المشجعون أم اللاعبون مشكلات كرة القدم… من يقف وراءها؟
أميرة محسن /
أكدت التجارب السابقة أن كرة القدم كانت وما زالت (مركز المشكلات الرياضية)! بل تطورت فشملت الجوانب السياسية، والدليل الحروب التي دارت في فترات متفاوتة سببها كرة القدم، على سبيل المثال الحرب الطويلة المسلحة عام 1969 بين دولة الهندوراس والسلفادور في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم.
لم تنجُ كرة القدم العراقية من المشكلات الحاصلة بين الأندية، إذ حدثت بعض المشكلات والشجارات بين مشجعي الأندية واللاعبين، آخرها المعركة الحامية الوطيس بين أحد الأندية البغدادية ونادٍ من المحافظات، ما جعل اللجنة التطبيعية تتخذ قرارات صارمة بحق المسيئين.
عقوبات صارمة
(مجلة الشبكة) حصلت على العديد من الآراء بشأن هذا الموضوع فكانت البداية مع مدرب فريق نادي النفط باسم قاسم الذي تحدّث بصراحة قائلاً: المشكلات التي تحصل في مباريات كرة القدم.. الجميع مسؤول عنها من إدارات وأندية ولاعبين وجماهير مشجعة، كذلك المؤسسات الحكومية وضعف القانون، فضلا عن الثقافة التي تلعب دوراً مهماً في هذه القضية الرياضية (العويصة)! فالجماهير الرياضية التي تشجّع فريقها دائما ما تكون متعصبة جدا لتحقيق الفوز وإذا خسر الفريق تبدأ المشكلات إما بين المشجعين والحكام أو بين الإدارات، ويخرج الامر عن المألوف ليشمل الجميع في المعارك وحدثت هذه الأمور مرات عديدة ومن أندية كثيرة، لكن يبقى الاتحاد الكروي الفيصل في حل مثل هذه الامور، من خلال العقوبات الصارمة التي يتخذها من أجل إنهاء المشكلات في الدوري.
الاحتكاك يولّد الأخطاء
بينما تحدّث مدرب الطلبة حسن أحمد عندما قال: كرة القدم هي مركز الأخطاء، فهذه اللعبة مليئة بالمشاكل كون الاحتكاك بين اللاعبين يولّد الأخطاء! قسم من هذه المشكلات سببها حكام الكرة من ناحية احتسابه لخطأ غير صحيح او ركلة جزاء غير محقّة لأحد الفريقين، ما يولّد شعوراً بالغبن للفريق المقابل وبالتالي هيجان الجمهور، كما أنَّ هناك بعض اللاعبين يسهم بشكل علني في حدوث المشكلات داخل الملعب، أما من خلال معاكسة أو ضرب اللاعب المنافس أو احتفاله بصورة غير صحيحة من خلال إحرازه للهدف ما يثير مشاعر جماهير الفريق المنافس، بل إن بعض الإدارات تكون عنوان المشكلات الدائرة، لقد حدثت في هذا الموسم الكثير من المشكلات والتجاذبات سببها الرئيس الإدارات وتصريحات أعضائها.
حب، طاعة، احترام
أما لاعب نادي زاخو عصام ياسين فقال: إن الجميع مسؤول عن المشكلات التي تدور في الجانب الكروي وهي غريبة عن وسطنا الرياضي، إنَّها عادات سيئة، جاءت المشكلات نتيجة فقر الثقافة الكروية، لكن هذه الظاهرة ليست شائعة، فبعض الفرق لها احترامها لدى الجماهير واللاعبين، إنَّ هذه المسألة الكروية الشائكة تنطلق شرارتها الاولى من التصريحات التي تبدر من بعض إدارات الأندية التي دائما ما تأخذ موقفاً سلبياً تجاه الفريق المقابل، بل تسهم في هيجان الجماهير الكروية وبالتالي تحدث المشكلات خلال المباريات بسبب هذا التصريحات، تعلمنا منذ الصغر أن الرياضة حب، وطاعة، واحترام، لكن في زمننا هذا تغيّر المصطلح فأصبحت الرياضة مشكلات × مشكلات!!
المشاحنات الكروية
وتحدث لاعب نادي الشرطة عدي شهاب عندما قال: كرة القدم أم الاخطاء! بسبب الاحتكاك المباشر بين اللاعبين، لكن ليس إلى هذه الدرجة الكبيرة من المشكلات التي تحدث ويكون سببها الرئيس في كثير من الاحيان سلوك بعض اللاعبين الذي قد يعمم على الفريق بكامله، كذلك تصرفات بعض الجماهير المحسوبة على الرياضة، كما أن لبعض الهيئات الادارية دوراً في المشكلات التي تحصل، فهم يفسحون المجال للتدخل في شؤون الفريق الداخلية، وهنالك أمور أخرى تسهم في إحداث المشاحنات الكروية، منها الجانب التحكيمي الذي دائما ما يكون سبباً في الصراعات القائمة بين الفرق.
لعبة الأخطاء
الصحفي الرياضي نعيم حاجم كان آخر المتحدثين عندما قال: كرة القدم مليئة بالاخطاء، لذلك نجد المشكلات متشعبة، بل تعدت إلى مرحلة الحروب بين الدول والدليل الحرب التي دارت بين دولة الهندوراس والسلفادور ولغاية يومنا هذا يوجد التقاطع بين الدولتين، كما أن هناك حروباً إعلامية بين دول كثيرة سببها كرة القدم، وفي العراق ايضا حدثت مشكلات كثيرة بسبب كرة القدم، اتذكر في مباراة بين الجوية والزوراء وفي ملعب الشعب الدولي عام 2000 او 2001، حدثت معركة كبيرة بين مشجعي الناديين في الجهة المقابلة للمقصورة، على ما اتذكر تشاجرت أعداد كبيرة من المشجعين واستمرت المعركة لأكثر من ربع ساعة، تدخلت بعدها حماية الملعب فانتهى (العراك)! والسبب كان هو (هلس) النورس الذي كان بحوزة جمهور الزوراء الذين أطلقوه فوقع بيد جمهور الجوية، والحادثة الأخرى التي حدثت في هذا الموسم كانت بين نادٍ جماهيري ونادٍ من المحافظات أشعلت فتيل الأزمة وعوقب في إثرها الجمهور وبعض اللاعبين نتيجة الاعتداء على اللاعبين قبل دخولهم الملعب، تبقى المشكلات مرافقة لكرة القدم، سواء بسبب التحكيم او الادارات واللاعبين، لأنها بصريح العبارة لعبة الاخطاء!