العراق يعود من الريو بخفي حنين!

984

 احمد رحيم/

خرج العراق بخفي حنين من دورة الألعاب الأولمبية التي أختتمت قبل أيام في البرازيل، ويعكس غياب العراق عن منصات التتويج بخلاف العديد من الدول التي لم يسمع العالم باسمها الا في الأولمبياد، الواقع الخطير الذي تعيشه الرياضة العراقية.

فعندما تمتد مخالب الفساد الى مناخ الرياضة الصحي، تكون النتائج خطيرة ومدمرة، وتنعدم فيها آفاق التخطيط والرؤية الرياضية، وما حصيلة العراق في الاولمبياد الا اعلان رسمي عن انهزام الرياضة العراقية، كان من الواجب ان تدفع المسؤولين العراقيين الى التخلي عن مواقعهم لصالح قيادات جديدة قد تعيد الأمل في واقع افضل للرياضة العراقية.

ملايين الدولارات أهدرت قبل مشاركة العابنا لم تجلب لنا انجازا كالذي حققه عبدالواحد عزيز في رفع الاثقال.
عن أسباب فشل اتحاداتنا الـــ 42 في تحقيق انجاز اولمبي رصدت الشبكة آراء عدد من المعنيين في شؤون الرياضة..

الرياضة في خطر

يؤكد رئيس الاتحاد العراقي المركزي بكرة الطاولة كاظم خزعل ان رياضتنا في خطر والأسباب عديدة ومعروفة لجميع المعنيين بالشأن الرياضي, فالمال عصب الحياة والألعاب الرياضية العراقية تعاني الكثير من الازمات المالية الخانقة التي ضربت جميع مفاصل الحياة في العراق.

وتابع ان غياب التخطيط بعيد المدى اسهم بتراجع الرياضة ايضا حيث تقتصر خطط الاتحادات على فترة وجيزة ومتوسطة المدى.
ولفت الى ان استهداف الطاقات الرياضية من قبل الطارئين, وعدم الاعتماد على الألعاب الفردية بشكل رئيس, ساهما الى حد كبير بوصول الرياضة العراقية الى هذا الواقع المرير .

تسلط الطارئين

ويرى المدرب الوطني علي صابر انه من الطبيعي ان يكون الخروج بهذه النتائج وهو خروج غير مأسوف عليه, من خلال ضعف الاداء وضعف التخطيط ويبدأ هذا الضعف من خلال الهرم الاداري للرياضة العراقية المترهل وغير المهني, لافتا الى ان الاساليب غير الصحيحة المتمثلة بتقريب من نحب وابعاد من نكره في اروقة الاتحادات, حتى اذا كان الأجدر بذلك الموقع قد ساعدت بشكل كبير في تدهور حال الرياضة العراقية واشار الى مثل يقول (بالعلم والمال يبني الناس ملكهم لا يبنى ملك على جهل واقلال) فضلا عن استشراء الفساد المالي في اروقة الأولمبية واعتبار المشاركات عبارة عن سفر سياحي فلا نتوقع من هذه القيادة والتخطيط غير السليم ان ترفع للبلد راية!

ولفت الى ان قادة الرياضة كثيرو السفر بحجة الاشتراك بالدورات وهي عبارة عن سفرات ترويحية لا أكثر ولا أقل, نمتلك كما هائلا من المواهب الرياضية وفي الألعاب كافة وامكانيات فنية كبيرة لكنها مغيبة, ولا بد ان تكون هناك وقفة لإنقاذ رياضتنا التي تسير نحو المجهول، فالرياضة العراقية بخطر وعلى الجميع الوقوف بوجه من تسبب بوصولها الى هذا الواقع المزري .

هدر الأموال

بينما كان للاعب المنتخبات الوطنية العراقية بالمصارعة محمد علي رأي عندما قال: كان بالإمكان الوصول الى مراحل ابعد والحصول على نتائج متميزة بالرغم من توفر الملاكات التدريبية، خصوصا في كرة القدم واستقدام مدربين ومستشارين أجانب وصرف ملايين الدولارات.

مكاسب مادية

ورأى لاعب المنتخب العراقي بالكيك بوكسنغ حسين كاظم ان الرياضة العراقية تعاني من آفة الفساد المالي والاداري, وبسبب هذا العامل غادرت العابنا الاولمبياد دون تحقيق شيء يذكر, فالرياضة العراقية تقتل كل يوم والمؤسف انها تقتل بأيدي من يتحكم بها ! فالمسؤول يلهث نحو المكاسب متناسيا عمله الحقيقي في توفير كل ما يحتاجه اللاعب والبطل, فهمهم الحقيقي هو السفر والايفاد, وهذا الواقع يعرفه القاصي والداني وفي جميع الاتحادات, وعلى جميع الرياضيين رص الصفوف ومواجهة تراجع العابنا المخيف لان العراق يمتلك مواهب وكفاءات لكن يتم ابعادها بطرق احترافية من قبل الطارئين .

وشدد على ان الفترة المقبلة تحتاج الى تحرك سريع من قبل أهل الشأن, وعلى الهيئات العامة في الاتحادات المركزية تحمل مسؤولياتها تجاه العابنا, لان الرياضة العراقية ذاهبة الى الضـياع.

نتيجة طبيعية

الصحفي نعيم حاجم اكد ان المشاركة العراقية في الاولمبياد كانت نتيجة طبيعية ومعروفة, واضاف: لا اعرف لِم الاستغراب من اننا نغادر الاولمبياد منذ الجولة الاولى فالمفترض نستغرب لأننا تأهلنا في مختلف الألعاب التي ذهبنا بها، فعدا كرة القدم التي شاركنا بها بالفريق الاول وللأسف سلم بيد من لا يفقه شيئا بعالم التدريب والأسف الأكبر هو المجاملة والنفاق الاعلامي الذي يقول يجب ان نقف خلف الفريق وكادره التدريبي رغم انهم يعلمون بفشلهم وهذا الفشل بعينه .

ولفت الى وجود اناس يدافعون عن الخطأ فمنهم من يستفاد من الاولمبية ماديا ومنهم من يريد اللحاق بزميل له استفاد سلفا ومنهم من هو ببداية الطريق لنجوميةً التملق لذا يريد ان يستفاد من قدواته, كل هذا أثر وساهم بالفشل.

هدرنا عشرات ملايين الدولارات

الصحفي الرياضي سدير الشايع قال :مغادرة العابنا مأسوف عليها ، لأن هذه سمعة وطن وتطلعات شعب كامل، الرياضة ليست منصبا تتنافس عليه مجموعة من الناس لتنتفع ؛ الرياضة أحلام شباب وصناعة أبطال، نحن غادرنا ريو مجبرين لا مختارين، لأن كل السياقات والطرق تؤدي بنا لنتائج كهذه نكون فيها بآخر القوائم، علينا أن نستوعب أن مكاننا الحقيقي الآن هو هذا وان ما نريده مستقبلا يجب أن تدونه الحكومة ويسمعه البرلمان ويختاره الشعب، نريد إنجازا علينا أن نخطط ونعمل بجد لكي نصل له من دون لف ودوران, نحن هدفنا الإنجاز العالمي وبكل الألعاب وهل تحقق هذا سابقا الجواب لا بكل تأكيد.

إذن لنعيد قراءة كل شيء وأولها أساس العمل الرياضي وهو قانون الانتخابات وقبلها الهيئات العامة لنصل لفهم أولي لطرق الإنجاز, هدرنا عشرات ملايين الدولارات وسندفع مثلها أضعافا بلا معنى.