القيثارة الخضراء خارج التغطية الآسيوية!
بغداد / أحمد رحيم نعمة
على الرغم من خطفه بطولة الدوري الكروي العراقي، إلا أن فريق نادي الشرطة أخفق آسيوياً في أغلب مبارياته التي خاضها الموسم الحالي ضمن دوري أبطال آسيا، سواء في ملاعبنا أو ملاعب الفرق المنافسة، ولاسيما أن القيثارة الخضراء يضم في صفوفه أكثر من لاعب يمثل المنتخب الوطني العراقي،
بوجود اللاعبين المحترفين الذين جرى التعاقد معهم، أين يكمن سبب تراجع كرة الشرطة وعدم تألقها في بطولات آسيا؟ هل هو بسبب ضعف الدوري الكروي العراقي؟ أم في الاختيارات غير الصحيحة للاعبين المحترفين؟ أو لعدم قدرة الملاك التدريبي على قيادة الفريق؟ مجلة “الشبكة العراقية” استطلعت آراء عدد من المختصين في الشأن الرياضي حول هذا الموضوع:
إخفاقات مستمرة
أول المتحدثين كان مدرب المنتخبات الوطنية السابق عبد الإله عبد الحميد الذي قال: “منذ فترة طويلة لم تقدم الأندية العراقية التي شاركت في المسابقات الخارجية العربية والآسيوية شيئاً يذكر، حتى أصبح الأخفاق مرافقاً لها في جميع البطولات، على الرغم من امتلاك هذه الأندية لاعبين محترفين جرى التعاقد معهم بمبالغ كبيرة، وفي آخر المشاركات لناديي الشرطة والقوة الجوية رافقها الإخفاق في مبارياتهما. الكرة العراقية بكل مفاصلها تعاني آسيوياً، والأسباب عديدة، منها أنها ترعرعت منذ عشرات السنين على أيدي كوادر محلية فقيرة فنياً، وهذا شيء طبيعي، إذ ان بعض الكوادر المحلية هم بالأساس نتاج دوري ضعيف، بمعنى آخر أنها لا تحمل فكراً كروياً متطوراً يحاكي كرة القدم الحديثة، لذلك كانت ومازالت الإخفاقات مرافقة للأندية العراقية خلال المشاركات الخارجية.”
دوري ضعيف
بدوره، يقول اللاعب الدولي السابق محمد كاظم إن “الدوري العراقي ضعيف جداً، والعقلية التدريبية المحلية أصبحت وبالاً على الرياضة، كما أن إدارات الأندية العراقية تفتقد إلى العمل المهني، ولا تمتلك عقلية إدارية نيّرة تمكنها من أن تنهض بأنشطة أنديتها، وإلا كيف نفسر إخفاقات نادي الشرطة على ملعبه في البطولة الآسيوية، بعد تعادله في مباراة واحدة وخسارته أربع مرات دون أي فوز ؟ كل هذا يبين أن المدرب المحلي محدود الفكر، إذ لا نرى خططاً تكتيكية ولا أسلوباً في اللعب. لذلك كانت الاخفاقات مرافقة لفريق الشرطة، كما أن التعاقدات المبالغ فيها مع اللاعبين المحترفين أفسدت متعة الدوري، وكأن اللاعب يلعب لنفسه وليس للنادي، المفروض أن تكون هناك ضوابط لما يقدمه اللاعب في المباريات. بصراحة فإن عقلية المدرب المحلي أصبحت قديمة لاتواكب التطور الذي حصل في كرة القدم، وهذا واضح جلياً في المستويات التي تقدمها أنديتنا عندما تلعب مع بقية الفرق، لذا يجب على الأندية أن تستقطب مدربين أجانب، والتعاقد مع لاعبين مميزين من دول متقدمة في كرة القدم.”
أين الخلل؟
فيما قال الصحفي حسين الماضي إن “ما حدث مع نادي الشرطة في دوري أبطال آسيا أشبه بمن يُعطى خزينة مليئة بالذهب، لكنه يصرّ على أن ينفقها على شراء أحذية مثقوبة! فعلى الرغم من الدعم الكبير من الوزارة، إلا أن الفريق يبدو كأنه يتعلم أبجديات كرة القدم على حساب سمعة الكرة العراقية. حتى أن الخسائر المذلة أصبحت فقرة ثابتة في جدول المنافسات، والإدارة تتفرج وكأنها تتابع فيلماً كوميدياً! وهنا نتساءل: إن كان الدعم المالي والمعنوي بهذا السخاء، فأين الخلل؟ هل أن الإدارة تُحسن الكلام ولا تُحسن التخطيط؟ أم أن المدرب يعتقد أن التكتيك هو اسم شخصية خيالية؟ أم أن اللاعبين يتحركون وكأنهم في لعبة (بليستيشن) عالقة على وضعية (المبتدئ)؟! نحتاج وقفة صريحة لمعالجة ما أفسد، وكذلك الحال بالنسبة الى الإدارة، فهي بحاجة الى مراجعة جذرية أيضاً.”
رقم تكميلي
من جانبه، قال اللاعب الدولي السابق أحمد مناجد: “بعد مشاهدتي مباريات الشرطة، أقول الحمد لله على نعمة المحترفين، فلولاهم حتى الفوز على منتخبي فيتنام وتايلاند لم يكن ليتحقق، وأعتقد أنه بسبب الدوري الضعيف لم تظهر فرقنا بالمستوى المطلوب في المسابقات الخارجية، والدليل على ذلك إخفاق فريق الشرطة في جميع مبارياته، وعدم تقديمه مستوى يذكر في دوري أبطال آسيا، على الرغم من تواجد المحترفين في صفوفه. للأسف كانت خسارته قاسية قبل هذا الدور مع الوصل الإماراتي وفي ملعب كربلاء بثلاثية.” مضيفاً أن “إدارة الشرطة وفرت جميع مستلزمات النجاح، لكن مشاركة الفريق الآسيوية لم يكتب لها النجاح بسبب ضعف الدوري العراقي، لذا كانت مشاركة الأندية العراقية في البطولات الخارجية مجرد رقم تكميلي.”
مستوى متدن
أخيراً.. يرى الصحفي الرياضي رحيم عودة أن “دوري النخبة العراقي لكرة القدم ضعيف جداً، على الرغم من مشاركة مجموعة كبيرة من لاعبي المنتخب الوطني العراقي فيه، فضلاً عن تواجد نخبة من المحترفين من بلدان مختلفة، إذ لم تقدم أنديتنا مستوى كروياً يطرب الجماهير التي تحضر المباريات، فالأمور حالياً اختلفت عن السابق من حيث الملاعب المميزة والعقود الكبيرة التي يتقاضاها اللاعبون والمدربون، لكن المستوى الذي يقدمونه داخل الملعب غير جيد إطلاقاً، لذا رافقت الإخفاقات فرقنا في المسابقات الخارجية، لتبقى الدوريات العربية والآسيوية أقوى بكثير من الدوري العراقي.”