انتخابات الاتحادات الرياضية.. بين رفض وقبول الشارع الرياضي

895

أحمد رحيم نعمة /

أخيرا أسدل الستار على انتخابات الاتحادات الرياضية العراقية، حيث لم يكن هناك تغيير لرؤساء الاتحادات واعضائهم إلا ماندر!! وظلت السلطات السابقة تحكم لولاية ربما تبدو العاشرة لأغلب الاتحادات، إذ استطاع أغلب رؤساء الاتحادات ونوابهم وأعضائهم البقاء في مراكزهم الرئاسية لأربع سنوات أخرى.

استعداد مبكر

 قبل الانتخابات بأشهر، استعدت جميع الاتحادات الرياضية كل حسب طريقته، البعض من الاتحادات أكمل جميع الإجراءات من حيث اختيار نفس أعضاء الهيئة العامة، حيث دخلت أدارات الاتحادات مع هيئاتها العامة عملية تطييب الخواطر وارضاء البعض من المعارضين لضمان الكراسي، لاسيما وأن الفترات الماضية كان العمل من قبل الاتحادات يسير لكسب ود الهيئة العامة، فالأشخاص الذين كانوا يحاولون الإطاحة برؤساء الاتحادات ومعاونيهم كان الإبعاد عن الهيئة العامة من نصيبهم شاءت اللجنة المكلفة عن الانتخابات أم أبت، أي أن القيادات السابقة خططت للبقاء في أماكنها وإبعاد كل من يريد احتلال مراكزها.

(بصم بالعشرة)!

الكثير من الرؤساء سجلت الاتحادات بأسمائم ووقعت هيئاتها العامة بالعشرة! على بقائهم في السلطة الحاكمة بعد أن قاموا بـــ (دهن زردوم الأغلبية)، لذلك كانت العودة للحكم لأربع سنوات أخرى (مصوكرة) بالنسبة لاتحادات كثيرة.

وسام أولمبي حزين!

أكثر من نصف قرن انقضى والرياضة العراقية تعاني الأمرّين، فهي لم تحصل سوى على وسام برونزي اولمبي واحد سجل باسم المرحوم الرباع عبد الواحد عزيز الذي حصل عليه في اولمبياد روما 1960، رغم الدعم المالي الشحيح حينها، فمنذ ذلك الحين ولغاية الساعة دخلت منتخباتنا الوطنية معسكرات تدريبية كثيرة تعدت الحد المعقول مع صرف مالي كبير.

لاوجود للديمقراطية!

يقول حسين العميدي، رئيس اتحاد السلة العراقي، عن انتخابات الاتحادات: حقيقة لم نصل الى مستوى عالٍ من الثقافة الديمقراطية الانتخابية، إذ لم يحصل كل ذي حق على حقة في الانتخابات، وإنما ظلم البعض وابتعدت بعض الوجوه التي من الممكن أن تؤدي دوراً إيجابياً في العمل الرياضي الاتحادي، وذلك بفعل أمراض الطائفية والعنصرية المناطقية ما أثر على مستوى تقديم الخدمة الجيدة للوسط الرياضي.

مرحله جديدة

فيما قال زاهد نوري، رئيس اتحاد الرماية العراقي: برغم ما صاحب الانتخابات الاخيرة من تلكؤ، إلا أن هناك العديد من الأخطاء التي وقعت، لكنها كانت ضروريه من أجل بدء مرحله رياضيه جديدة تشرع من خلالها قوانين رياضية جديدة تتواكب مع المرحلة الحالية.

شفافية عالية

رئيس الاتحاد العراقي للشراع والألعاب المائية تحسين علي الحسون قال إن الانتخابات الأخيرة جرت في أجواء  ديمقراطية وبشفافية عالية، لكن على ما يبدو فإن الخاسر في الانتخابات دائماً يشكك بنزاهتها، ولو كان قد فاز فإنه يمتدح وهذه حقيقة لاغبار عليها.

