العمالقة لا يتغيرون مع الزمن

24

بغداد/ أحمد رحيم نعمة
اختتمت مؤخراً في الكويت النسخة الأولى من البطولة الخليجية للاعبين القدامى، التي نال لقبها المنتخب الوطني العراقي، بعد فوزه في المباراة الختامية على المنتخب العماني بفارق الركلات الترجيحية.

خاض منتخبنا خمس مباريات، الأولى كانت أمام المنتخب اليمني وانتهت بهدف للمنتخب العراقي، والثانية أمام البحرين وانتهت بالتعادل، والثالثة كانت أمام المنتخب السعودي وانتهت بفوز العراق بهدف واحد، وفي مباراة الربع النهائي، حقق منتخبنا الفوز على المنتخب القطري بهدف، ليتأهل إلى المباراة النهائية ويحقق فيها الفوز على المنتخب العماني.
الفوز كان له صدى واسع في الأوساط الرياضية العراقية والعربية، فبالرغم من الأعمار الكبيرة للاعبي جميع المنتخبات المشاركة في البطولة، إلا أن المباريات كانت ذات نكهة خاصة من حيث المستويات العالية لقدامى اللاعبين.
تاريخ كروي
عن حصول منتخبنا الوطني على كأس البطولة التي جمعت نجوم الكرة العربية الخليجية، تحدث نجم المنتخب العراقي السابق سلام هاشم قائلاً: “بالرغم من الفترة القصيرة لإعداد لاعبينا القدامى للبطولة، إلا أن الكادر التدريبي، الذي قاده المدرب حكيم شاكر، استطاع تهيئة الظروف المناسبة لانسجام اللاعبين، وبالتالي الحصول على كأس البطولة، ما أكد أرجحية التأريخ الكروي العراقي في البطولات الخليجية. وعلى الرغم من نقص اللياقة البدنية، لكن لاعبينا اعتمدوا على خبرتهم وعقليتهم التي ساعدتهم على تحقيق هذا المنجز، الذي يضاف إلى سجلات الكرة العراقية، لقد كان التألق العراقي واضحاً منذ البداية، وصولاً إلى (النهائي)، الذي حسم بركلات الجزاء أمام المنتخب العماني، بعد تألق نور صبري.” مشيراً إلى أن “البطولة أمتعت المتابع العراقي وأعادت ذكريات 2007 عندما فاز العراق بكأس آسيا.” متمنياً على الاتحاد الخليجي لكرة القدم مواصلة إقامة البطولة التي نجحت في تجميع اللاعبين القدامى والجمهور الخليجي الشقيق، وقدمت صوراً فنية طيبة أسعدت اللاعبين والمدرجات معاً، وأوصلت رسالتها باحترام قدامى النجوم.
جمل تكتيكية
بدوره، قال مدرب حراس المنتخب العراقي عبد الكريم ناعم: “البطولة كانت رائعة، التقى خلالها نجوم الخليج بعضهم ببعض، وتبادلوا الأحاديث القديمة، مستذكرين البطولات السابقة التي شاركوا فيها.” موضحاً أن “الفترة التي جرى فيها إعداد المنتخب كانت قصيرة، إلا أن لاعبينا تمكنوا من النجاح. منوهاً بأن اللاعبين كانت لديهم القدرة على اللعب القصير، وتبين ذلك من خلال الجمل التكتيكية التي قدموها في المباريات، وتفوقهم على جميع المنتخبات المشاركة، وبالتالي تحقيق الهدف الأسمى، الحصول على كاس البطولة.” مضيفاً: “لا ننسى أن التألق كان واضحاً في الحارس الأمين نور صبري، الذي اختير كأفضل حارس مرمى في البطولة، وكذلك اللاعب كرار جاسم الذي اختير كأفضل لاعب في البطولة.” آملاً أن تقام مثل هذه البطولات للاعبين القدامى على المستوى الآسيوي أيضاً.
بناءٌ صحيح
فيما قال الصحفي الرياضي نعيم علي: “لقد أسعدنا المستوى الراقي الذي قدمه لاعبونا القدامى، بل تابعنا بشغف مباريات البطولة، بالرغم من تقدم أعمار اللاعبين الذين مازالوا في عطائهم، ما شجع الجماهير العراقية على متابعة المباريات.” مبيّناً أن “بعض اللاعبين القدامى تفوقوا من حيث المستوى على لاعبي المنتخب الحالي، عبر إتقانهم لعب الكرات الأرضية والتكنيك العالي.”
في حين أشار المدرب جابر محمد في حديثه إلى أن “الجيل السابق لن يتكرر، من حيث الأداء الراقي الذي قدموه سابقاً وحالياً.” مستشهداً بحفاظهم على إمكانياتهم ومهاراتهم، على الرغم من تقدمهم بالعمر. مضيفاً: “لقد كان بناؤهم صحيحاً، ولعبوا بتشكيلتهم السابقة، وحققوا من خلالها هذا الإنجاز الكبير، كأس الخليج الأولى، بينما نرى أن المنتخب العراقي الحالي لم يثبت على تشكيلة واحدة.” متمنياً لمنتخبنا الوطني في ختام حديثه التأهل إلى كأس العالم.