعت أن تعمل خلال الحقبة الأخيرة بنجاح وثقة عالية بالنفس، لتخط مساراتها نحو التألق وتحقيق الانجازات الآسيوية التي افتقدت خلال الأعوام الأخيرة، وبالفعل نجح الاتحاد في خلق الأجواء المثالية والاعتماد على النخب الشبابية، لخلق أجيال سيكون لها حضور مميز على مستوى القارة الصفراء، وبدأت ملامح هذا العمل تتجلى من خلال خطف البطاقة الثالثة لنهائيات آسيا في ايران. واضاف أن اللجنة الأولمبية سعيدة بهذه الانجازات الرائعة التي تحققها المنتخبات الوطنية في جميع الاستحقاقات الخارجية، كون هذه الانجازات هي رسالة للعالم بأسره مفادها أن العراق شعب حي يتمتع بكل القيم الانسانية، ولديه روح الأمل والعيش بسلام وأمان، وها هم أبناؤه يحققون الانجازات برغم كل الصعاب، ويرفعون علم العراق في المحافل الكبرى، وأن رياضيينا منافسون على الالقاب الآسيوية والعالمية، فالمكتب التنفيذي للجنة الأولمبية سيواصل دعمه لجميع الاتحادات الرياضية التي ترفع اسم وعلم العراق في الاستحقاقات الخارجية، وعلى جميع الأنشطة الرياضية ومنها منتخب السلة الذي كان على قدر الثقة التي منحت اليه من المسؤولين عليه لتحقيق الانجازات الآسيوية وبالتالي من الواجب وليس المنة على اللجنة الأولمبية أن تذلل كل الصعاب والعقبات أمام الأبطال وفي المقدمة منتخب السلة لتحقيق انجاز آسيوي في المنافسات الآسيوية النهائية في ايران.
مشاركة فاعلة
عضو اتحاد السلة الدكتور مهند عبد الستار أكد أن المشاركة الأخيرة لسلتنا كانت ناجحة، والمنافسة بين المنتخبات المشاركة كانت حاضرة، وقال أن منتخبنا الوطني ظهر بحلة جديدة في بطولة غرب آسيا الأخيرة ولم يكن لقمة سائغة للفرق، واختلفت مشاركتنا عن سابقتها عندما كنا نخسر مع المنتخبات الكبيرة ونخرج بخفي حنين، حيث قدم لاعبونا أروع وأحلى النتائج وحصادها كان التأهل الى نهائيات آسيا.
خطوات واثقة
(محمد صلاح) نجم منتخبنا السلوي قال: أولا أهنيء اتحاد السلة وجميع المؤسسات الرياضية بالتأهل الى نهائيات آسيا وهذا الانجاز تحقق بفضل جهود الجميع من ملاك تدريبي واداريين ولاعبين ولابد لي من الاشادة بخطوة الاتحاد التي احدثت فارقا كبيرا في بطولة غرب آسيا من خلال استقطاب المدرب الكبير قصي حاتم وأيضا المجنس الأميركي كيفين داوين الذي قدم عطاء كبيرا وساعد المنتخب كثيرا بجانب زملائه من أعضاء المنتخب، أنا سعيد جدا بحصولي على جائزة أفضل متابع تحت السلة.
تطور بشكل تصاعدي
أما المتابع السلوي محمد زيدان فقال عن عودة السلة العراقية: ذكرت في أكثر من مناسبة إن عقدة غرب آسيا سوف تبقى حاضرة في طريق أية خطوة متقدمة يبغي منتخبنا السلوي تحقيقها على صعيد القارة الصفراء، بالنظر لإحتضان منظومة غرب آسيا أربعة منتخبات قوية هي ايران ولبنان والأردن وسوريا، التي تشكل ركائز مهمة في أي صراع على زعامة اللعبة الشعبية الثانية في القارة الكبيرة، ومن ثم فإن تطور هذه المنتخبات بشكل تصاعدي في مقابل التراجع الصريح للسلة العراقية على مدى السنوات الماضية قد حرم منتخبنا الوطني ليس من فرصة تجاوز تلك العقدة الإقليمية، بل وفي تحقيق أي طموح في تحسين الموقع على صعيد بطولة القارة التي كثيرا ما سجلنا الغياب المؤكد عن منافساتها، بفعل عدم قدرتنا على تجاوز تلك المنتخبات الأربعة لأسباب وعوامل موضوعية معروفة، قبل أن يحدث التحول الحاسم قبل أيام قليلة، عندما نجح منتخبنا السلوي في كسر عقدة غرب آسيا في منافسات البطولة التي ضيفتها العاصمة الأردنية عمان، وحقق أفضل حضور له في تاريخ مشاركاته في تلك البطولة الاقليمية على صعيد المستوى والنتائج، حيث هزم منتخبي لبنان وسوريا بإداء مثير وتفوق رائع، أهله لأحتلال المركز الثالث وخطف بطاقة التأهل الى نهائيات البطولة الآسيوية المقبلة، وهما فوزان يمكن وصفهما بالتاريخيين في ظل المستوى والفارق المعروف بين منتخبنا وهذين المنتخبين الكبيرين، حتى وإن حاول بعضهم التقليل من أهمية الفوزين عبر إيجاد التبرير لمنتخبي لبنان وسوريا في خسارتهما الصريحتين أمام فريقنا الوطني.
واضاف زيدان عندما نشيد بما تحقق لكرة السلة العراقية في بطولة غرب آسيا، فإن الأمانة تقتضي هنا توجيه الشكر والتقدير لاتحاد اللعبة الذي أحسن رسم مفردات إعداد المنتخب الوطني، وبدعم كامل من اللجنة الأولمبية العراقية، ناهيك عن صحة قراره في التعاقد مع المدرب العراقي المحترف والنجم الدولي السابق قصي حاتم.