اللجنة البارالمبية إنجازاتٌ رائعة وإهمالٌ حكومي

968

علي الخرسان  /

لم تكن ولادة اللجنة البارالمبية الوطنية العراقية محض صدفة، بل كانت قراراً رسمياً اتخذته اللجنة الأولمبية الدولية بعد سقوط النظام السابق عام 2003 في الاجتماع الرسمي الذي دعت إليه في فندق اليمامة ببغداد الذي كان في حينها مقراً للأمم المتحدة، الذي أعلن فيه السيد فيليب فيلو ممثل اللجنة الأولمبية الدولية حل اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية رسمياً والإعلان عن تشكيل هيئتين مؤقتتين لإدارة الرياضة في العراق إحداهما تمثل رياضة الأصحاء والأخرى لذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال الصحفي الرياضي هشام السلمان مدير إعلام اللجنة البارالمبية الوطنية العراقية: في ضوء هذا القرار بدأ العمل بتشكيل لجنة بارالمبية عراقية وليس اتحاداً كما كان موجوداً في السابق، منذ عام 1982 عندما انطلقت رياضة المعاقين لأول مرة في العراق تحت اسم اتحاد المجد العراقي لرياضة المعاقين.
وأضاف السلمان: أن الهيئة المؤقتة لإدارة رياضة المعاقين في العراق ضمّت 16 عضواً برئاسة الدكتور مظفر عبد الله شفيق الذي لم تدم رئاسته سوى شهرين بسبب مرضه المفاجئ، إذ أوكل المهمة للدكتور فالح فرنسيس حتى إعلان اللجنة البارالمبية العراقية رسمياً، في انتخابات ديمقراطية تحت إشراف اللجنة الأولمبية الدولية في 19/10/2003، عن انتخاب المكتب التنفيذي للّجنة البارالمبية برئاسة قحطان تايه النعيمي والأمين العام فاخر علي الجمالي وعضوية المرحوم هاني عبد المجيد وخالد رشك وعقيل حميد وعبد الكريم باقر .
وقد تشكلت 10 اتحادات رياضية مثلت هيكلية اللجنة البارالمبية ليكون العراق من الدول القلائل التي شكلت لجاناً بارالمبية وطنية تعمل بشكل صحيح تحت مظلة اللجنة البارالمبية الدولية IPC.
وتولى رئاسة اللجنة منذ تأسيسها لأول مرة عام 2003 وحتى اليوم كل من قحطان تايه النعيمي (2003 – 2014) و د.عقيل حميد (2014 – حتى الآن)
وبارك الدكتور عقيل حميد رئيس اللجنة البارالمبية العراقية الإنجازات المتعددة التي حققتها الاتحادات المنضوية تحت لواء اللّجنة خلال العام المنصرم 2019 والتي بلغت 189 وساماً ملوناً، وهي تعكس بصدق مدى الحرص والالتزام والإدارة الناجحة للقائمين على رياضة متحدى الإعاقة.
أضاف حميد : أتمنى على الجميع في العام 2020 مواصلة السعي الحثيث والالتزام العالي بالمناهج التدريبية والمشاركات الخارجية من أجل الحفاظ على النجاحات المتحققة، ولاسيما أن العام الجديد سيشهد إقامة الدورة البارالمبية في طوكيو والتي تمكن عدد من لاعبينا من التأهل إلى نهائياتها بشكل رسمي، معرباً عن أمله في تحقيق الإنجاز البارالمبي وكسر الأرقام القياسية التي تحققت في ريودي جانيرو 2016.
إنجازات رائعة
وتميزت اللجنة بكثرة إنجازاتها التي تحققت على مدى السنوات الماضية، ولكن تبقى المشاركات في البطولات الآسيوية والأولمبياد هي المعيار الحقيقي للإنجاز، فقد شارك العراق لأول مرة عام 2010 في الدورة الآسيوية في غوانزو الصينية وحصلنا على20 وساماً ملوناً منها 9 ذهبية و5 فضية و6 برونزية. وفي الدورة الثانية في كوريا الجنوبية حصلنا على 31 وساماً منها 6 ذهبية و6 فضية و19 برونزية وفي الدورة الآسيوية الأخيرة التي أقيمت في جاكارتا 2018 حصل العراق على 20 وساماً منها 3 ذهبية و6 فضية و11 برونزية.
أما في الدورات البارالمبية فقد كانت مشاركة العراق الأولى في إسبانيا – دورة برشلونة- وحصد فيها العراق أول وسام بارالمبي برونزي حققه اللاعب أحمد عليوي بفعالية رمي القرص، وفي الدورة الأخيرة في ريودي جانيرو حقق العراق وسامين ذهبيين و3 أوسمة فضية.
وشاركت اللّجنة البارالمية في بطولة غرب آسيا وأحرز العراق لقبها في دورتي 2017 في دبي و2019 في عمان.
اتحادات وألعاب متنوعة
تضم اللجنة البارالمبية 14 اتحاداً رياضياً هي: ألعاب القوى وتنس الطاولة والبوتشيا ورفع الأثقال والسباحة والمبارزة وكرة المكفوفين وكرة السلة على الكراسي المتحركة والكرة الطائرة من وضع الجلوس والجودو للمكفوفين والقوس والسهم والرماية وألعاب الصمّ.
نجوم لامعة
من أبرز أبطال البارالمبية العراقية اللاعب جرّاح نصّار صاحب أفضل إنجاز عام 2019 بتحقيقه 6 أوسمة ذهبية، وأيضاً هناك أحمد غني نعاس ورسول كاظم وفارس سعدون وثائر عباس وعمار هادي وزمن حسين ونهلة عماد وزينب حسن وغيرهم.
وشاركت رياضة المعاقين في 6 دورات بارالمبية في برشلونة عام 1992 وفي سيدني عام 2000 وفي أثينا عام 2004 وفي بكين عام 2008 وفي لندن عام 2012 وفي ريودي جانيرو عام 2016.
وتتلقى اللجنة البارالمبية ميزانية مالية من وزارة المالية وهي مستقلة مالياً وإدارياً، لكن هذه الأموال غير كافية لتغطية نفقاتها لكثرة متطلبات المشاركات الخارجية والمعسكرات التدريبية.
وتحتاج اللجنة إلى البنى التحتية التي لا تتوفر لدى بعض الاتحادات بسبب قلة الأموال، كما تحتاج إلى الدعم الحكومي لاستضافة البطولات العربية، ولا سيما أن العراق من الدول الأوائل التي تأسست فيها لجان بارالمبية.
تكريمي هواء في شبك!
يقول اللاعب جراح نصار: فخور بما حققته بإحرازي لقب اللاعب الأفضل لفوزي بأعلى عدد من الأوسمة الذهبية التي حققتها اتحادات اللجنة البارالمبية، وأشعر بالسعادة وأنا أعتلي منصات التتويج في البطولات التي شاركت فيها.
يضيف جراح: أتمنى أن أمتلك بيتاً لأسكنه مع عائلتي التي ينام أفرادها السبعة في غرفة واحدة. يقول هذا والألم يعتصره، فقد رفع علم العراق عالياً وعُزف له السلام الجمهوري العراقي مرات عدة في أكبر المحافل العالمية في أولمبياد ريو دي جانيرو، لكن تكريم الدولة حينها بمنحه قطعة أرض ظلّ هواء في شبك حيث لم يتسلم أي شيء حتى هذه اللحظة!