المحسوبية والمنسوبية

أما حسن السوداني، خبير التحكيم العالمي للعبة المواي تاي، فقال: عندما يطبق القانون بصورة صحيحة وبعيداً عن المحسوبية والمنسوبية و(شيلني واشيلك)، كنا نتمنى أن ترتقي الانتخابات الرياضية الى مستوى الطموح.. لكن!

الدسائس  والمؤامرات

الصحفي الرياضي يوسف فعل تحدث عن الانتخابات الأخيرة قائلاً: غريب ما طرحه رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية رعد حمودي في إحدى القنوات عندما تحدث بطريقة مثيرة للدهشة، وقلب الأبيض الى الأسود، بأنه حتى في حالة وجود التزوير والتلاعب في انتخابات الاتحادات الرياضية، فإنها ماضية الى نهاية المشوار دون الالتفات الى الوراء او الاستماع الى المعترضين. وأضاف فعل: التصريح الخطير من حمودي، أصاب الملايين بالاستغراب والتعجب، فكيف برئيس اللجنة الأولمبية بقامة رعد حمودي أن يبيح التزوير، ويشجع على ارتكابه، من دون أن يعلن عن رفع العصا الغليظة بوجه كل من يروم التلاعب في الانتخابات، وأن من يقوم بالتزوير فسيجد نفسه خارج أسوار الأولمبية، فتشجيع حمودي دليل على حب السلطة، اذ اتضح أن حمودي رفع الراية البيضاء أمام المزورين، واعطائهم الضوء الأخضر لتكملة مشوارهم المليء بالدسائس  والمؤامرات، بما يجعل مركب الاولمبية منخوراً ويعاني الثغرات واختلال التوازن الاداري والفشل الفني وتبديد المال العام على قضايا لا تخص الواقع الرياضي، فالسبب في تمادي المزورين في الاتحادات الرياضية يعود الى قرب انتخابات المكتب التنفيذي ورئاسة اللجنة الاولمبية التي اجبرت حمودي على تجرع سم التلاعب بأريحية، الذي وجدوا له العلاج الشافي لنيل فوزه في الانتخابات المقبلة التي لن تكون بافضل من حال الاتحادات الرياضية التي سادها الهرج والمرج والفوضى والاتهامات المتبادلة والمحاكم، لذلك فإن مستقبل الرياضة سينحدر الى الأسوأ، وستكون الفترة المقبلة مشبعة بالفشل وهدر المال العام، فكسب الأصوات الانتخابية يجعل حمودي وكتيبته في خانة واحدة، ورغبة جامحة لتسيد المشهد الرياضي، على الرغم من عدم تحقيق النتائج، او العمل على تطوير الرياضة بطريقة رصينة ومحترمة تعطي كل ذي حقه، وأن لا يتم الاستيلاء على مقدرات الرياضة بأبشع صورة تشعر من أسلوبها وكأننا في سوق للبيع والشراء، وليست في فضاء رحب وسمح وسعي لتطبيق مبادئ الحركة الأولمبية ومقارعة الكبار في القارة الصفراء، لحصد الأوسمة والخلل هو أن رئيس اللجنة الأولمبية شجع على اكمال الانتخابات بأية طريقة ومهما كانت النتائج .

مصالح شخصية

أما الصحفي الرياضي نعيم حاجم فكان له رأي عندما قال إن الأغلبية يريدون الجلوس على الكراسي من أجل مصالح شخصية، باتت معروفة للجميع، دون ان تكون لديهم أية رؤية أو تصور للتطور، عن أي تطور نتحدث وبعض الاتحادات الرياضية يبلغ عدد أفراد هيئاتها العامة أقل من عشرين شخصاً وربما أقل من هذا العدد! ولكم أن تتخيلوا أن هذا العدد الضئيل هو من يتحكم بمصير أية لعبة من الألعاب تخصص لها ميزانية ولفرقها ومنتخباتها عدة مشاركات خارجية! المصيبة الأعظم أن طريق الانتخابات غير مفروش بالورود فالاعتراضات والشكاوى قائمة على قدم وساق وهنالك اتحادات لن تقام انتخاباتها في الوقت الحالي بسبب المشاكل القانونية التي تعتري عملها منذ فترة طويلة.