السلّة العراقية.. تاريخ مضيء وحاضر متأرجح!
بغداد / أحمد الساعدي
برغم مرور السنين الطوال، وتطور الرياضة العربية والعالمية بمجمل فعالياتها الرياضية، إلا أن بعض الألعاب العراقية مازالت تعيش على أمجاد الماضي. فالمنتخبات العربية التي كنا بالأمس نتفوق عليها أصبحت اليوم تتفوق على منتخباتنا بكل سهولة، والسبب هو التخطيط غير الصحيح من قبل إدارات بعض الاتحادات..
اليوم نتطرق إلى لعبة الإنجازات، التي كانت تضم نجومًا حققوا أروع الإنجازات خلال مشاركاتهم في المسابقات الخارجية.
إنها كرة السلة، هذه اللعبة التي مازالت تعيش على التاريخ المضيء. فقد كان العراق يمتلك أكثر من منتخب يشارك في المسابقات الخارجية ويخطف البطولة مهما كانت قوة المنتخبات المشاركة، أما حالياً، وبرغم التطور واستعانة الأندية بلاعبين محترفين، مازالت نتائج منتخبنا تراوح في مكانها.
دوري المحترفين
عن سبب فقدان شهية الإنجازات الخارجية، تحدث المدرب محمد علي قائلًا: منذ فترة ليست بالقصيرة والإدارة العليا في اتحاد السلة العراقي تعمل بكل جد وإخلاص من أجل الارتقاء بواقع السلة العراقية. وقد نجح السيد حسين العميدي، رئيس الاتحاد وإدارته، بفعل شيء للسلة من خلال إقامة دوري المحترفين، حاله حال دوري المحترفين لكرة القدم، بل إن متابعي الدوري السلوي أصبحوا بأعداد كبيرة نتيجة المستويات الراقية التي يقدمها اللاعبون داخل الملعب، إذ شاركت في الدوري السلوي مجموعة كبيرة من اللاعبين المحترفين من بلدان متقدمة بكرة السلة، ما زاد المتعة والإثارة في الدوري العراقي، إذ ظهر العديد من المواهب السلوية خلال الموسمين الماضي والحالي. وهذا طبعًا لمصلحة اللعبة في اختيار هذه المواهب لضمها إلى صفوف المنتخب الوطني العراقي، الذي تنتظره استحقاقات خارجية مهمة. لا ننكر أن السنوات الماضية حصل بعض التلكؤ في مسيرة السلة العراقية، لكن هذا العام اختلف الحال من حيث المستويات التي يقدمها اللاعبون في الدوري وهي تبشر بخير لمستقبل السلة العراقية.
اختفاء الإنجازات
في حين قال الصحفي الرياضي علي جاسم: حقيقة، ومن دون مجاملة، إن إنجازات السلة العراقية في السنوات الماضية، أي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كانت أفضل بكثير من الوقت الحالي، لقد كانت هناك أسماء لامعة مازالت في ذاكرة المتابع الرياضي العراقي، إذ تصدر العراق قائمة الدول العربية والآسيوية حينها، برغم الدعم الفقير للاعبين وشحة المنشآت الرياضية، لكن اللاعب كان يقدم المجهود الكبير داخل قاعة السلة. والآن مع توفر جميع المستلزمات التي يحتاجها اللاعب، لم نر إنجازاً للسلة العراقية، لا على المستوى العربي أو الآسيوي، لاسيما أن اتحاد اللعبة عمل دوري المحترفين الذي يسهم في تطور اللاعب المحلي من خلال الاحتكاك مع اللاعب الأجنبي، إلا أن الوضع بقي كما هو عليه.
أين الخلل..؟ لا نعلم
بدوره، تحدث لاعب السلة السابق كريم محمد قائلًا: تأتي كرة السلة بعد كرة القدم من حيث المتابعة الجماهيرية، وشهدت بذلك القاعات التي كانت تمتلئ بالجماهير الرياضية في مباريات الدوري، ولغاية الآن هنالك متابعون بكثرة يتوجهون لمشاهدة مباريات الدوري السلوي، خاصة أن الدوري العراقي في العامين الماضي والحالي خصص للمشاركة الأندية المتقدمة، التي تضم في صفوف فرقها لاعبين محترفين من بلدان عالمية مختلفة، أعطوا نكهة للدوري، لاسيما أندية الشرطة والدفاع الجوي والحشد والكهرباء، وغيرها من الأندية، وكنا نأمل أن تفرز قوة الدوري بعض المواهب التي تعيد أمجاد كرة السلة العراقية، لكن لغاية الآن لم يفلح منتخبنا الوطني في تصدر القائمة العربية والآسيوية بكرة السلة، ولا ندري ممن السبب في عدم تحقيق الإنجازات الخارجية، فالمدرب أجنبي واللاعبون يشاركون في أقوى دوري في القارة الآسيوية، وإدارة الاتحاد وفرت للاعبي المنتخب جميع المستلزمات التي تسهم في نجاح المهمة الموكلة لهم … الخلل أين يكمن؟ لا نعلم! عمومًا تاريخ السلة في السنوات الطويلة الماضية كان شاهدًا على تحقيق الكثير من الإنجازات، أما الآن فهو حاضر متأرجح!
تطور المنتخبات
بينما يرى الصحفي الرياضي محمد ناصر: أن المنتخب العراقي في السابق، عندما كانت لديه بطولة في بغداد نشاهد الجماهير الرياضية تحضر بكثافة لمتابعة فنون السلة العراقية، واللاعبون يلعبون السلة بمهارة عالية، وكان لدينا منتخبان، الأول والثاني، وعندما يشارك العراق في بطولة عربية يكون المركز الأول من نصيبه بسبب قوة المنتخب. وبرغم الدعم المحدود حينها، لكن اللاعب كان يقدم أروع ما يكون، أما الآن، ومع وجود التقنية العالية والتطور الكبير، تراجع مستوى المنتخب العراقي، فلم نجد أي إنجاز لكرة السلة العراقية طيلة الأعوام الماضية، خاصة أن اتحاد السلة وفر كل شيء للاعبي المنتخب، فهل اختيار اللاعبين من قبل الكادر التدريبي غير صحيح؟ أم أن مستوى لاعبي منتخبات الدول الأخرى أقوى من مستوى لاعبينا؟ الأمر محير للغاية، فمن يتابع مباريات دوري المحترفين لكرة السلة ينبهر بالمستويات العالية التي يقدمها اللاعبون داخل القاعة، ويقول في قرارة نفسه إن منتخبنا سيكتسح آسيا بلاعبيه، لكن عند المشاركة الرسمية في أية بطولة خارجية يكون الإخفاق من نصيب منتخبنا. مضيفاً: على الرغم من أن كثيرًا من المنتخبات العربية والآسيوية تطورت، لكن نحن لغاية الآن في طور التجارب والتشكيل الجديد!